خلاف جديد بين التلفزة والوطنية وجامعة كرة القدم: رئاسة الحكومة على الخط والمشاهد التونسي محروم من الجولة الافتتاحية

يبدو أن «الهدنة» المتفق عليها بين مسؤولي التلفزة الوطنية ونظرائهم في الجامعة التونسية لكرة القدم انقضت بنهاية الموسم الكروي السابق ليفتح الموسم الجديد الذي بات على الأبواب توترا جديدا في العلاقات بين الطرفين حيث أعلنت الساعات الماضية حرب بيانات جديدة على غرار الموسم الماضي الأكيد أنها ستلقي بظلالها

على واقع العلاقات بين التلفزة والجامعة.

وراسلت الجامعة التونسية لكرة القدم مؤسسة التلفزة الوطنية لمطالبتها بدفع غرامة مالية تناهز المليار من مليماتنا بدعوى خرق المؤسسة للفصل 15 للعقد المبرم بين الجامعة ومؤسسة التلفزة التونسية والخاص بالمافيولا في برنامج الأحد الرياضي وهو ما أغضب القائمين على المرفق العمومي الذين أكدوا أن هذا القرار يعد خرقا جديدا من طرف الجامعة التي تريد على حد تعبيرهم التدخل في الخط التحريري للحصة الرياضية الأولى في تونس وهو ما رفضه المسؤولون سابقا وزادوا في رفضه اليوم.
صحيح أن الخلاف لم يكن وليد المراسلة التي أوردتها الجامعة التونسية لكرة القدم إلى مؤسسة التلفزة الوطنية بل أنها كانت بمثابة رد الفعل على قرار التلفزة الوطنية بخصم مبلغ 137 ألف دينار من المبلغ المتفق عليه في العقود.

بداية الخلاف الجديد
تؤكد المعلومات التي بحوزة «المغرب» أن مراسلة الجامعة التونسية لكرة القدم للتأكيد على وقوع التلفزة في إخلال قانوني يفرض الغرامة والتي قدرتها الجامعة بـ950 ألف دينار يعود أثر قرار القائمين على التلفزة التونسية بخصم مبلغ 137 ألف دينار من القسط الرابع من زيجتها مع الجامعة الخاصة بنقل مباريات الرابطة المحترفة الأولى نظرا أن طواقم التلفزة التونسية تعرضت لعدة مضايقات في الملاعب منها المنع من بث عدد من المباريات وأيضا أن بعض تجهيزات ومعدات التلفزة تعرضت إلى أضرار وتهشيم فيما تم الاعتداء على عدد من صحفي التلفزة وهو ما جعلها تتخذ قرار خصم بعض الأموال من القسط الرابع لصفقة نقل مباريات الرابطة المحترفة الأولى...
وترى التلفزة الوطنية أنها استندت إلى فصل قانوني يتيح لها جبر الضرر الحاصل لتجهيزاتها وطواقمها الصحفية وبالتالي من حقها الدفاع عن المرفق العمومي كلما وقعت اخلالات من الجامعة التونسية لكرة القدم التي تؤكد إدارة التلفزة أنها لم توفر الحماية والظروف الملائمة كما ينص عليه العقد المبرم بين الطرفين.

الجامعة تعكس الهجوم
رد الجامعة على قرار التلفزة بخصم بعض العائدات المالية لم يتأخر طويلا بل أنه جاء قاسيا لطموحات القائمين على المرفق العمومي حيث انطلقت اللجنة القانونية في الجامعة بفحص جميع حلقات برنامج الأحد الرياضي ورصد الاخلالات التي بلغ عددها 19 وفق ما ذكرته الجامعة وهو ما جعل المبلغ يقارب المليار من مليماتنا وذلك بتفعيل الفصل 15 من العقد المبرم بينهما والقاضي بأن يمرر برنامج الأحد الرياضي «المافيولا» التحكيمية للمباريات التي يتم نقلها عبر استعمال حافلة نقل تلفزي مع منع عرض «المافيولا» للمباريات التي يتم تصوير بعض اللقطات منها عبر كاميرا واحدة او اثنتين...
ولم تقف طلبات الجامعة عند الغرامة المالية وتفعيل الفصل 15 من الاتفاق المبرم بينها وبين التلفزة التونسية بما أنها راسلت التلفزة من أجل الحصول على مبلغ مليارين و437 ألف دينار قبل بداية الموسم الكروي الجديد وهي عبارة عن مليار و350 ألف دينار كجزء ثان من العقد المبرم في الموسم الماضي حين تدخلت رئاسة الحكومة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين بالإضافة إلى 137 ألف دينار قيمة 3 مباريات لم تتمكن التلفزة من تمريرها في الموسم الماضي وذلك بالعودة للفصل العاشر في العقد المبرم بينهما ودون نسيان الغرامة المالية المقدرة بـ 950 ألف دينار تفاعيلا للفصل 15 في الاتفاق بينهما.

وساطة العادة
في الموسم الماضي كانت لرئاسة الحكومة الدور الرئيسي في حسم الخلاف وتهدئة الأوضاع بل أكثر من ذلك بما أنها فرضت الهدنة بين الجامعة التونسية والتلفزة الوطنية ليفضي ذلك إلى اتفاق يقضي بنقل مباريات الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم مقابل مبلغ مالي قدره 4 مليارات ونصف يتم دفعه عبر 4 أقساط إلا أن التوتر عاد إلى سطح الأحداث وقبل أسبوع تقريبا من ضربة بداية الموسم الرياضي ما يؤشر إلى ضرورة الوساطة من جديد لتقريب وجهات النظر خاصة أن عدم بث مباريات البطولة سيكون ملفا معقدا لرئاسة الحكومة مع الجماهير الرياضية التي دائما ما أكدت أن حقها في مشاهدة المباريات مضمون خاصة أنها تدفع معاليم التلفزة للدولة المطالبة بإيجاد حلول.
وعلم «المغرب» أن الرئيس المدير العام بالنيابة عبد المجيد المرايحي قد تحول أمس إلى مقر رئاسة الحكومة من أجل بحث التطورات الجديدة في الملف مع الجامعة التونسية خاصة القرار الأخير والقاضي بتمكين الجامعة من مبلغ مليارين و437 ألف دينار وحسب مصادرنا فإن المرايحي بحث مع رئيس الحكومة عدم قدرة التلفزة على توفير سيولة جديدة من أجل بث مباريات الرابطة المحترفة الأولى في هذا الموسم.

الأكيد أن الحكومة ستبحث عن سبل تطويق الخلاف كما فعلت في الموسم الماضي ليبقي السؤال متى يقف ملف الخلافات بين التلفزة والجامعة سيما أن المشهد لا نراه إلى في تونس فمعظم البطولات العالمية وحتى العربية لم تعرف هذا المسلسل.

المشاهد يدفع الثمن
سيكون المشاهد التونسي والمتابع للرابطة المحترفة الأولى أكبر الخاسرين في الصراع الجديد بين الجامعة التونسية لكرة القدم والتلفزة الوطنية حيث أن الخلاف فرض «الفيتو» أمام كاميرات التلفزة الوطنية في الجولة الأولى حيث أكدت مراسلة الجامعة أن تمرير المباريات يمر عبر حصولها على كامل المبلغ الذي تحدثت عنه وهو ما يصعب تنفيذه خاصة مع تأكيدات إدارة التلفزة الصعوبات المالية التي تمر بها وعدم قدرتها على توفير مبلغ الزيجة الجديد للحصول على فعاليات الموسم الكروي 2017 - 2018...
الضريبة ستكون باهظة للمشاهد التونسي في صورة تواصل الخلاف وعدم تدخل عدة أطراف من أجل تطويقه واعلان بث مباريات الموسم الكروي الذي يعد أحد المنافسات لعشاق الساحرة المستديرة في بلادنا...
الشكوك باتت كثيرة بشأن إقامة الجولة الافتتاحية فبعد تلميح نقابة وحدات التدخل بعدم تأمين المباريات يأتي خبر الخلاف بين الجامعة والتلفزة كصاعقة على المشاهد لكن تبقى الأماني كبيرة بعودة الوئام بين جميع الأطراف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115