الى حد الان بلقبين، فريق جوهرة الساحل تمكن من فك الشراكة والفوز بكأس «السوبر» للمرة الثالثة في تاريخه على حساب منافسه المباشر على ألقاب هذا الموسم وأيضا المواسم الثلاثة الماضية الترجي الرياضي.
اعتلى النجم الساحلي صدارة الترتيب على مستوى التتويج بكأس «السوبر» بثلاثة ألقاب تاركا خلفه الترجي بلقبين وضم هذا اللقب الى تاج دورة الجامعة الذي فاز به خلال سبتمبر الماضي على حساب النادي الصفاقسي في النهائي وبعد أن ازاح في المربع الذهبي منها فريق باب سويقة، النجم أكد بعد المردود الذي قدمه في نهائي الكأس الممتازة أنه الأفضل على كل المستويات وأنه سيكون من الصعب مقارعته في قادم المسابقات.
بان بالكاشف أن كل خطوة قام بها فريق جوهرة الساحل كانت أكثر من مدروسة من الهيئة المديرة فالمدرب الجديد الروسي الفرنسي الجنسية «بوريس قريبني» وعلى الرغم من أنه واجه الترجي فقط في دورة الجامعة وهو منقوص من لاعبيه الدوليين إلا أنه كان عارفا بكل كبيرة وصغيرة عن كل لاعب وتعامل مع مجريات لقاء «السوبر» بكل حنكة وكأنها ليست المباراة الرسمية الأولى التي يواجهه فيها وهذا ان دل فإنما يدل على جديته في العمل، صفقة رابحة الى حد الان مثلها مثل الانتدابات التي قام بها النجم بالنسبة للاعبين في مقدمتها الوافد الجديد «بول سندرسان» الأسترالي الذي سيكون دون ادنى شك نقطة قوة اضافية للنجم هذا الموسم بعد المردود الممتاز الذي قدمه أمام الترجي وكان من أبرز لاعبي الفريق.
ثلاثي بامتياز
يضم النجم الساحلي في صفوفه مجموعة أكثر من طيبة من اللاعبين دون استثناء هم من بين الأفضل في البطولة الوطنية في مقدمتهم المعد الشاب هيكل الجربي الذي أقنع وكان أفضل معوض لقائد المنتخب مروان مرابط الذي التحق هذا الموسم بالنادي الصفاقسي، الجربي قدم «سوبر» في أعلى مستوى وسيكون دون أدنى شك المستقبل للنجم الساحلي بما أن المشوار أمامه طويل ومن المؤكد أنه سيقدر أيضا على افتكاك مكان في المنتخب إذا واصل بهذا العطاء.
عول النجم الساحلي خلال نهائي «السوبر» أيضا على اللاعب الشاب مروان مرابط ابن نسر الهوارية الذي انضم الى صفوفه في 2015 قادما من الأولمبي القليبي في الشوط الثالث والهام من تلك المباراة و»مرابط» لاعب وسط الشبكة كان في مستوى المسؤولية والفرصة التي اتيحت له وقدم أداء متميزا خاصة على مستوى الهجوم وجدار الصد صحبة الأسترالي «بول سندرسان» وأحمد القاضي الذي تألق أيضا على مستوى الإرسال، مرابط هو من بين المجموعة الشابة من اللاعبين الذين خسر الأولمبي القليبي خدماتهم فالكل يذكر أن منجم المواهب فرط دفعة واحدة في ثمانية عناصر بسبب القرار الذي اتخذه الرئيس السابق جمال الدين بوسعيد بطردهم بعد ان طالبوا بالحصول على مستحقاتهم المالية.
كان مروان القارصي خلال نهائي الكأس الممتازة كعادته جاهزا كما يجب ومثل اشكالا لجدار صد الترجي الرياضي، «القارصي» كان خير معوض لحمزة نقة وبدخوله أربك حسابات فريق باب سويقة وسجل تقريبا من كل المراكز وأثبت أنه المهاجم الأول في الفريق الذي لا يمكن الاستغناء عن خدماته وأنه عائد بقوة بعد تجاوز الاصابة التي حرمته من تعزيز صفوف المنتخب في «كان» مصر الأخيرة ومن انهاء لقاء نهائي كأس الموسم الماضي الذي لو خاضه كاملا لما تمكن الترجي من العودة والفوز به.. مروان القارصي وحمزة نقة من الركائز الأساسية في النجم والمنتخب على حد السواء.
لبقية المشوار
رفع النجم الساحلي لقبين مع بداية هذا الموسم الذي تلوح خلاله الحصيلة وافرة طبقا للمؤشرات الأولية، النجم كسب لقبا على حساب أبرز منافس له على تتويجات الفترة القادمة بطولة وكأس تونس والبطولة العربية للأندية البطلة التي سيراهن على تاجها جنبا الى جنب مع الترجي بداية من 14 فيفري المقبل في بلادنا وبتنظيم من الجامعة.
سيكون للفوز بـ»السوبر» الثالث في تاريخه رجع معنوي هام لفريق جوهرة الساحل ولاعبيه لدفعهم على مواصلة البروز والتألق ومن المؤكد أن مردود المجموعة سيكون أفضل خلال الفترة القادمة بما أن الفريق لم يخض الى حد الان أية مباراة صعبة وذات مستوى فنيا عاليا باستثناء كلاسيكو النادي الصفاقسي الذي هو محل اثارة ومازال لم يعرف بعد ان كان سيعاد أم سيخسره فريق عاصمة الجنوب.
واجب التدارك
سيكون في انتظار الترجي الرياضي الكثير من العمل خلال المرحلة القادمة اذا أراد أن يؤكد جديته في القدرة على مقارعة النجم الساحلي والمراهنة على تتويجات هذا الموسم، فريق باب سويقة لن يكون بمقدوره الذهاب بعيدا إذا واصل بالمردود الذي ظهر به في نهائي «السوبر» فالفريق باب مضطرا وغير جاهز وقام بأخطاء عديدة خاصة على مستوى الاستقبال وجدار الصد ولولا المنتدب الجديد الكوبي «ريزو» لما تمكن من الفوز بالشوط الوحيد في ذاك اللقاء ولكان المردود مخجلا فالكوبي كان نقطة قوة الفريق سواء في الهجوم أو في الصد أمام حمزة نقة فإنّه بمفرده لن يكسب الرهان في ظل غياب التركيز عن بقية المجموعة.
مازال هناك متسع من الوقت أمام المدرب نزار الشكيلي للتدارك وإعداد فريقه كما يجب للأهم البطولة العربية للأندية البطلة خلال فيفري القادم فالترجي يضم في صفوفه أفضل اللاعبين ومن المؤكد أنهم سيكونون في جاهزية تامة للدفاع عن ألوان فريقهم بحلول ذاك الموعد.
«سوبر» دون رهان مادي
فاز النجم بلقب الكأس الممتازة ولكن ذلك لم يمكنه من أي مداخيل مادية باستثناء عقد تأمين لعام من المستشهر شركة «AMI»، مسابقة دون رهان تبقى غير كافية لتحفيز الفرق على خوضها بما أن كل الأندية في حاجة الى موارد مالية والجامعة التي انفقت مصاريف دون جدوى والتي كانت تنوي تخصيص قرابة الثمانية ألف دينار للمغني «كافون» الذي تخلف في اخر لحظة كان بإمكانها أن تخصص كل تلك النفقات التي هي في غنى عنها اما للفريق الفائز بـ«السوبر» لتحفزه أو تنتفع منها هي بما أنها تعاني من عجز مالي يقارب المليار من مليماتنا.. جماهير أكبر كانت ستحضر ذاك اللقاء لو تمت برمجته في قصر الرياضة بالمنزه وبأسعار في المتناول ولو كان توقيته مناسبا.