هدف تدارك من خلاله كل الشكوك التي حامت حوله وحول نتائجه بعد خروج كل الركائز ولاعبي الخبرة دفعة واحدة باستثناء الحارس مكرم الميساوي وأكد أنه سيدافع عن كامل حظوظه وأنه لكل جواد كبوة.. الافريقي تفادى السير نحو الأسوأ والدخول في طريق قد يصعب الخروج منها.
أكد النادي الافريقي مجددا أن الفريق لا يقف على أي لاعب ولا يتأثر بخروجه وأن شبانه قادرون على تحمل المسؤولية والمضي قدما رغم كبر المهمة المناطة بعهدتهم، قدم شبان الافريقي درسا في العطاء و«القرينتة» والأكيد أن الفريق كسب جيلا للمستقبل سيكون بمقدوره خلال المواسم القليلة القادمة اعادة الأحمر والأبيض الى مكانه الطبيعي منصة التتويج ورفع أغلى الألقاب خاصة بعد الأداء الذي قدمه جل اللاعبين على غرار المنتدب الجديد اسكندر زايد ورمزي المجدوب وحمزة المهذبي وخاصة ياسين بوتفاحة والحارس مكرم الميساوي صاحب التجربة والخبرة الذي كان له دور كبير في تأطير المجموعة الشابة والذي وضع مصلحة الافريقي أولا ورفض المغادرة رغم كل الضغوطات التي مورست تجاهه.
المجموعة الشابة التي تألقت في الدربي هي في الحقيقة مجموعة امن بقدراتها المدرب حافظ الزوابي ومنحها الثقة الكاملة رغم حملة التشكيك التي طالت اختياراته ورافقت كل مباراة يخوضها الفريق واليوم فريق باب جديد استعاد الثقة في الذات رغم الظروف الصعبة التي يعيشها منذ الصائفة الماضية والى حد اليوم والتي كانت سببا في خروج أبرز نجومه ومن المؤكد أنه سيكون أمامه متسع من الوقت خلال فترة توقف البطولة لفسح المجال للمنتخب للاعداد لـ«الكان» للوقوف على مجمل الأخطاء التي جعلته يكتفي في المرحلة الأولى بالتعادل أمام مكارم المهدية ويخسر الكلاسيكو داخل الديار ويفرط لأول مرة في تاريخه في نتيجتـي مبـــاراة نسر طبلبة ونادي جمال.
نهض الافريقي وأنقذ نفسه في الوقت الذي كان ينتظر الكثير سقوطه مجددا حتى يدخلوا البلبلة والشكوك في مجموعته الشابة كما كان الحال سابقا وألجم كل الأفواه التي ساهمت بطريقة أو بأخرى في خسارته لأكثر من لاعب خبرة في القوت الذي كان يجدر بها الوقوف وراء الفريق ومساندته من أي موقع، الافريقي ومهما ستكون نتائجه هذا الموسم فانه كسب جيلا واعدا وأكد أنه سيظل منبعا للمواهب مهما عصفت به المشاكل.
الترجي ضحية الانتدابات الفاشلة
كان بالإمكان أن يكون الترجي الرياضي أقوى فريق في البطولة الوطنية لو عرفت هيئته المديرة كيف تحافظ على لاعبيه أبناء النادي وتتعامل مع الرصيد البشري الثري المتوفر على ذمتها ولو تمكنت من توفير المناخ الملائم لتواجد كل النجوم الذين عززوا الفريق الى حد الموسم الماضي، الترجي كان يضم مجموعة خبرة وتجربة وفي خطوة غير مدروسة فرط في أبرز عناصرها لأسباب تبقى غير مقنعة وفي المقابل تعاقد مع مجموعة لم تقدم الى حد الان أية اضافة تذكر ولم تكن في مستوى التطلعات وهذا بان جليا في أكثر من مناسبة فالفريق فرط الى حد الان في أهم مباراتين كلاسيكو النجم ودربي الافريقي وانهزم مع نسر طبلبة وخسر في الأسابيع الماضية تاج بطولة افريقيا للأندية الفائزة بالكأس والسبب غياب العناصر التي يكون بمقدورها حسم مثل هذه المواجهات باستثناء أسامـــــة البوغانمي وأسامــــة الجزيري الذي يعد الصفقة الرابحة الوحيدة الى حــــد الان وأيضا المــدرب الذي لم يعرف كيف يتعامل مع الرصيد البشري بما أن هيئة الترجي تمسكت بالفرنسي «لاتو» في الوقت الذي كان يجب أن يغادر فيه ومنحة أكثر من فرصة لا يستحقها والحصيلة تركة ثقيلة ستتطلب وقتا لتجاوزها.
سيكون هناك عمل كبير في انتظار المدرب الجديد نجيب بن ثاير من أجل العودة بالفريق الى مستواه المعهود والترجي عليه أن يدعم المجموعة بعناصر جديدة تكون قادرة على انتشال الفريق من فترة الفراغ التي يمر بها، بن ثاير سبق وأن كسب أكثر من تحد مع الترجي وسيكون بمقدوره إعادة الكرّة هذا الموسم أيضا ووضع الفريق على الطريق الصحيحة وهذا سيكون فقط عبر الغربلة والبقاء للأجدر ولمن يستحق التواجد في الترجي دون سواه.
النجم بامتياز
أشرنا سابقا وحتى قبل ضربة البداية لبطولة هذا الموسم الى أن النجم الساحلي سيكون المسيطر وسيعود الى سالف عهده وسيتدارك خيبة المواسم الثلاثة الماضية وهذا ما حدث فعلا بعد أن تمكن الفريق من انهاء المرحلة الأولى دون هزيمة وبرصيد أحد عشر فوزا عن جدارة واستحقاق أبرزها كلاسيكو الافريقي والترجي، النجم برهن مجددا أنه الأقوى والأفضل بفضل المجموعة التي يضمها بقيادة المدرب سامي السعيدي الذي عرف كيف ينتشل الفريق ويقوده العام الماضي في موسم العودة الى التتويج بالكأس رغم الظرف الصعب وأزمة النتائج التي مر بها مطولا.
كسب النجم فريقا عتيدا ومجموعة سيكون من الصعب مقارعتها، مجموعة كسبت من الثقة في الذات ما يمكنها من تجاوز أي منافس ومن الامكانيات البدنية والفنية ما يساعدها على مواصلة التألق بقيادة المعد البدني الفرنسي «الان كينتالي».. النجم عاد من الباب الكبير وهذه العودة سيكون بمقدوره تتويجها بأكثر من لقب اذا واصل بهذه الروح وهذا العطاء في انتظار ما سيقدمه خلال بطولة افريقيا للأندية الفائزة بالكأس التي سيشارك في نسختها المقبلة والتي يريدها عودة من أوسع أبوابها الى الألقاب القارية وخطوة نحو المراهنة على بطاقة العالمية لمرة ثانية في تاريخه.
منير حسن والإضافة المطلوبة
تألق وعلى غرار النجم الساحلي أيضا نسر طبلبة وقدم الى حد الان اداء لافتا ومردودا أكثر من ممتاز، الفريق تمكن الى حد الان من افتكاك مكان بين رباعي الطليعة وتقاسم المركز الثالث صحبة الوصيف النادي الافريقي الذي فاز ضده وضد الترجي الرياضي في سابقة في تاريخه عن جدارة واستحقاق وهذه النتائج لم تأت في حقيقة الأمر من عدم وإنما كانت نتاج مجهود مجموعة شابة وعمل كبير من الاطار الفني بقيادة المدرب منير حسن الذي عرف كيف يخطو بفريقه خطوة أخرى على درب النجاح.
نجح منير حسن في مهمته الى حد الان مثلما هو الحال مع كمال هديدر مع نادي جمال الذي هو بصدد تقديم وجه مشرف في بطولة هذا الموسم والأكيد أن المنافسة على المركز الرابع لدخول مرحلة التتويج في مرحلة الاياب ستكون كبيرة بينهما وأيضا بين مكارم المهدية العائدة من بعيد مع حاتم بوصفارة بعد البداية المتعثرة.