اليوم س17.00: تونس – بوركينا فاسو (ربع نهائي «كان» 2017) لَهُم التاريخ... ولَنَا الحاضر

لم يخطئ من قال إن «الكرة أفيون الشعوب» وهي أيضا آسرة القلوب لذلك نرى الشارع الرياضي يعدّل ساعته على المباراة الهامة التي تنتظر اليوم المنتخب الوطني مع نظيره البوركيني في الدور ربع النهائي لكأس إفريقيا للأمم... الطموحات بدأت تكبر والحلم

يشق خطاه ويحلّق كلما رسم زملاء يوسف المساكني صفحة جديدة من الإبداع أكدت ان الجيل الحالي قادر على بلوغ محطة متقدمة من الكأس الإفريقية.

ويتجدد الحلم اليوم عندما يلاقي نسور قرطاج في حدود الخامسة مساء منتخب بوركينا فاسو بملعب ليبروفيل ضمن الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا للأمم في مباراة يصفها البعض بالثأرية بالنسبة إلى عناصرنا الوطنية نظرا الى ان الخيول البوركينية تمكنت من ازاحة منتخبنا من دور الثمانية في نسخة 1998، لكنها في النهاية امتحان صعب لزملاء أمين بن عمر لضمان مكان في المربع الذهبي وهو هدف طاردناه منذ 2004.

المثلوثي يعود و عناية خاصة ببن عمر
انهى امس نسور قرطاج تحضيراتهم لمباراة اليوم في حصة تدريبية مسائية في نفس توقيت المباراة وقد خصصها الإطار الفني لوضع اللمسات الاخيرة على التشكيلة التي تعددت في شأنها الاحتمالات خاصة على مستوى الخط الخلفي حيث تشير بعض الاصداء ان الظهير الايسر علي معلول سيكــون خارج التشكيلة ليعوضه محمد علي اليعقوبي وســط غموض عن التوجــه الذي سيعتمــــــده الفرنســــــــي البولوني هنري كاسبرجاك وإن كـان عبد النــــور سيشغل الجهة اليسرى لكـن الناخــــــب الوطني عودنـا على كتمــــان اسرار التشكيلـة إلى آخر اللحظات.
في المقابــــل، عـاد الحارس الدولي أيمـن المثلوثي منـــذ حصة الخميس للتدرب مع زملائه لترتفـــــع حظوظه في العودة إلى حراسة عرين نســـور قرطاج في مباراة اليوم، في المقابل اولى الاطار الفني عناية خاصـــة بلاعب الوســـــط محمد أمين بــــن عمر الذي خضع الى تمارين منفردة حتى يتخلص من الإرهاق خاصة انه عــــاد بعد اصابة ليخوض مباراتين من أعلى طراز أمام الجزائر والزيمبابوي.

عوامل مناخية ملائمة
تفيد الاصداء الواردة مــــــن الغابون أن العوامل المناخية في ليبروفيل تجمع بيــــــــن حرارة الطقس ونـــــزول الأمطار بكميـــــــــات محترمة، ونتمنى أن يتواصل الأمر اليــوم لعل ذلك يخفـــــض من درجات الرطوبــــة ويمكـن نسور قرطاج من تقديـــم أفضل ما لديهـم.

هل تكون الخامسة مغايرة ؟
قبل الفــــوز بكــأس إفريقيــــا 2004، كنا نقـف على إطــــــــلال المشاركـة الافضل في نسخـــــــة 1996 حتــى أن الملاحظين وصفوها بالملحمــــة. لكن مـــع التتويج بالأميرة الإفريقية قبل 13 سنــة زاد الضغط على نسور قرطاج لبلوغ ادوار متقدمــة من المسابقة القارية لعلّ الانجاز يتكرر. لكن منـــــذ 2004، لم تكن مسيرة المنتخب الوطني موفقة. ففي 6 مشاركات ،كان الخروج من ربع النهائي 4 مرات ومـن الدور الاول في مناسبتين.

ففي نسخة مصر 2006، انتهت مسيرة نسور قرطاج عند دور الثمانية امام المنتخب النيجيري حيث انتهت المباراة في وقتها الاصلي بالتعادل (1-1) قبل أن يبتسم الحظ في ركلات الترجيح للنسور النيجيرية .وتكرر السيناريو بعد سنتين في نسخة 2008 عندما غادر منتخبنا المسابقة من ربع النهائي بعد الهزيمة امام المنتخب الكاميروني بنتيجة (3 - 2) في الوقت الاضافي. في 2012، عرف نسور قرطاج نفــــس المصير امام المنتخب الغاني الذي حسم المواجهة في الوقت الاضافي (2 – 1) وعلى غرارها كان الانسحاب من دورة 2015 امام غينيا الاستوائية في الوقت الاضافي كذلك (2 – 1) في مظلمة تحكيمية واضحة ضد نسور قرطاج سطّر خطوطها العريضة الحكم الموريسي سيشورن الذي عوقب اثر ذلك لمدة 6 أشهر من «الكاف». علما أنه في دورتي 2010 و2013 لم يتجاوز منتخبنا عتبة الدور الاول.

سيناريو 1998 في البال...
إذا كان المنتخب الوطني يطمح إلى تجديد العهد مع منصة التتويج التي اعتلاها داخل الديار سنة 2004، فإن المنافس البوركيني الذي يصعد للمرة الثالثة لدور الثمانية في تسع مشاركات يرنو إلى إعادة اثبات الذات من جديد وهو الذي نال مركز الوصيف في 2013 غير أن مشاركته في 2015 لم تكن ناجحة واكتفى خلالها بعتبة الدور الأول.
وتحمل مواجهة اليوم بين المنتخبين رقم 6 بين حوارات ودية وأخرى رسمية حيث كان الفوز لكل منتخب في مباراة واحدة وحسم التعادل 3 مواجهات .اول المباريات كانت سنة 1995 في مواجهتين وديتين انتهت الاولى بالتعادل فيما فاز نسور قرطاج في الثانية بثلاثية نظيفة. وجرت المواجهة الرسمية الاولى في فيفري 1998 في اطار ربع نهائي الدورة التي احتضنتها بوركينا فاسو عندما كان المدرب الحالي هنري كاسبرجاك مشرفا على حظوظ المنتخب الوطني وانتهى اللقاء في وقته الاصلي بالتعادل بهدف لمثله حيث توصل حسان القابسي آنذاك لتعديل الكفة في الدقيقة 89 غير أن ضربات الترجيح منحت التأهل الى الخيول البوركينية التي بلغت في تلك الدورة المباراة النهائية.
بعد 10 سنوات تجدد اللقاء ضمن التصفيات المزدوجة لكأس افريقيا ومونديال 2008 ولئن فاز المنتخب البوركيني ذهابا في تونس بنتيجة (2 - 1) فإن التعادل (1-1) كان النتيجة النهائية لموقعة واغادوغو .

نهائي قبل الاوان بين اسود التيرنغا والاسود التي لا تروّض
يتصدر لقاء المنتخب السينغالي ونظيره الكاميروني الدفعة الأولى من مواجهات دور الثمانية ويصنفه البعض على كونه دورا نهائيا مبكرا خاصة مع الأداء المتميز الذي ظهر به المنتخب السينغالي في هذه الـــــدورة وجعله ضمن المرشحيـــن بقوة للتتويج بالتـــــــاج الإفريقي في نظر عديــــد الملاحظين، ولعل الذاكـرة تعود بنا الى نهائي نسخـة 2002 عندما تقابل المنتخبان لكن الغلبة كانــــت للأســـــود الكاميرونية بنتيجة (3 - 2). والحديث عــــن تلك المباراة يخفي نقطة تشابه تتلخص في كونها الفتـــــــرة الذهبية للمنتخبيـــن فبلــــوغ النهائي كان افضــل نتائــــج أسود «التيرنغــــا» اضافة الى ان نسخــــــة 2002 تزامنت مع آخــــــر لقــب للكتيبة الكاميرونية.

ويتمتع المنتخـب السينغالـــي بالافضلية خــــلال الــــدورة الحاليــــــة على مستــوى نتائج الـــدور الاول بما انه تأهل كأول المجموعة الثانية التي صنفها الملاحظون بالمجموعة الحديدية بعـــــــد انتصارين وتعادل في حين حلت الاسود الكاميرونية في المركــز الثاني ضمن مجموعتها خلف بوركينا فاسو بعد تعادلين وفوز. وعلى خـــلاف الفنيين الذين اعتبروا المنتخب السينغالي مؤهلا فوق العادة لضمان مكان في المربع الذهبي فـــإن تصريح مدربه أليو سيسيه صدم المتابعين عندما أكد ان منافسه الكاميروني هو المرشح لتجـــاوز دور الثمانيـة ولا ندري ان كان ذلك إقرارا باسبقية المنافس أو هي مناورة كلامية لتخفيف الضغط على لاعبيه وقال قائد المنتخب السينغالي في 2002 ومدربه الحالي : «الكاميــرون هي المرشحة، لقد أحرزت كأس الأمم الأفريقية أربع مرات بينما لم يسبق لنا ان أحرزناها سابقا. لذا إذا كـــــان ثمة من منتخب مرشح، فهو الكاميرون لأنه يمتلــك مقومات النجاح من لاعبين متميزين ومـــــــدرب مخضرم لذلك أنا وفريقي فخورون بمواجهتهم».

والإجابة كانت غير مباشرة من هوغو بـــروس المدرب البلجيكي للمنتخب الكاميروني الذي لــــم يزده هذا الإطراء إلا حرصا على عدم استسهـــال اللقاء او الإفراط في الثقة بالنفس... والمعلوم أن الأسود الكاميرونية تتطلع إلى استعادة السيطرة على القارة السمراء خاصة أن آخر ألقابها يعود الـى 15 سنة مضت فضلا عن كون منافسات نسخة غينيا الاستوائية 2015 قد لفظتها من الدور الأول.

وتقابل المنتخبان في منافسات كأس الأمم الإفريقية في 3 مناسبات ولغة الارقام تمنح الأفضلية للكاميرون.
وتقابل المنتخبان للمرة الأولى في نسخة الجزائر 1990 في الدور الأول حيث كان الفوز للسينغــــال بنتيجة هدفين لصفر. وفي دورة السينغال 1992 التقى المنتخبان في الدور ربع النهائي وكان الفوز كاميرونيا بهدف نظيف. وبعد 10 سنوات تجدد اللقاء في نهائـي بطولة 2002 في مباراة حسمها التعادل السلبي قبـل أن تمنح ضربات الترجيح الأفضلية للأسود الكاميرونيـــة وتتوج باللقب الرابع في تاريخها.

دليل الدور ربع النهائي
السبت 28 جانفي
س17.00: بوركينا فاسو - تونس
س20.00: السنغال - الكامرون

بينيت ...وكابوس سيشورن
عينت لجنة التحكيم بالاتحاد الافريقي لكــرة القدم الحكم الجنوب افريقي دانييل بينيـــــت لإدارة لقاء المنتخب الوطني مع نظيـــــــره البوركيني في اطار الدور ربع النهائي مـــن كاس إفريقيا للأمم.
ولقي هذا القرار استحسان الشارع الرياضي التونسي الذي لا يزال يتذكـــر كابوس الحكم الموريسي سيشــورن الذي ساهم في خروج نسور قرطاج من ربع النهائي في 2015 بغينيا الاستوائية بعد مظلمة تحكيميـــة استفاد منها المنتخب المضيف.
ويعد دانيال بينيت (41 سنة) من افضل الحكــام في القارة السمراء بدأ مسيرته الدولية فــي 2003 وحكم عديد المباريات الهامة على الصعيد القــاري، كما أدار مباراة الدور الأول بين المنتخب المصــري والمنتخب المالي.
وبينيت ليس جديدا على المنتخب التونسي حيث أدار له الكثير من من المباريات أبرزها يوم 4 سبتمبر 2016 في إطار تصفيات كاس إفريقيا الحالية جمعت منتخبنا بنظيره الليبيري وانتهت بفوز نسور قرطاج بأربعة أهداف لهدف إضافة إلى مواجهة تونس وغينيا في كاس إفريقيا للاعبين المحليين برواندا السنة الماضية والتي حسمها التعادل (2 – 2) دون ان ننسى مباراة الدور الأول من كأس إفريقيا 2013 التي واجهت خلالها عناصرنا الوطنية منتخب الطوغو وانتهت بالتعادل (1–1).

شارل كابوري:
(قائد المنتخب البوركيني)
«مواجهة نسور قرطاج صعبة ولكن...»
أكد شارل كابوري متوسط ميدان المنتخب البوركيني أن مواجهة المنتخب التونسي ستكون صعبة خاصة ان نسور قرطاج أظهروا في الدور الاولى على حد تعبيره: «إمكانيات هجومية عريضة ومع ذلك فإننا واثقون من قدرتنا على التأهل الى المربع الذهبي».
وأضاف قائد الخيول البوركينية «ان المنتخب التونسي نجح في التأهل عن مجموعة صعبة رغم خسارته في المباراة الأولى اذ تمكن بفضل خبرة لاعبيه وقوة شخصيتهم من قلب المعطيات وتحقيق الفوز في المباراتين المواليتين وسيسعى حتما الى مواصلة تالقه خلال الدور ربع النهائي. لقد درسنا جيدا خصال منافسنا ونعرف نقاط قوته وضعفه من اجل الفوز في لقاء لن يكون سهلا على المنتخبين على حد السواء».

وأشار اللاعب إلى الخصال الهجومية للمنتخب التونسي بقوله: «إنها تملي علينا التحلي بالحيطة واليقظة المستمرة لكن هذا لا يعني عدم ايماننا وثقتنا بالمستوى المحترم الذي بلغناه في الدور الاول ما مكننا من تصدر المجموعة الاولى. نحن نمتلك القدرة على مباغتة المنافس شريطة خوض اللقاء بذات الروح الانتصارية ومواصلة تقديم نفس المردود الغزير الذي اظهرناه الى حد الآن».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115