بهدفين لواحد في دربي مغاربي لم يكن ليقبل القسمة على اثنين خاصة بالنسبة إلى منتخبنا الذي كانت بدايته متعثرة أمام السينغال في المباراة الافتتاحية لتكون موقعة ملعب فرانس فيل مساء الخميس بمثابة الأمل الأخير لنسور قرطاج حتى يواصل التحليق في سماء الغابون.
ولعلّ ما قدمه زملاء أيمن المثلوثي في الفترة الثانية من مواجهتهم مع أسود «التيرنغا» بغض النظر عن الفرص المهدورة وغياب التجسيم، فتح باب الأمل امام الجمهور التونسي للتطلع إلى حسم الدربي المغاربي أمام المنتخب الجزائري الشقيق خاصة أنها من المرات النادرة التي يتفق خلالها الشارع الرياضي التونسي أن منتخبنا قدم واحدة من أفضل المباريات على مستوى الأداء رغم بعض الهنات.
مباراة الأجوار كادت تتخذ سيناريو مشابها للقاء السينغال بسبب بعض الأخطاء الدفاعية في بداية اللقاء لولا التدخلات الحاسمة للحارس أيمن المثلوثي الذي كان حاسما أمام الضغط الجزائري، ولم يكن من الصعب ان نستنتج أفضلية «محاربي الصحراء» في الفترة الأولى لكن يبدو أن المحاولات القليلة للنسور في الفترة الأولى كانت بايعاز من المدرب هنري كاسبرجاك سعيا لتقسيط مجهود لاعبيه على امتداد 90 دقيقة بالنظر إلى عامل الرطوبة الذي بان انه استنزف جهود المنافس ليقع في ارتكاب هفوات دفاعية قاتلة استغل منتخبنا-الذي لعب بذكاء- اثنين منها ليمضي على تقدمه في مباراة تألقت فيها عديد الأسماء لكن العلامة الكاملة كانت من نصيب الحارس أيمن المثلوثي الذي قدم درسا في الصمود عندما تحامل على أوجاعه في الدقائق الأخيرة من اللقاء دون أن ننسى القلب النابض لوسط الميدان محمد أمين بن عمر فرغم أن مشاركته كانت بين الشك واليقين بسبب الإصابة إلاّ أن كلمة حق لابد ان تقال في الإطار الطبي والمعد البدني الذين بذلوا مجهودا كبيرا لتجهيزه ليقاتل بشراسة على افتكاك كراته مساهما بنسبة كبيرة في فوز نسور قرطاج.
تفوق... بلغة الأرقام
بغض النظر عن الآراء التي تشير إلى أن منتخبنا لم يكن الأفضل في مباراة الخميس الماضي بل استغل هفوات منافسه فإن لغة الأرقام تشير إلى أفضلية نسور قرطاج خاصة في الشوط الثاني فلو تناولنا التسديدات في اتجاه المرمى نجد أن المنتخب التونسي في رصيده 15 تسديدة 13 منها كانت مؤطّرة وخطيرة على مرمى مليك عسلة أما المنتخب الجزائري فقد سدد في 8 مناسبات فحسب 6 منها فقط كانت مؤطّرة. ولم ينجح محاربو الصحراء في استغلال سلاح الكرات الثابتة رغم حصولهم على 23 مخالفة مقابل 18 لنسور قرطاج.
من فرانسفيل إلى ليبروفيل
شد أمس في الحادية عشرة و النصف ظهرا وفد المنتخب الرحال من فرانس فيل إلى ليبروفيل على متن رحلة جوية استعدادا لمباراة الجولة الختامية من الدور الاول التي ستجمعهم يوم الاثنين 23 جانفي بمنتخب الزيمبابوي في الثامنة ليلا. وعرفت الرحلة اجواء طيبة بين اللاعبين خصوصا بعد حسم الدربي الجزائري وإنعاش آمال التأهل إلى دور الثمانية حيث أن الفوز أو الخروج من مواجهة محاربي الزيمبابوي بنقطة التعادل كفيل بإعلان مرور زملاء وهبي الخزري الى الدور القادم.
لا خوف على المثلوثي
لم يتمكن الحارس المتالق أيمن المثلوثي الذي أنقذ المنتخب من عدة أهداف محققة أمام المنتخب الجزائري من انهاء المباراة حيث خرج قبل 5 دقائق من نهاية الوقت الأصلي للقاء تاركا مكانه لزميله رامي الجريدي. وحسب الكواليس الواردة من أجواء المنتخب فإن الإصابة عضلية دون خطورة ولن تحول دون مشاركته في مباراة الجولة الثالثة امام الزيمبابوي.
عبد النور ينتقد الصحافة التونسية
لم يُخْفِ المدافع المحوري أيمن عبد النور في تصريح لـ«موزاييك آف آم» اثر مباراة الاشقاء بين تونس والجزائر امتعاضه من حملة النقد التي طالت أداءه في مباراة السينغال من طرف الجمهور ووسائل الاعلام المحلية معتبرا أن هذه الاخيرة تسعى إلى تقزيم اللاعبين التونسيين مقابل «النفخ» في صورة المنافسين على غرار رياض محرز مستطردا: «أنا أفضل بكثير من محرز حسب الاحصائيات رغم أن وسائل الإعلام ترفض الإقرار بذلك. كما ذكر أن يوسف المساكني يملك تتويجات أكثر من لاعب ليستر رياض محرز ». وإذا كانت ردة فعل مدافع فالنسيا منتظرة بعد مخلفات مباراة السينغال فقد وددنا أن يكتفي بالإجابة على المستطيل الأخضر تاركا للمردود المتميز مهمة الرد على النقد الذي يبقى من ابسط حقوق الإعلام وهو المترجم لمواقف الشارع الرياضي ،فالاحتراف في البطولة الاسبانية لا يجعله فوق مرتبة النقد متى ارتكب هفوات قاتلة وعليه أن يستثمره ليستعيد صورة ايمن عبد النور الذي عرفناه متألقا مع موناكو قبل أن يحط الرحال في تجربة اسبانية لم تكن كما سطّر لها. وسقوط عبد النور في فخ المقارنة مع رياض محرز يحيلنا على ضرورة ترك الأقدام على الأرض فليست مباراة واحدة (رغم ارتكابه بعض الأخطاء في مباراة الجزائر) كفيلة بالجزم بأفضليته على رياض محرز الذي لا نخال أن اختياره أفضل لاعب في إحدى أقوى البطولات مجرد مجاملة.
هنري كاسبرجاك: «هزيمتنا امام السينغال كانت انعكاساتها ايجابية»
أكد هنري كاسبرجاك مدرب المنتخب الوطني في تصريحات اعلامية عقب الفوز على المنتخب الجزائري بهدفين لواحد في الجولة الثانية من الدور الاول أن المنتخب جح فيما فشل فيه في لقاء السينغال رغم الأخطاء الدفاعية من جانب الخصم. في المرة السابقة «كنا أكثر دفاعا، وهذه المرة ركزنا على الهجوم. الهزيمة أمام السينغال كانت لها انعكاسات إيجابية. لقد دفعت اللاعبين إلى تحسين الحالة الذهنية لديهم والتركيز على اللياقة البدنية ورفع المعنويات». واضاف الفرنسي البولوني «أنا راض عن النتيجة، واشكر اللاعبين الذين فهموا ما عليهم وتمتعوا بروح التضامن وانتصارنا اليوم يؤكد ان منتخبنا قادر على الذهاب بعيدا في الكأس الافريقية».