توجت ساقية الزيت بهذه البطولة العربية وأودعت أول لقب في خزينتها بالنسبة لفريق الأكابر، تتويج أكد بعده الفريق أن النتائج التي حققها في سباق البطولة بعد تغلبه على الترجي الرياضي والنجم الساحلي لم تأت من عدم وإنما هي نتاج عمل كبير يقوم به الإطار الفني للفريق بقيادة هيكل محمود الذي أين ما حل إلا وترك بصمة فقد سبق له أن تألق الموسم الماضي مع نادي جمال بعد أن أنهى معه سباق البطولة في المركز الخامس وقاده إلى دخول تاريخ كأس تونس ببلوغه للنهائي الذي خسره أمام النادي الإفريقي في أول موسم له في صفوف النخبة وهذا وإن دل فإنما يدل على قيمة كفاءاتنا الوطنية ومدربينا الشبان الذين بات لا بد من منحهم أكثر من فرصة حتى يتألقوا ويبرزوا على الساحة الرياضية.
وأكدت ساقية الزيت من خلال هذا التتويج أنه بمقدور أي فريق صغير على مستوى الإمكانيات أن يبلغ مراده ويحقق طموحاته وأن العزيمة وحب التألق تبقى أكبر من كل شيء وساقية الزيت باتت مثالا يحتذى في الإصرار والعزيمة فما حققه الفريق إلى حد الان لم تحققه فرق أخرى تنشط لسنوات ضمن فرق النخبة رغم قلة ذات اليد ورغم المشاكل التي عانى منها الفريق بسبب القاعة، تتويج تقف وراءه أيضا هيئة مديرة عملت على توفير كل الظروف المريحة للاعبين والإطار الفني على حد السواء.
انتدابات مدروسة
تعاقدت ساقية الزيت هذا الموسم مع الحارس السابق لجمعية الحمامات والمنتخب الوطني أشرف العابد الذي تألق وقدم المطلوب صحبة ابن النادي مروان السوسي الذي أكد أنه نجم قادم على مهل وسيكون له شأن في صفوف المنتخب في قادم المناسبات وقد وقف الكل على ذلك خلال الأولمبياد الأخيرة و«السوسي» كانت ستخسره ساقية الزيت لو انضم إلى النادي الإفريقي والمردود الذي قدمه إلى حد الان سيفتح له الباب للتواجد في أكبر الفرق. عززت ساقية الزيت وقبل انطلاق الموسم صفوفها بثلاثي الترجي الرياضي حسام حمام ومراد الستاري والناصر قعباب، ثلاثي قدم أكثر من المطلوب وكان سببا مباشرا في النتائج التي حققها الفريق سواء في هذه البطولة العربية أو على مستوى البطولة الوطنية بفضل الخبرة والسنوات التي قضاها هذا الثلاثي في صفوف فريق باب سويقة ومن المؤكد أن بقية العناصر الشابة في مقدمتها ثنائي الإفريقي فراس الجليدي وغازي الغريبي استفادت اعتبارا لأن الستاري وحمام دورهما لم يقتصر على المشاركة في المباريات فقط وإنما أيضا في تأطير المجموعة التي أنقذت الموسم بهذا اللقب بعد أن خسرت بلوغ مرحلة التتويج وخرجت رغم أدائها الممتاز مبكرا من سباق الكأس.
«بن هلال» والإضافة المطلوبة
عززت ساقية الزيت أيضا صفوفها استعدادا لهذه البطولة العربية وعلى سبيل الإعارة بلاعب المنتخب وبعث بني خيار اسكندر زايد وأيضا بالظهير والجناح الأيمن لسهم منزل حر وسيم بن هلال الذي قدم المطلوب وكان في مستوى التطلعات، بن هلال تم اختياره خلال هذه البطولة العربية كأفضل لاعب في مناسبتين الأولى خلال مباراة الفريق وشباب براقي الجزائري في الدور الأول والثانية خلال مباراة النهائي أمام جمعية الحمامات بعد تسجيله لسبعة أهداف.
كان بالإمكان أفضل مما كان
غلّب الكل الكفة لصالح جمعية الحمامات مع بداية هذه البطولة العربية بعد أن فازت أمام كل المنافسين في الدور الأول في مقدمتهم المتوج باللقب ساقية الزيت وبعد النتائج الأكثر من ممتازة التي حققها الفريق على مستوى البطولة بالفوز ذهابا وإيابا على النجم الساحلي وتغلبه عن جدارة وإقتدار على الوصيف النادي الإفريقي في مرحلة العودة ولكن الفريق لم يعرف طريق اللقب الذي كان سيكون أول تتويج لجهود المجموعة الشابة التي عرفت كيف تكون في المقدمة وتتجاوز كل الصعاب خاصة منها المادية التي كادت قبل بداية الموسم أن تضع جمعية الحمامات في منعرج خطير بعد عزوف الكل عن تحمل المسؤولية وترأس الفريق الذي حقق الأفضل إلى حد الان بقيادة مدربه الشاب وليد بن رمضان الذي ما إن تتاح له الفرصة حتى يكون على قدر المسؤولية المناطة بعهدته وجمعية الحمامات كانت ستحقق الأفضل لو استجاب الترجي الرياضي إلى طلبها ومكنها من خدمات بعض لاعبيه فالكل يعرف أن جمعية الحمامات فرطت في الرباعي طارق جلوز وأسامة الجزيري وشفيق بوقديدة ووائل الطرابلسي لفريق باب سويقة الذي قابلها بالجحود في أول طلب حفاظا على لاعبيه لمباراة الدربي التي ستكون أكثر من هامة في مرحلة المراهنة على اللقب.
نظمت جمعية الحمامات هذه النهائيات كما يجب ولم تتمكن من الفوز باللقب ولكن من المؤكد أن المشاركة فيها مكنتها من التحضير بصفة جيدة لبقية مشوار هذا الموسم في مقدمته مرحلة التتويج التي ستدخلها بحظوظ وافرة مقارنة بالنجم الساحلي وأيضا من الإعداد كما يجب للمباراة الهامة التي تنتظرها في الدور ربع النهائي للكأس أمام الجار بعث بني خيار التي ستمكنها ودون أدنى شك من الوقوف على مدى جاهزيتها لمنافسات بطولة إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس التي ستشارك فيها بداية من 12 أفريل الجاري في المغرب للمرة الثانية على التوالي بعد مشاركة في النسخة الماضية أنهتها في المركز الثالث خلف الترجي الرياضي الوصيف الذي لن يكون حاضرا في هذه النسخة شأنه شأن الجار النادي الإفريقي وأيضا النجم الساحلي.
البطولة العربية لم ترتق إلى المطلوب
سيكون لزاما على الإتحاد العربي البحث عن الحلول المناسبة حتى يكون المستوى الفني لهذه المنافسات أفضل فبطولة عربية تقتصر على مشاركة خمسة فرق فقط في الرجال وثلاثة في السيدات لن تقدم أية إضافة للفرق المشاركة ولعل عزوف الأندية ورفضها التواجد خير دليل على ذلك فنادي جمال انسحب من الدور الأول بعد هزيمتين وتعادل وفريق شباب براقي الجزائري والشرطة العراقي لم يكونا في المستوى ولولا تواجد ساقية الزيت إلى جانب المنظم جمعية الحمامات ربما لكان المستوى أضعف بكثير من الذي شاهدناه وبطولة لا تقدم المطلوب لا جدوى من المشاركة فيها.
تتويج للمكارم أيضا
كانت مكارم المهدية أيضا حاضرة في هذه البطولة العربية من خلال مشاركة الظهير الأيسر محمد رضا فراد الذي عزز وعلى سبيل الإعارة صفوف الشرطة العراقي وأنهى معه في المركز الثالث بعد الفوز في اللقاء الترتيبي على شباب براقي الجزائري، محمد رضا فراد نال البرونزية وتم أيضا اختياره أفضل لاعب في اللقاء في إنتظار مزيد التألق.