هل بات تجرّع مرارة الخيبة قدر الجمهور الرياضي التونسي في الكاس الافريقية؟ فمنذ تتويجنا باللقب الوحيد في تاريخنا سنة 2004 عجز منتخبنا عن ضمان مكان في المربع الذهبي وأفضل الانجازات كانت بلوغ الدور ربع النهائي في خمس مناسبات كانت نهايتها متشابهة وهي الانسحاب (2006 امام نيجيريا، 2008 أمام الكاميرون، 2012 ضد غانا، 2015 ضد غينيا الاستوائية و2017 امام بوركينا فاسو) دون ان ننسى الخروج من الدور الاول في 2010 و2013.
ورغم أن دور الثمانية بات بمثابة «العقدة» فإن الانسحاب من الدور الأخيرة كان اشد وقعا وحسرة فما أظهره منتخبنا من أداء مقبول شرّع للشارع الرياضي أن يحلم بنصف النهائي بل والتتويج بالأميرة الإفريقية لكن كانت الخيبة...
«المغرب» استنارت بآراء أهل الاختصاص لتقييم المشاركة الحالية وأسباب الفشل مع رؤيتهم للمرحلة القادمة حيث تنتظر نسور قرطاج رهانات جديدة على درب تصفيات كاس افريقيا 2019 وتصفيات مونديال روسيا 2018.
لطفي القادري:
«يجب المحافظة على نقاط الضوء...»
«بالنظر الى النسخة الحالية من الكأس الإفريقية التي تشهد غياب بعض عمالقة القارة على غرار نيجيريا وتراجع مستوى البعض الآخر على غرار الكاميرون وغانا كان بإمكان نسور قرطاج الذهاب بعيدا في «الكان» خاصة بعد أن قدموا أداء مقنعا في الدور الاول بداية من الشوط الثاني من مباراة السينغال التي انهزمنا فيها بثنائية نظيفة. اعتقد أن الذهاب إلى أقصى ما يمكن في المسابقة كان ممكنا لو امتلكنا الثقة الكافية في إمكانياتنا، ويكفي هنا ان نذكر مثال المنتخب المصري فهو لا يفوقنا من حيث الإمكانيات وفي طور بناء مجموعته لكنه تمكن من بلوغ الدور نصف النهائي».
ويضيف محدثنا: «لم نحسن مجاراة مباراة دور الثمانية أمام بوركينا فاسو ويمكن القول إن خوفنا من النتيجة زاد عن الحد إلى درجة جعلتنا نقتنع أننا لم نلعب من أجل الفوز بل لتفادي الهزيمة ...المستوى الذي قدمه زملاء يوسف المساكني في الشوط الثاني من مباراة السينغال وتدعم في الدربي المغاربي مع الجزائر رفع سقف طموحات الجمهور التونسي الذي بات يحلم بتكرار انجاز 2004 عندما رفعنا أول كأس افريقية في رصيدنا لكن حصلت الخيبة أمام بوركينا فاسو نتيجة عدة عوامل بل نحن من اهدينا الانتصار للمنافس على طبق من ذهب عندما قام الإطار الفني بتغيير أثر على وجه المنتخب وأدائه ككل عندما أقحم أيمن عبد النور في الجهة اليسرى عوضا عن علي معلول الذي لا يختلف عاقلان في مساهمته الفعّالة في الهجوم. ولئن تماسك منتخبنا خلال الشوط الأول فإنه وقع في عديد الأخطاء في الفترة الثانية وكان الانهيار وغياب التركيز الذي يمكن أن نلخصه في لقطة الهدف الثاني للمنتخب البوركيني فهل من المعقول أن ينزل فريق بكل عناصره للهجوم دون أن يترك أي لاعب للتغطية ؟ هذا خطأ لا يسمح بحصوله حتى في الأصناف الصغرى فما بالك إذا تعلق الأمر بمنتخب له سمعة واسم في القارة السمراء... ولكن ماسبق من سلبيات لا يحجب وجود نقاط ضوء أبرزها المجموعة الشابة التي يجب أن نحافظ عليها خاصة مع المواعيد القادمة التي تنتظرنا في تصفيات كأس افريقيا 2019 في جوان القادم مع المنتخب المصري ومباراتي الكونغو في أوت وسبتمبر ضمن تصفيات مونديال روسيا، الوضع لم يعد يسمح لنا بالعودة إلى نقطة الصفر كما تعودنا سابقا لكن المطلوب قبل أن نبدأ صفحة جديدة كشف اللبس عن بعض المواضيع للرأي العام الرياضي على غرار موضوع التعويل على أيمن عبد النور رغم عدم جاهزيته وهو ما جعل الشارع الرياضي يتحدث عن سمسرة وفرض التشكيلة على المدرب...كذلك لقطة الهدف الثاني ضد بوركينا فاسو ماكانت لتحدث لولا وجود مدرب مساعد ثان يهتم بتوجيه اللاعبين للتغطية الدفاعية دون أن ننسى ضرورة فتح ملف الانضباط فاللقطة التي قام بها الخزري غير مقبولة ومست فريقنا قبل أن تمس كاسبرجاك ولكن مسؤولي الجامعة شرّعوا لها عندما أغمضوا اعينهم عن تجاوزات سابقة كما لابد من توضيح مهمة يوسف الزواوي فكيف يمنع من إبداء رأيه والحال أنه مدير فني مهمته تقييم عمل الإطار الفني ؟».
أمين النفاتي:
«ربع النهائي اقصى ما يمكننا بلوغه حاليا....»
«في 2012 انسحبا من ربع النهائي أمام غانا نتيجة خطأ فردي، في2006 كان الخروج أمام الكاميرون بضربات الترجيح دون أن ننسى دورة 2008 حيث ودعنا المسابقة من دور الثمانية أمام الكاميرون بعد خطأ دفاعي ولكننا لم نتعظ...إلى درجة أصبح الأمر بمثابة عقدة ربع النهائي، قد لا تكون مباريات الدور الأول بنفس صعوبة ودقة مواجهات دور الثمانية لذلك غالبا ما تتوقف مسيرتنا في هذه المرحلة لأن النسق يرتفع والمباريات تلعب على جزئيات صغيرة على غرار مباراتنا الأخيرة مع بوركينا فاسو ولا يكفي أن تقدّم أداء جيدا لتمر إلى المربع الذهبي... في هذه الفترة أعتقد أن مستوى المنتخب لا يؤهله إلى بلوغ أكثر من ربع النهائي دون أن ننسى الحظ الذي لم يكن الى جانبنا. في ما يخص هوية المنتخب، أرى انه تم الاهتداء إلى التوليفة المناسبة بصفة متاخرة في المباراة الودية مع المنتخب المصري ورغم ذلك فقد لاحظنا عديد نقاط الانسجام في المجموعة لكن في مباراة بوركينا فاسو يتحمل الإطار الفني القسط الأكبر من المسؤولية من خلال اختياراته الخاطئة ولم يستثمر النقاط الايجابية التي ظهرت في أداء المجموعة في مباريات الدور الأول». وعن الرهانات القادمة يقول محدثنا: «دون الوقوع في فخ البحث عن كبش فداء يجب أن نحافظ على هذه المجموعة ونقاطها الايجابية، يجب أن يتم استثمار نواة الفريق التي كشفتها النسخة الحالية من ‘الكان’ فالمؤكد أن المجموعة تضم عدة عناصر كشفت إضافتها ولسوء الحظ لم تتوفق في مواصلة المسيرة في الغابون. لابد من التقييم أولا قبل طي صفحة الكأس الإفريقية والتفكير في المواعيد القادمة التي تنتظرنا في تصفيات كأس افريقيا 2019 وتصفيات مونديال روسيا 2018 ،العناصر الموجودة حاليا طيبة كما أشرنا ويجب أن لا تتزعزع ثقتنا فيها بالهزيمة أمام بوركينا فاسو».
نور الدين بوسنينة:
«زمام الانضباط انفلت من يد المدرّب...»
«اعتقد أن ربع النهائي كان أقصى ما يمكن ان تبلغه المجموعة نتيجة عدة عوامل خاصة أن الأصداء الواردة كشفت عدم تمكن المدرب الوطني من الإمساك بزمام الأمور إلى درجة اصبحنا نتساءل أن كان مضغوطا عليه فالحركة التي أتاها الخزري فضلا عن عدم تغيير بعض العناصر التي لم تكن في يومها على غرار يوسف المساكني تطرح أكثر من سؤال.كما أن الاصرار على إشراك ايمن عبد النور رغم عدم جاهزيته خلف غموضا كبيرا وغليانا في الشارع الرياضي بشأن معيار اختيار اللاعبين». ويضيف محدثنا: «اعتقد أنه لا مناص من جلسة تجمع كل الأطراف لتحديد المسؤوليات والأخطاء وتفسير بعض الجزئيات التي ساهمت في هذا الخروج المخيب من المسابقة ولكم في لقطة الهدف الثاني للمنتخب البوركيني ابرز دليل ومن غير المعقول أن يتقدم الجميع إلى الهجوم تاركين شغورا في الخط الخلفي فذلك من أبجديات الكرة لكن ما يعمق الحيرة انه لا اللاعبون ولا الاطار الفني تفطنوا الى هذه الجزئية... على كل يجب ان لا يتم هدم ما تم بناؤه بل استغلال النقاط الايجابية خاصة أمام المواعيد القادمة التي تنتظرنا في تصفيات كأس إفريقيا 2019 أمام مصر في جوان القادم ومباراتنا مع جمهورية الكونغو في إطار تصفيات مونديال روسيا،يجب ان نستثمر الايجابيات حتى نتدارك الخيبة الأخيرة ونظهر بوجه طيب في الرهانات القادمة».