وتتويجه جاء على حساب منافسه المباشر وحامل اللقب الترجي الرياضي الذي عجز في المقابل عن المواصلة وفرط في تاج كان في متناوله بعد أن أجبره الجار النادي الإفريقي على تعادل في «طعم الحنظل» في دربي الإياب وقلّل بصفة مباشرة من حظوظه في التتويج بما أنه وضعه أمام حتمية الفوز دون سواها في كلاسيكو الجولة الختامية الذي فرط فيه في الرهان وعاد يجر أذيال الخيبة من سوسة.
استهل النجم الساحلي مشوار البطولة الوطنية بقوة وأكد سيطرة مبكرة على مواجهات كل منافسيه وكل من تابع تلك الخطوات الموفقة كان على يقين من أن هذا الموسم سيكون دون منازع موسمه وانه سيستعيد خلاله تاج البطولة الذي طال انتظاره لسبعة مواسم كاملة، فريق جوهرة الساحل رفع لقبا مستحقا كان ثمرة خطة واضحة ومدروسة من الثنائي الشاب للهيئة المديرة زياد النطاط وأمين الرايس اللذان عرفا كيف يحافظان على المجموعة التي اعادت الفريق الى سكة التتويجات في الموسم الماضي ووضعته على السكة الصحيحة بتألقها أمام الإفريقي في نهائي الكأس وأيضا كيف يقومان بانتدابات مدروسة قدمت الإضافة وأكثر على الرغم من الشكوك التي طالت البعض منها ظنا ان بعض الأسماء ليست في قيمة النجم ولا تستحق التواجد فيه.
لا يمكن لأحد أن ينكر أن النجم الساحلي استعاد الكثير من توازنه بعودة «نطاط» و«الرايس» إلى دفة القيادة وأيضا بقدوم المدرب الشاب سامي السعيدي الذي كانت بصمته واضحة منذ عودته ولعل النتائج التي حققها إلى حد الان خير دليل على ذلك، «السعيدي» انتشل فريق جوهرة الساحل من فترة الفراغ الكبرى التي مر بها وقاده في موسم ماض أكثر من صعب إلى رفع تاج الكأس وإلى إنهاء الموسم الحالي في صدارة ترتيب البطولة عن جدارة وإستحقاق بما انه عرف كيف يوضب الرصيد البشري الشاب للفريق وكيف يتعامل مع كل مباراة وكل منافس وربما هذا ما افتقده بدرجة أولى الترجي الرياضي بما أن النادي الإفريقي كان خارج الموضوع هذا العام بعد مغادرة كل لاعبي الخبرة وتعويله على مجموعة أكثر ما يقال عنها انها شابة مازالت في أول الطريق.. «السعيدي» أكد مجددا أنه على قدر المسؤولية بعد أن ضمن مشاركة لفريقه في النسخة القادمة من بطولة إفريقيا للأندية البطلة التي ستفتح له الباب للمراهنة على «السوبر» وبطاقة مونديال الأندية مثلما كان الحال في نسخة 2013 التي أنهاها فريق جوهرة الساحل رابعا وقدم خلالها أداء أكثر من ممتاز.
«الدوبلي» في البال
كسب فريق جوهرة الساحل رهانا أول وأكد أسبقية سيكون لها رجع معنوي اكثر من هام قبل نهائي الكأس الذي سيجدد خلاله المواجهة مع الترجي الرياضي نهاية الأسبوع الجاري، نهائي من المؤكد أن النجم الساحلي سيعد له العدة كما يجب من اجل تتويج هذا الموسم الإستثنائي بـ«الدوبلي» والمحافظة على لقب «الأميرة» للموسم الثاني على التوالي والفريق سيكون بإمكانه كسب هذا الرهان إذا خاض المباراة المنتظرة بالعزيمة ذاتها والأداء الذي قدمه في الجولة الختامية من مرحلة التتويج سيما وأنه يملك عناصر لها امكانات طيبة تعرف كيف تحسم أمرا كهذا لصالحها.
فرصة أخرى للترجي
فرط الترجي الرياضي في تاج البطولة ولم يعرف كيف يحافظ على اللقب مرة أخرى ولكن الموسم لم ينته بعد والفريق مازالت امامه فرصة أخرى لتدارك هذه الخيبة بما أنه طرف في نهائي الكأس، فريق باب سويقة الذي لم يعرف كيف يحسم الخطوات الأخيرة والهامة من مرحلة التتويج لصالحه بهزيمته امام المكارم ثم تعادله مع الإفريقي ثم عثرة «قاتلة» امام النجم سيكون مجبرا على مراجعة حساباته والأخطاء التي خسر بسببها تاج البطولة قبل الموعد المنتظر.
لم يتعامل الترجي بواقعية كبرى مع مباريات «البلاي أوف» ووقع في التعالي خاصة بعد الفوز في دربي وكلاسكو الذهاب وظن أن ذلك سيكون كافيا له لرفع لقب البطولة والفريق دخل ايضا في متاهات وتجاذبات كان بالإمكان تفاديها والتركيز على الأهم كيفية الفوز، تجاذبات كان لها تأثير على الفريق الذي فقد الكثير من تركيزه في لقاء المكارم والإفريقي والكلاسيكو الأخير وذلك كلفه غاليا خسارة البطولة والحال انه كان في غنى عنها باعتباره كان قادرا على الفوز خاصة في ظل ما يملكه من رصيد بشري ثري وعناصر لها إمكانيات اكثر من طيبة على كل المستويات ومن المؤكد أن الجانب الأكبر تتحمله الهيئة المديرة التي كان يجدر بها النأي بفريقها عن تصرفات كهذه.
الجامعة وضعت نفسها في مأزق
وجد جمهور كرة اليد التونسية نفسه محروما من متابعة أفضل مباراة في الموسم بعد ان تم منع فريق القناة الوطنية من دخول القاعة الأولمبية بسوسة وبث مباراة النجم والترجي لحساب الجولة الختامية من مرحلة التتويج مثلما وقع في قاعة الزواوي خلال كلاسيكو الذهاب في سابقة في تاريخ كرة اليد التونسية، الجامعة كان يتوجب عليها آنذاك أخذ القرار اللازم على ضوء ما حصل في ملعب الزواوي ولكنها خيرت الصمت وكأن الأمر لا يعنيها ونسيت أن ذلك سيتكرر مرة اخرى وأكثر إذا لم تطبق القانون وتتعامل مع كل الفرق بالقدر ذاته من المساواة بغض النظر عن الأسماء والألوان.
وجدت الجامعة نفسها اليوم «بين المطرقة والسندان» ولن يكون بمقدورها فعل أي شيء بعد أحداث سوسة بما أنها فرطت سابقا في حقها ولن تقدر على تسليط أية عقوبة تجاه النجم كما كان الحال مع الترجي وان فعلت فإن ذلك سيضعها في صدام مع فريق جوهرة الساحل وجمهوره، الجامعة خسرت الكثير من هيبتها وبانت عاجزة وفي موقع ضعف أمام الأندية المنضوية
تحت لوائها بعد كل ما حدث وستكون مطالبة بتحمل تبعات ما سيأتي لاحقا بما أنها لم تتجرأ وتطبق القانون في الوقت الذي كان يتوجب تطبيقه.. الجامعة تعاملت سابقا بسلبية مع ما حدث في المنتخب من تسيب وكررت الموقف ذاته مع ما اتاه الترجي والنجم في حق جمهور كرة اليد التونسية التي بان بالكاشف أنها مازالت في حاجة إلى مسؤولين ممّن هم أكثر شجاعة وجرأة لقيادتها نحو إستعادة ولو جزء من هيبتها التي سلبت في مواسم الأخيرة.
«السوسي» والتومي» بطلا أوروربا
اختتم محمد السوسي نجم المنتخب الوطني ومحترف «مونبلييه» الفرنسي أول موسم له في عالم الإحتراف كما يجب بعد أن توج مع فريقه بأغلى الألقاب تاج رابطة الأبطال الأوروبية وتمكن من النسج على منوال صبحي سعيد في 2003 ووائل جلوز في 2015، تتويج تقاسمه صحبة الجناح الأيمن أيمن التومي الذي لم يشارك في مباريات فريقه في الاونة الأخيرة باعتبار الإصابة التي سبق وتعرض لها مع المنتخب في «كان» الغابون الأخيرة.