في ظل وجود الفريقين في المركز الأول بأربع نقاط بعد انتصار وتعادل كانت الرغبة كبيرة في جني 3 نقاط تدعّم الحصيلة الايجابية خاصة بالنسبة إلى اتحاد تطاوين الذي يرغب في مواصلة المفاجآت الطيبة وتمديد إقامته في قسم الأضواء، وساد الاعتقاد أن ضغط النتيجة سيكبّل الأرجل ويحرمنا من مواجهة فرجوية ومشوقة قد يتأجل الحسم في هوية الفائز فيها إلى الدقائق الأخيرة لكن المباراة كانت مشوقة منذ البداية ودون جس نبض تمكن أصحاب الأرض والجمهور من المسك بزمام الأمور في الدقائق الأولى بمساعدة الرياح وتمكن اداما دومبيا من تسجيل هدف رفضه الحكم يوسف السرايري بداعي التسلل.
ومع بلوغ المباراة دقيقتها العشرين، استفاق الضيوف بعد قبول اللعب في الدقائق الاولى وخلقوا بعض الفرص عن طريق الموريتاني عبدالله السوداني في الدقيقة 21 لكن حارس ترجي جرجيس منتصر خمير تدخل وانقذ الموقف، تلتها مخالفة من سيف الدين الجربي لكنها لم تشكل خطورة على مرمى فريق عاصمة الزياتين. ولا شك ان عامل الريح ورداءة أرضية الميدان حرمت الفريقين من التهديف في مباراة تقاسما السيطرة على مجرياتها لكنها لم تتعد درجة المتوسط.
تغييرات بالجملة ...وحلول منعدمة
في الفترة الثانية كانت البداية حذرة من الفريقين اللذين حافظا على نفس الرصيد و الخطة وكأننا بكل مدرب ينتظر خطأ من منافسه، ولم يأت سلاح الكرات الثابتة بالنسبة إلى ترجي الجنوب بالجديد بعد مخالفة مروان العطوي بعد دقيقتين من بداية الشوط الثاني بما ان الحارس نعيم المثلوثي كان في المكان المناسب، في المقابل اعتمد الضيوف على الضغط العالي وافتكاك الكرة في مناطق العكارة مع البحث عن المباغتة من خلال سلاح الهجومات المرتدّة. ومع تقدم الوقت، بدأ كل مدرب في تجربة حلول جديدة فأقحم مدرب اتحاد تطاوين نوفل اليوسفي مكان سيف الدين الجربي فيما عوض هيثم البغدادي محمد علي الجويني في تشكيلة ترجي جرجيس خاصة أن هذا الأخير لم يظهر بمستواه المعهود.وكاد أبناء تطاوين يحدثون الفارق في الدقيقة 59 بعد مخالفة اعلنها السرايري اثر عرقلة محمد علي عبد السلام من مروان العطوي ونفّذ خليل ساسي مخالفة أرضية كادت تباغت الجميع لكن الحارس منتصر خمير كان متيقظا لصدّها.
قبل 29 دقيقة من نهاية الوقت الاصلي للقاء اجرى احمد الدريدي مدرب اتحاد تطاوين ثاني تغييراته بإقحام محمد بن عزيزة مكان محمد الجلاصي معولا على مهارات بن عزيزة في صنع اللعب واجابه منير راشد بإخراج مروان العطوي واقحام بيرم بوشنيبة الذي ساهم في قلب المعطيات في مباراة المرسى. واعطت التغييرات أكلها بما أن الدقائق الموالية كانت بمثابة استعراض للفرص من الجانبين حيث كان نوفل اليوسفي قريبا من التهديف في الدقيقة 64 بعد تماس طويل لكن ازدواجيته تصدّت لها العارضة الأفقية لمرمى منتصر خمير وأجابه العونلي بعد دقيقة إثر مجهود من زهيرعطيّة لكنه فشل في استغلال الفرصة. مع تقدم الوقت وغياب الحلول لاح الارتباك على اداء فريق عاصمة الزياتين امام حسن تمركز دفاع الضيوف وصب جمهور «العكّارة» غضبه على المهاجم المالي أداما دومبيا الذي عجز عن تقديم الاضافة ولكن فشله لم يدم طويلا بما أنه مهد في الدقيقة 90 لزميله أحمد القاسمي الذي اسكن الكرة الشباك بعملية فنية مميزة لتنتهي المباراة بانتصار العكارة رغم ضغط الدقائق الأخيرة من الضيوف.