منتخبنا استحق تتويجه عن جدارة حيث كان المنتخب الوحيد الذي لم ينهزم في البطولة الإفريقية بل أكثر من ذلك فقد ثأر منتخبنا رياضيا من المنتخب النيجيري الذي أخرجه في المسابقة الماضية من نصف النهائي وجرده من لقبه ليكون نسور قرطاج أبطالا للقارة الإفريقية في لعبة العمالقة في سنة 2017.
ضغط نفسي رهيب
لم يدخل منتخب الربع الأول من النهائي أمام المنتخب النيجيري بشكل جيد وعلى غرار مواجهته السابقة حيث كان الضغط النفسي كبيرا على أبناء البرتغالي «ماريو بالاما» وهو ما ترجم المردود غير المقنع حيث عجز منتخبنا عن التسجيل من الثلاثية رغم الفرص التي لاحت لبن سليمان وعبادة وبن رمضان والمبروك حيث لم يتمكن منتخبنا من تسجيل أي ثلاثية فيما تمكن المنتخب النيجيري من تدوين ثلاثيتين عن طريق أفضل لاعبيه «ديغو» الذي كان أفضل لاعب في الربع الأول...
مردود منتخبنا لم يرتق إلى طموحات المدرب «بالاما» الذي لاح عليه الغضب والحيرة من مردود العناصر الوطنية التي خسرت الربع الأول بنتيجة 14-8.
المنتخب يعود من بعيد
على غرار الربع الأول كانت بداية الربع الثاني صعبة على المنتخب الوطني خاصة بعد عدم التوفيق في تسجيل الثلاثيات وهو ما زاد في الضغط النفسي على زملاء حديدان إلا أن تغييرات «ماريو بالاما» بلعب ورقة كنيوة كان حاسما حيث قدم منسق المنتخب دقائق حاسمة حيث تمكن من تدوين 3 ثلاثيات أعادت المنتخب إلى جو المباراة رغم أن المنتخب تأخر إلى حدود 10 نقاط لتساهم ثلاثيات كنيوة والشنوفي في استفاقة المنتخب من جديد حيث تحسن المردود الجماعي وهو ما يترجم عودة المنتخب الوطني في النتيجة حتى أن الربع الثاني انتهي بفوز السلة التونسية على نظيرتها النيجيرية بنتيجة 25 - 24 أي أن منتخبنا فاز بالربع الثاني بنتيجة 17 مقابل 10 لمنتخب نيجيريا.
وحسب محللي قناة «البين سبور» فإن الشوط الأول كان الأسوأ للمنتخب الوطني طيلة كأس أمم إفريقيا 2017 مرجحين أن الضغط النفسي كان كبيرا على لاعبي المنتخب الوطني في ظل الطموح إلى تحقيق الفوز وإسعاد الجماهير الذي فاق التوقعات.
ربع ثالث تونسي بامتياز
الأسبقية المحققة في الشوط الأول رغم المردود غير المقنع والأهم توجيهات المدرب الذي دائما ما عرف كيف يصنع الفارق في الشوط الثاني ساهما في المردود الغزير لزملاء المتألق الشنوفي حيث قدم منتخبنا أفضل شوط له في النهائي محققا عدة ثلاثيات تكفل بها كل من الشنوفي وكنيوة والمبروك لتساهم هذه الثلاثيات في توسيع الفارق إلى 14 نقطة في الشوط الثالث الذي انتهي بتقدم المنتخب الوطني على نظيره النيجيري بنتيجة 52 - 38...
منتخبنا أكد تفوقه ووسع الفارق من نقطة واحدة إلى 14 نقطة في ربع كان بالإمكان أن يكون أفضل لو لا «الفورمة» الغائبة عن القائد بن رمضان إلا أن البقية أمنوا التقدم في ربع انتهي بنتيجة 27 لـ14 لصالح المنتخب التونسي.
شوط تأكيد التفوق
لم يكن الشوط الربع الأسهل للمنتخب الوطني رغم التفوق الحاصل حيث بحث منتخبنا على تدعيم التفوق فيما ضغط المنتخب النيجيري من أجل العودة لكن خبرة العناصر الوطنية كانت حاسمة في الدقائق الأخيرة للنهائي بل أكثر من ذلك بما أن منتخبنا وسع الفارق ليفوز في أخر المطاف بنتيجة 77 - 65 في شوط تفاعلت معه الجماهير الحاضرة التي ساندت عناصرنا الوطنية لتحقيق اللقب الإفريقي.
«بالاما» لا ينهزم في النهائي
للنهائي الخامس على التوالي في كأس أمم إفريقيا لكرة السلة يتذوق المدرب البرتغالي «ماريو بالاما» طعم الانتصار لكن هذه المرة مع المنتخب الوطني التونسي بعد أن توج مع المنتخب الأنغولي في أربع مناسبات.
الجماهير في الخدمة
واصلت الجماهير التونسية تقديم يد العون لمنتخب السلة فبعد مواكبتها جل مباريات زملاء حديدان بإعداد محترمة وخاصة مباراة نصف النهائي أمام المنتخب المغربي عرفت قاعة أولمبي رادس أمس تواجد أكثر من 12 ألف متفرج كان معظمها من جماهير نسور قرطاج في ظاهرة ليست بجديدة على الجماهير التونسية التي دائما ما كانت في الخدمة لمختلف المنتخبات الوطنية...
وأيماننا منها أن عامل الجمهور يكون مؤثرا خاصة في النهائيات فإن الجماهير التونسية لبت نداء الواجب وكانت في مساندة عناصرنا الوطنية التي تبحث عن التتويج الثاني في تاريخ السلة التونسية بعد أن ضاع لقب سنة 2015 أثر الهزيمة في نصف النهائي أمام منافس الأمس المنتخب النيجيري.
أرقام قبل حوار النهائي
- النهائي الثالث للمنتخب الوطني بعد نسخة 1965 حيث التقى نظيره المغربي وعاد اللقب لأسود الاطلس بعد فوزهم (70 - 57) ونسخة 2011 التي تزامنت مع التتويج الأول لمنتخبنا بفوزه في المباراة النهائية على انغولا (67 - 56).
- النهائي الخامس للمنتخب النيجيري بعد :نهائي 1997 والهزيمة امام السينغال (69-48)،نهائي 1999 والخسارة امام انغولا(72 - 79 )،نهائي 2003 الذي تكرر فيه سيناريو 1999 حيث انهزم مرة اخرى امام نظيره الانغولي (85-65) وفي نهائي 2015 كسر القاعدة عندما فاز باللقب على حساب انغولا (74 - 65 ).