إمرتها، طوعا وضعت نفسها في موقع ضعف أمام الفرق وبات وجودها كعدمه بما أنها لم تقدر أن تضرب بعصى من حديد وأن تصدر القرار المناسب في الوقت الذي كان يفترض أن يصدر والحديث هنا المقصود به الجامعة التي تجاوزتها الأحداث مع نهاية هذا الموسم ووجدت نفسها خاضعة أمام الأمر الواقع والمخجل والمتمثل في عدم بث نهائي كأس الأكابر والكبريات كما كان الحال سابقا مع مباراتي النجم والترجي في مرحلة «البلاي أوف» من سباق البطولة.
تتحمل الجامعة المسؤولية كاملة في هذه السابقة الخطيرة في تاريخ كرة اليد التونسية فالقناة الوطنية لا يمكن لومها عن قرار عدم بث النهائي بما انه سبق وان تم التطاول على هيبتها كمرفق عمومي في قاعة الزواوي ثم في القاعة الأولمبية بسوسة وتم منعها من بث المباراتين الهامتين من سباق البطولة رغم تحولها إلى القاعتين، الكل حذر من عواقب تلك الأحداث وندد بما حصل إلا الجامعة التي خيرت في المقابل وفي بهتة من الكل الصمت وكأن الأمر لا يعنيها ولا يمت لها بصلة والحال أنه كان يجدر بها أن تتخذ قرارات ردعية وعقوبات صارمة ضد النجم وخاصة الترجي بما أنه كان المبادر بالمنع وتطويق الأمر حتى لا يصير أزمة ويبلغ الحد الذي وصل إليه اليوم ولكن هيهات ففي الجامعة لا يوجد مسؤول بهذه الجرأة.
«العزري أقوى من سيدو»
بان بالكاشف اليوم أن الجامعة هي في الأصل مجرد «دمية» وأن «العزري أقوى من سيدو» بما أن بعض الفرق والبعض من مسؤوليهم هم من يتحكمون في مصير كرة اليد وهم أصحاب القرار الأول والأخير بصفة غير مباشرة وأن المكتب الجامعي الحالي مازال يفتقد إلى الكثير من العزيمة والجرأة حتى يعلن عن قراراته فما حصل «فضيحة» وعار بكل المقاييس ولا يمكن ان يمر مرور الكرام ولكن من سيحاسب من؟.. الأمر في الواقع بات غير معروف بما أن الألوان هي الطاغية داخل المكتب الجامعي وكل طرف يخير الصمت على أن يتخذ موقفا قد يضعه في صدام مع فريق دون اخر وهذا ما بان للعيان واتضح في الاونة الأخيرة.
لم تعرف الجامعة كيف تتصرف مع ما حصل مؤخرا ولن يكون بمقدورها ذلك في الوقت الراهن فلو كانت عارفة لحكمت بقوة في التسيب الذي حصل سابقا في المنتخب والذي مازال إلى اليوم بغض النظر عن الأسماء والفرق المنتمية إليها، الجامعة فوتت على نفسها فرصة استرجاع ثقتها في ذاتها وثقة الفرق فيها في التزامها الصمت تجاه ما اتاه الترجي والنجم والتعامل مع ما حدث «بشاهد ما شفشي حاجة» ومن المؤكد أن المهمة ستكون صعبة في قادم الأيام في ظل هذا التصعيد الخطير والصورة التي أسدل عليها ستار هذا الموسم التي أقل ما يقال عنها أنها لا تشرف كرة اليد التونسية.
هل يأتي القرار الجريء؟
كان بالإمكان تفادي ما حصل لو أنه تم بيع حقوق بث مباريات هذا الموسم ففي المشهد البصري توجد أكثر من قناة قادرة على تولي هذه المهمة وهذا ما سيتوجب على المكتب الجامعي وضعه في قائمة أولوياته للموسم الجديد حتى لا تضيع حقوق كرة اليد والفرق مجددا بما ان النسائية بطبلبة والنسائية بصفاقس تعرضتا لمظلمة وهضمت حقوقهما والحال انهما براء من كل ما حصل.
سينتظر الكل الساعات أو الأيام القليلة القادمة لمعرفة الخطوة التي ستتخذها الجامعة بعد كل ما حصل، خطوة ستكون دون فائدة لأن ما حصل قد حصل وهيبة الجامعة داستها الأقدام وحتى القرارات لن تكون مجدية بما أن الموسم إنتهى والنجم والترجي تقاسما الغنيمة وكل طرف «حكم بأحكامه» ونسي في غمرة البحث عن مصلحته الخاصة أنه قد أضر بطريقة أو بأخرى بصورة كرة اليد.
سيكون كل طرف داخل المكتب الجامعي ملزما على التخلص من جلباب فريقه المحبذ ومعاملة كل الفرق بالقدر ذاته من المساواة ومن يرى أنه غير قادر على ذلك عليه أن يترك مكانه للأجدر فالجامعة مسؤولية وليست مناصب ومصالح خاصة وكرة اليد أمانة لا بد من الحفاظ على مصلحتها حتى لا تكون هناك خطوة أخرى إلى الوراء خاصة في الوقت الراهن.