بطلب من نبيل معلول مدرب المنتخب الوطني حتى يتمكن من التعويل عليه في المواعيد القادمة وابرزها كأس العالم روسيا 2018. ويسمح القانون للايفواري بالمشاركة مع نسور قرطاج في صورة اتمام اجراءات تجنيسه نظرا لكونه لم يشارك مع منتخب الفيلة في أية مباراة رسمية بل اقتصر الأمر على مباراتين وديتين في 2013.
تضاربت المعطيات بشأن تجنيس كوليبالي فما يدور في الشارع الرياضي ان معلول هو الذي طالب بتجنيس اللاعب في حين ان الجامعة تنفي ان تكون المبادرة صادرة عنها حيث اكد العضو الجامعي هشام بن عمران في اتصال مع «المغرب» انه لا المدرب الوطني ولا المكتب الجامعي قدما مطلبا من اجل منح الجنسية التونسية لايفواري الترجي «خاصة اننا نملك عدة لاعبين متميزين في نفس المركز، قد يكون الطلب صدر من اللاعب نفسه او وكيل اعماله او حتى ناديه حتى يستفيد من لاعب اجنبي آخر ...لكن لو تم قبول مطلب تجنيسه ورأى المدرب الوطني نبيل معلول انه يستطيع تقديم الاضافة فلا نمانع في انتمائه لنسور قرطاج خاصة انه يشارك بانتظام مع فريقه...»
تجنيس اللاعبين الاجانب ليس بدعة بل هو تقليد اتبعته جل المنتخبات ولا يمكن ان نمر دون الإشارة الى المنتخب الفرنسي الذي تربع على عرش الكرة العالمية باسماء من اصول افريقية ابرزها مارسال ديسايي صاحب الاصول الغانية لكن هنا وخلافا لما هو سائد فجل اللاعبين الذين تم تجنيسهم لفائدة منتخب الديكة ولدوا في فرنسا او هاجروا اليها منذ صغرهم صحبة افراد عائلاتهم...
ظاهرة مترسخة في القدم
التجنيس الرياضي ليس ظاهرة جديدة بل يمكن القول إنها متجذرة في القدم وقد بدأت في العقد الثاني من القرن العشرين ولم يكن الامر مرتبطا بدولة معينة فالبلدان التي كانت متفوقة في رياضة ما كان نجومها مطمح بقية الدول التي تغريهم لينضموا الى صفوفها على غرار لاعبي جنوب افريقيا في الكريكيت الذين مثلوا عدة بلدان كما هو الشأن بالنسبة الى لاعبي امريكا في كرة السلة...
بسواعد مستوردة ...قطر في نهائي المونديال
تبقى ابرز ظواهر التجنيس تلك المتعلقة بالمنتخب القطري لكرة اليد في مونديال كرة اليد 2015 فعدد الاسماء القطرية قلبا وقالبا يعد على اصابع اليد الواحدة اما البقية فاسماء تنتمي الى 8 جنسيات تقريبا (تونس، صربيا، فرنسا، سوريا، مصر، كوبا، الامارات وايران ) وهي تشكيلة مكنت قطر من دخول التاريخ لتكون اول بلد عربي يخوض نهائي المونديال الذي خسرته مع المنتخب الفرنسي (22 - 25).
للرياضات الفردية نصيب
كشف اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 أن التجنيس لا يقتصر على الرياضات الجماعية بل أن العدوى انتقلت الى الرياضات الفردية فكم من رياضي عربي شارك في الاولمبياد تحت راية دولة اوروبية وتألق في تشريفها على غرار الملاكم الفرنسي المغربي الأصل سفيان أوميها المتوج بفضية الملاكمة في وزن أقل من 69 كلغ أو الملاكمة الجزائرية الأصل سارة اوراحمون التي مثلت فرنسا وفازت بفضية وزن اقل من 51 كلغ.
التجنيس في تونس
نيل الجنسية التونسية شرف كبير لابد ان يحظى به من يستحقه وليست مجرد ورقة تباع بأبخس الاثمان،خاصة ان الحديث عن الاضافة الملموسة في الرياضة خاصة يبقى عملة نادرة نظرا لكون جل التجارب لم تكن ناجحة.
التجارب التونسية في التجنيس تكاد تكون مقتصرة على كرة القدم ولكن العدوى أصابت كرة السلة في المواسم الأخيرة. وكانت البداية مع البرازيلي جوزي كلايتون سنة 1998 وتقمص هذا المدافع زي نسور قرطاج في الفترة الممتدة بين 1998 و2006 وشارك في 39 مباراة مسجلا 4 أهداف. على غرار مواطنه كانت تجربة اللاعب السابق للنجم الساحلي البرازيلي سيلفا دوس سانطوس ناجحة مع نسور قرطاج فاللاعب الذي تم تجنيسه في 2003، تألق في كأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها بلادنا في 2004 وخاض مع المنتخب ما يناهز 40 مباراة سجل خلالها 22 هدفا في مسيرة استمرت قرابة 4 سنوات غابت بعدها اخباره رغم ما روّج قبل أشهر عن تدهور حالته الصحية لكن المعني بالأمر كذّب هذه المعلومات بعدئذ.
وإذا نجح كلايتون ودوس سانطوس فإن الفشل رافق مسيرة مواطنهما اديلتون بيريرا مهاجم الترجي الرياضي الذي لم يقدم أية إضافة للمنتخب بل انه لم يعزز الصفوف في أية مباراة وحتى مع الترجي فلم يحقق نجاحا كبيرا.
ولا يحتفظ لاعب الرأس الأخضر جيلسون داسيلفا بذكريات جيدة بعد نيل الجنسية التونسية فاللاعب الذي ساهم في نجاحات النجم الساحلي وكان ضمن عناصر ملحمة 2007، تعرف على فتاة تونسية وتزوّج بها ثم فقد امواله فوجده المارة ذات يوم في حالة رثة بإحدى الحدائق العمومية يتسوّل ويقتات على بقايا الطعام فقررت السلط التونسية ترحيله الى مسقط رأسه الرأس الأخضر لولا تدخل بعض لاعبي ومسؤولي فريق جوهرة الساحل.
بعد ذلك تتالت عمليات التجنيس للاعبين ولدوا من أم تونسية وأب اجنبي وكانت النتائج متباينة بين من قدموا الإضافة وبين من اكتفوا بإطلالات خاطفة بل البعض نال الجنسية التونسية دون أن يشارك مع نسور قرطاج.
يوهان توزغار ولد من أب مغربي وأم تونسية وتحصل على الجنسية التونسية ولم تتجاوز مشاركاته مع المنتخب اصابع اليد الواحدة كما هو الشأن بالنسبة الى المدافع دافيد الجمالي الذي يحمل الجنسية الفرنسية وشارك مع المنتخب في 6 مباريات منها ود نسور قرطاج مع منتخب صربيا في مارس 2006 وشارك في كاس العالم بألمانيا في السنة ذاتها...
في 2013 توجه المكتب الجامعي بطلب إلى السلط المختصة لمنح الجنسية التونسية للثنائي فابيان باشير كامو وحسين ستيفان ناطر حتى يتمكنا من المشاركة مع المنتخب في تصفيات مونديال البرازيل 2014 ولئن شارك الأول في 3 مباريات سجل فيها هدفا وحيدا فإن الثاني شارك في 11 مباراة تقريبا...
رياضة العمالقة على خطى الساحرة المستديرة
على غرار كرة القدم بدأت ظاهرة التجنيس تجد صداها في كرة السلة فتم منح الجنسية التونسية للأمريكي مايكل رول الذي شارك مع المنتخب الوطني في بطولة إفريقيا للأمم 2015 وحصد البرونزية لكن بعد وجود أخبار عن توقيعه لفريق إسرائيلي تم إبعاده عن أجواء نسور قرطاج رغم تراجعه عن الاحتراف. وتم أيضا تجنيس اللاعب السابق للإفريقي والاتحاد المنستيري حاليا كايل فينالس لكنه لم يعزز بعد صفوف الفريق الوطني.