المنتخب الوطني: البنزرتي يخرج من «جبة» المدرّب المؤقّت ...فهل يعانق النجاح ؟

رغم مرور اكثر من يومين على اعلان الجامعة التونسية لكرة القدم خبر التعاقد مع المدرب فوزي البنزرتي المدرب السابق للوداد البيضاوي المغربي

لقيادة المنتخب الوطني لموسمين قابلين للتجديد فإن هذا القرار لا يزال يثير ردود فعل متباينة بين من يعتبر البنزرتي رجل المرحلة حاليا وبين من يرى انه ليس في مقدوره النجاح وانه استنفد فرصته سابقا.

في كل الأحوال، فإن الوقت القصير الذي يفصل نسور قرطاج على العودة الى الرسميات من بوابة تصفيات كأس إفريقيا للأمم الكاميرون 2019 وتحديدا يوم 3 سبتمبر بملاقاة النيجر ضمن الجولة الثانية من تصفيات «الكان» قبل ان يضرب موعدا مع سوازيلاند في السابع من الشهر نفسه كان يفرض على اهل القرار في المكتب الجامعي اختيار مدرب يعرف جيدا أجواء المنتخب وله من الخبرة ما يجعله يواصل البداية الطيبة في التصفيات والتي انطلقت بالفوز على المنتخب المصري بهدف لصفر يوم 11 جوان 2017 ...وبغض النظر عن هوية المدرب فإن ايا من الأسماء المحلية لن يحصل حوله الإجماع بعد خيبة المونديال بل كان الشارع الرياضي يمني النفس بالتعاقد مع مدرب أجنبي معروف لكن هل يمكن ان نجزم بقدرة هذا الأخير على النجاح مع نسور قرطاج وقيادتهم الى نهائيات الكاميرون وهل يمكن ان نَقنع بـ«حربوشة» الإصلاح في صورة الفشل في التأهل ونقبل بحجة بناء منتخب عتيد؟. خلاصة القول إنه من السابق لاوانه الحكم على اختيار الجامعة والنتائج وحدها هي المعيار رغم الإدراك أن الوضع الكروي في حاجة الى الإصلاح اكثر من مجرد تغيير مدرب بل الحل في تغيير المنظومة كاملة.

البنزرتي يتخلص من دور رجل الانقاذ
يشرف فوزي البنزرتي على المنتخب الوطني للمرة الثالثة في مسيرته لكن هذه المرة يبدو الوضع مختلفا فالمدرب السابق للوداد ليس في طريقه لمهمة مؤقتة لفك الشغور بل يطرق باب نسور قرطاج مدربا لهم في السنتين القادمتين ويحمل خليفة نبيل معلول تحدي اصلاح الاوضاع في المنتخب وقيادته للتأهل الى نهائيات الكاميرون وتحقيق النجاح المنتظر فيها بعد الخيبات المتتالية وآخرها الخروج المخيب من الدور الاول لمونديال روسيا.

يذكر ان فوزي البنزرتي اشرف للمرة الاولى على تدريب المنتخب سنة 1994 حيث تم الاستنجاد به في كاس افريقيا لتعويض يوسف الزواوي بعد الهزيمة ضد مالي بهدفين لصفر، وقاد البنزرتي نسور قرطاج في مباراة وحيدة امام الزايير وحسم التعادل الايجابي (1-1) المباراة. كما اشرف البنزرتي مرة اخرى على حظوظ المنتخب في كأس افريقيا 2010 بالتوازي مع تدريبه للترجي الرياضي وخاض البنزرتي انذاك 3 مباريات مع نسور قرطاج انتهت بالتعادل ليغادر منتخبنا النهائيات الافريقية من الدور الاول بعد جمعه 3 نقاط.
وتجدر الاشارة الى ان فوزي البنزرتي هو المدرب رقم 38 للمنتخب وبتعيينه تكون الجامعة قد استنجدت بـ18 اسما محليا وهم رشيد التركي، الهاشمي الشريف والعربي السوداني، مختار بالناصف، عامر حيزم في مناسبتين(في 1970 و1978 )،عبد المجيد الشتالي، حمد الذيب، يوسف الزواوي (في مناسبتين 1984 و1994)،توفيق بن عثمان،مختار التليلي، مراد محجوب، عمار السويح، فوزي البنزرتي (في 3 مناسبات 1994، 2010 و2018 )، سامي الطرابلسي، نبيل معلول (في مناسبتين 2013 و2017).

حديث عن الكنزاري...
منحت الجامعة التونسية لكرة القدم المدرب الجديد للمنتخب فوزي البنزرتي حرية اختيار الاطار الفني الذي سيرافقه في مهمته الجديدة. ولئن لا تزال الامور غامضة فإن بعض المصادر تشير الى ان المدرب ماهر الكنزاري ينطلق بحظوظ وافرة ليكون الى جانب البنزرتي. علما ان الكنزاري خاض عدة تجارب تدريبية محلية وخارجية اخرها مع نادي احد السعودي كما سبق له تعزيز الاطار الفني للمنتخب الوطني سنة 2014 مع المدرب البلجيكي جورج ليكنز آنذاك.
لابد من وضع حد للتصريحات المثيرة للجدل
يفترض الاشراف على حظوظ المنتخب الوطني الابتعاد عن التجاذبات وتجنب الدخول في متاهات وبما ان فوزي البنزرتي جلب الانتباه في اكثر من مرة بتصريحاته المثيرة للجدل والتي ربط فيها السياسي بالرياضي فإنه مطالب بكبح جماح تصريحاته فالشارع الرياضي لا يزال يحتفظ له بتصريح اشاد فيه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقال إن هذا الأخير انقذ العالم العربي، كما قال في فترة ليست بالبعيدة ان النهضة هي التي فرضت تعيين نبيل معلول مدربا للمنتخب ...وتشير بعض المصادر الاعلامية المغربية الى ان البنزرتي كان مترددا في قبول عرض المكتب الجامعي ولكنه تلقى اتصالا من رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لاقناعه بقبول العرض.

البنزرتي مطالب بدفع 270 ألف دينار للوداد
رغم ان إدارة الوداد البيضاوي كانت تعلم المفاوضات بين المدرب فوزي البنزرتي والجامعة التونسية لكرة القدم الا انها كانت تمني النفس بأن يؤجل المدرب المذكور رحيله عن الفريق الى حين نهاية التزاماته في رابطة الأبطال الافريقية لكن قرار تعيين البنزرتي ربانا لسفينة نسور قرطاج نزل نزول الصاعقة على اهل القرار في الوداد الذين وجدوا أنفسهم امام فراغ فني وضرورة ايجاد البديل في أسرع وقت.
وقال سعيد الناصري رئيس الوداد البيضاوي في تصريحات إعلامية: «عقد المدرب فوزي البنزرتي مع الفريق يتضمن شرطا جزائيا اذا رغب اي طرف في قطع العلاقة من جانب واحد... لن نقف في طريق ذهاب مدرب، للإشراف على منتخب بلاده، لكن مصلحة الوداد تهمنا، ولا أعني بها الشرط الجزائي، والتعويض المالي، بقدر ما يهمنا أن نحافظ على استقرار الفريق وتوازنه حيث ستجمعنا جلسة عمل مع فوزي البنزرتي في الساعات المقبلة، وسنصل لحل يرضي كل الأطراف».
وكانت إدارة الوداد قد أعلنت في وقت سابق انه في حال رغب البنزرتي في الرحيل عن الوداد يجب ان يسدد قيمة الشرط الجزائي المنصوص عليها بالعقد والمقدرة بـ100 الف دولار أجرة 3 اشهر اي ما يعادل 270 الف دينار من مليماتنا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115