الكرة الطائرة: مونديال الأصاغر أوّل بطولة عالمية تستضيفها تونس... خطوة على درب النجاح

ستكون كرة الطائرة التونسية محل متابعة منذ الان من أكبر الفنيين في العالم وستلفت

إليها الأنظار بعد أن حظيت تونس ولأول مرة في تاريخ هذه اللعبة بتنظيم بطولة عالم وهذا المونديال سيكون في الأصاغر خلال أوت 2019، البطولة العالمية للأصاغر المنتظرة خلال العام المقبل ستعرف مشاركة عشرين منتخبا منها ثلاثة ستمثل القارة السمراء وهي منتخبنا باعتباره المنظم ومصر ونيجيريا.
تبقى تونس ثالث بلدي عربي سيستضيف المونديال في 2019 بما أن مصر بدورها نالت شرف تنظيم بطولة العالم للصغريات والبحرين ستستضيف مونديال الأواسط بعد النجاح الكبير الذي حققته حين نظمت في 2017 مونديال الأصاغر في حين سيقام مونديال الوسطيات في المكسيك، تونس فازت بهذه الخطوة رغم المنافسة الكبيرة من ألمانيا وقطر وهذا يعود إلى المجهود الذي بذله رئيس الجامعة فراس الفالح من اجل اقناع رئيس الإتحاد الدولي «Ary Graca» بمنح تونس شرف تنظيم مونديال الأصاغر خلال الزيارة التي أداها العام الماضي الى سويسرا.
كللت مساعي فراس الفالح بالنجاح والزيارة التي أداها رئيس الإتحاد الدولي الى بلادنا كانت اكثر من مثمرة بما أنه أوفى بما وعد وكان عند حسن الظن وكل من تابع الندوة الصحفية التي خصصت لتلك الزيارة في ماي 2017 وقف على مدى اعجاب «Ary Graca» ببلادنا وبما يوجد فيها من منشات رياضية، رئيس الاتحاد الدولي وعد أيضا خلال تلك الزيارة بأنه سيستثمر في الكرة الطائرة التونسية وبالخصوص في منتخب الأكابر الذي سيكون مجبرا على تقديم مردود طيب في مونديال ايطاليا وبلغاريا الذي ستنطلق منافساته بداية من 10 سبتمبر المقبل والمراهنة بجدية على بطاقة الدور الثاني هذا الرهان الذي سيكون أكثر من انجاز في تاريخ مشاركات عناصرنا الوطنية في المونديال وسيدعم حظوظه في حال تطلع للنسج على منوال منتخب الأصاغر.

تجاوز الخلافات الداخلية لا بد منه
تعيش الجامعة انقسامات وتجاذبات بين مختلف أعضاء المكتب الجامعي أدت الى انسحاب البعض منهم وتقديم استقالته والبعض الاخر مازال متواجدا ولكن في خلاف دائم مع الرئيس فراس الفالح بسبب الأمور المالية وبعض الملفات المتعلقة بهذا الجانب، تلك الخلافات الشخصية لا بد أن تترك جانبا وان يضع الكل مصلحة الكرة الطائرة التونسية في المقدمة بعد هذه الخطوة الهامة والثقة التي حظيت بها من أعلى هيكل تنضوي تحت رايته الإتحاد الدولي الذي سيتابع أكثر منذ الان ما يجري في الجامعة التي سيكون كل طرف داخلها مطالبا بتحمل المسؤولية كاملة في حال طرأ أي حدث في المستقبل خاصة في ما يتعلق بالتحقيق الذي فتحه مرصد الشفافية والحوكمة الرشيدة بعد ما صرحت به سامية عبو النائبة في مجلس نواب الشعب.

الديون مشكل لا بد من تجاوزه
تعيش الجامعة أزمة مالية خانقة بسبب الديون التي لم تقدر الى حد الان على تجاوزها، تلك الديون بسببها ألغت سابقا مشاركة منتخب الأكابر داخل القاعات والشاطئية من البطولة العربية ولم تقدر على توفير التربصات الكافية لمختلف المنتخبات والحصيلة اكثر من سيئة الى حد الان بما أن منتخب الأصاغر الذي سيستضيف المونديال لم يتمكن من تجاوز المربع الذهبي للألعاب الإفريقية للشباب التي أقيمت الشهر الماضي في الجزائر ومنتخب الصغريات وأصاغر الشاطئية اكتفيا بالدور الأول ومنتخب الكبريات كاد ان يتخلف عن «كان» الكامرون العام الماضي وعناصرنا الوطنية في الأكابر التي ينتظرها المونديال في سبتمبر المقبل اقتصرت على تربص خارجي وحيد وألغت البقية للسبب ذاته.
ستكون الجامعة مجبرة منذ الان على البحث عن موارد مالية ذاتية تمكنها من الإعداد كما يجب للحدث العالمي الذي ينتظرها الذي لا بد من انجاحه حتى تتبع هذه الخطوة الإيجابية بأكثر من اخرى، الفرصة متاحة أمام الجامعة لطرق باب أكثر من مستشهر وعليها استثمارها كما يجب بما ان أي مستثمر سيرغب دون ادنى شك في أن تمرر علامته على قنوات العالم خلال المونديال المنتظر ومثل ما حظيت بثقة شركة اتصالات تونس بعد اللقب القاري وهي قادرة على إعادة الكرّة مع أكثر من طرف اخر.

دعم الوزارة أكثر من مطلوب
ستسعى الجامعة دون أدنى شك إلى ايجاد حل لديونها ولتوفير الموارد المالية اللازمة التي تمكنها من إنجاح المونديال ولكن ذلك لن يكون كافيا ودعم وزارة شؤون الشباب والرياضة سيكون أكثر من مطلوب إذا أرادت خطوة أخرى ايجابية للرياضة التونسية كما كان الحال في مونديال 2005 في كرة اليد ودعم مجهودات كل رئيس جامعة يريد الأفضل للعبة المسؤول عنها، بطولة عالم حدث قد تنتظر تونس عقودا لتستضيفه مجددا وما دامت الفرصة قد أتيحت فانه لا بد من تظافر جهود الأطراف من اجل ترك انطباع طيب لدى كل المتابعين.. الفائدة ستكون عامة خلال المونديال المنتظر وسيكون له انعكاس على الإقتصاد الوطني بما أن تونس ستكون وجهة سياحية لمشجعي البلدان المشاركة واستغلال هذا الجانب سيكون أمرا ضروريا لدعم اقتصادنا.

منتخب الأصاغر أولوية منذ الان
فاز منتخب الأصاغر في 2017 باللقب القاري وتأهل الى مونديال البحرين في العام الماضي عن جدارة واستحقاق والكل كان يظن انه سيحافظ على مستواه وسيقدر على تجاوز الدور الأول من تلك البطولة العالمية ولكن ما حدث هو العكس بما ان المنتخب اكتفى بالمركز السابع عشر في ذاك المونديال ونتائجه ظلت في تراجع بعد هزيمته في النسخة الأخيرة من الألعاب الإفريقية للشباب أمام كل من مصر ونيجيريا والمطلوب الان تكوين منتخب بعناصر أفضل وإطار فني أكثر تجربة حتى تكون تونس جاهزة كما يجب للمونديال الذي يفصله عنه أقل من عام، توجد عناصر طيبة في الأصاغر في مختلف الفرق خاصة المكونة وعلى الجامعة عليها انتقاء الأفضل من أجل الذهاب بعيدا بهذا الجيل الذي هو الأساس حجر الزاوية لمنتخب الأكابر وحتى يكون المونديال خطوة أخرى على درب النجاح بعد اللقب القاري.

ستكون الجامعة مجبرة على إعطاء الإدارة الفنية الدور الذي تستحقه بما أنه من دونها لا يمكن الحديث عن منتخبات ناجحة في الشبان والأمر ذاته بالنسبة للتكوين القاعدي الذي يبقى الأساس وفي البطولة يوجد أكثر من فريق مكون والتعاون معه سيكون مطلوبا، فراس الفالح وعد خلال حملته الإنتخابية بمد يد العون للفرق المكونة وبخلاص مستحقات مدربيها في الشبان واليوم عليه الوفاء بوعوده بما أنه من دون تلك الفرق لا يمكن للجامعة أن تنجح في مهامها مثلها مثل بقية الفرق التي تعتمد على شراء أكثر من لاعب مع انطلاقة كل موسم.

حتى تكون أفضل مشاركة
سيسجل المنتخب الوطني للأصاغر مشاركته في المونديال للمرة الحادية عشرة في تاريخه بعد كان حاضرا في نهائيات 1995 و1997 و1999 و2001 و2005 و2007 و2009 و2011 و2013 والنسخة الماضية وسيسعى جاهدا للحصول على مرتبة افضل من المراتب التي حققها سابقا، عناصرنا الوطنية سبق لها أن بلغت الدور ربع النهائي للمونديال وأنهت في المركز السادس في نهائيات 2009 وسيكون بمقدورها اعادة ذاك السيناريو ولم لا ما هو أفضل بما أن المونديال سيدور على أرضها وجمهور الكرة الطائرة سيكون في الموعد وسيقف وراءها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115