الترجي الرياضي: الهيئة بين ضغط الجماهير ومصلحة الفريق... وثنائي تحت المجهر إذا تشبث بن يحيى بالرّحيل

شكل انسحاب الترجي من البطولة العربية على يد الاتحاد الاسكندري المصري

ضربة موجعة للمثل كرة القدم التونسية الذي كان يأمل على الإبقاء على الزعامة العربية في موسم المائوية.

انسحاب لم يمر مرور الكرام حيث خلف موجة كبيرة من الانتقادات طالت الجميع كهيئة مديرة ولاعبين وخاصة الإطار الفني وبالتحديد المدرب خالد بن يحيى الذي أصبح رحيله مطلبا جماهيريا ملحا الأمر الذي قد تجد الهيئة المديرة نفسها مجبرة على الاستجابة إليه لتفادي أي احتكاك مع الأنصار قد يزيد الأوضاع سوءا بما أن عامل الاستقرار يعد الأهم إذا أراد الفريق تجاوز الخيبة العربية وتضميد جراحه من بوابة الزعامة القارية بمعانقة لقب رابطة الأبطال الإفريقية.

وضعية صعبة
ضغط الجماهير وتقارب المواعيد وخاصة لقاء ربع نهائي رابطة الأبطال الذي سيستضيف فيه الترجي بعد 10 أيام من الآن وبالتحديد يوم 15 سبتمبر النجم الساحلي على أن يكون لقاء العودة بعد أسبوع وبالتحديد يوم 21 من نفس الشهر بالملعب الاولمبي بسوسة جعل الهيئة المديرة عاجزة على اتخاذ قرار نهائي فيما يتعلق بوضعية مدربها أما بالإبقاء على بن يحيى لضمان الاستمرارية ولو وقتيا في العمل نظرا لقرب الأخير من المجموعة وعلمه بكل صغيرة وكبيرة وبذلك منحه فرصة هي الأخيرة أو بالمجازفة والتعجيل بالتغير والتعاقد مع مدرب جديد بهدف كسب ود الجماهير ودفعها إلى العودة للالتفاف حول الفريق وخاصة تغيير الأجواء وإحداث رجة نفسية بالنسبة للمجموعة التي كشفت حقيقة الميدان أنها ليست في أفضل حالاتها منذ الهزيمة أمام الأهلي.

عندما تمثل الجماهير خطرا على الفريق
لا يختلف اثنان على الدور الكبير الذي تلعبه جماهير الترجي لتتويج فريقها بأكبر عدد ممكن من الألقاب المحلية إضافة إلى الألقاب القارية والعربية ولعل مدارج ملعب رادس وغيرها من الملاعب المحلية إضافة إلى التنقل بأعداد خيالية خارج حدود الوطن كما كان الحال في الدر بيات المغاربية بالجزائر والمغرب والعربية وبالتحديد بمصر بملعب القاهرة وبرج العرب خير دليل على صولات وجولات جماهير الترجي وعشقها لفريقها, إلا أن ما يحدث منذ مواسم قد يجعل جماهير الترجي تمثلا خطرا على فريقها عوضا عن أن تكون ابرز نقاط قوته بما أن الأمر لا يتعلق فقط بغضب على مدرب ومطالبة الهيئة بإقالته بل بجل الأسماء التي أشرفت على حظوظ الفريق خلال المواسم الأخيرة والتي غادرت بضغط من الجماهير ولعل أبرزها عمار السويح وخاصة فوزي البنزرتي الذي لم تستطع الهيئة المديرة رغم قناعتها بإمكانياته وأفضليته مقارنة بالأسماء المتوفرة في سوق المدربين المحليين والأجانب الوقوف في وجه جماهيرها والإبقاء على خدماته لتكون النتيجة غياب الاستمرارية وتواصل تراجع أداء الفريق الذي أصبحت جماهيره تشكل خطرا عليه.

في انتظار القرار النهائي
المؤكد إلى حدود كتابة هذه الأسطر أن بقاء بن يحيى مستبعد لعدة أسباب أبرزها رفض الأخير رفضا قطعيا العمل في أجواء متشنجة الأمر الذي سيكون محل لقاء بين رئيس الترجي ومدربه لتباحث الأمر ووضع النقاط على الحروف قصد الخروج بقرار نهائي إما بإقناع الجماهير بحساسية المرحلة وضرورة الإبقاء ولو وقتيا على خدمات بن يحيى بالإعلان عن البديل خاصة أن المعلومات الأولية التي بحوزتنا تؤكد وجود ثنائي تحت أنظار الهيئة في صورة تشبث المدرب الحالي بالرحيل.

بين المدرسة المحلية والفرنسية
عدم اتخاذ الهيئة قرارا نهائيا بخصوص بن يحيى في انتظار اللقاء الذي سيجمعه برئيس النادي وانقطاع جميع قنوات الاتصال والتواصل مع مسؤولي الترجي اللذين خيروا في الوقت الحالي أما غلق هواتفهم أو عدم الإدلاء بأي تصريحات في الموضوع تزامن مع تسريبات عن وجود حلول بديلة في صورة نهاية العلاقة مع بن يحيى أولها أجنبية وهنا يأتي الحديث عن المدرب السابق للنادي الإفريقي برتران مرشان الذي تتوفر فيه بعض الشروط الضرورية على غرار خبرته بالأجواء القارية والمحلية بعد تجارب مع كل من الإفريقي والنجم و المنتخب التونسي والتونسي وعمار السويح الذي له دراية كبيرة بأجواء الفريق بعد تجربة سابقة ناجحة.

الجريدي أبرز مستفيد

كما سبق أن اشرنا فان غضب الأنصار لم يقتصر فقط على بن يحيى بل لحق بعض الأسماء التي سجل أداؤها تراجعا ملحوظا في الآونة الأخيرة وعلى رأسها الحارس معز بن شريفية الذي أصبح محل استياء كبير من الجماهير التي لم تتأخر في مهاجمته عند مغادرته أرضية ملعب رادس في اتجاه حجرات الملابس في اللقاء الأخير ليتواصل الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمطالبة الهيئة برفع الحصانة على بن شريفية ومنح الفرصة للمنتدب الجديد رامي الجريدي الذي سبق أن أكد في تجربته مع المنتخب والنادي الصفاقسي انه من خيرة الأسماء على الساحة المحلية.

القرعة الإفريقية تحييى الآمال الترجية
بعيدا عن ملف المدرب خالد بن يحيى والصراع القائم بين الجماهير الراغبة في رحيله والهيئة الباحثة عن الاستقرار في الوقت الحالي وغيره من الملفات الشائكة التي لها صلة مباشرة بالمجموعة فان قرعة ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية التي وضعت الترجي في مواجهة النجم الساحلي في كلاسيكو محلي بطعم إفريقي أعادت الأمل إلى جماهير الترجي لقطع خطوة إضافية في سباق رابطة الأبطال التي يعلق عليها الفريق وجماهيره أمالا كبيرة في موسم المئوية حيث اعتبرت الجماهير أن تقارب مستوى الفريقين مقارنة ببقية الفرق على غرار تي بي مازمبي الذي يعد على الورق المرشح الأبرز لنيل اللقب وصاحب اللقب الوداد المغربي الذي أكد بدوره امتلاكه لمجموعة قوية قادرة على لعب الأدوار النهائية والإبقاء على الزعامة القارية إضافة إلى امتلاك فريقها للأسبقية المعنوية في تاريخ المواجهات المحلية من الأسباب التي من شأنها أن تكون دفعا معنويا هاما للمجموعة لقطع خطوة إضافية في المغامرة الإفريقية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115