ماذا يحدث للنادي الإفريقي ... سؤال باتت الإجابة عنه صعبة إن لم نقل مستحيلة حيث تعددت التحليلات والتبريرات والسياسات إلا أن النتيجة دائما ما كانت واحدة وعنوانها الإخفاق تلو الإخفاق ليؤكد الخروج الأخير من الدور الثاني لرابطة الأبطال الإفريقية على يد فريق مولودية بجاية حديث العهد بالمسابقة ما يمر به النادي الإفريقي الذي ضرب في هذا الموسم كل الأرقام السلبية بما أن الفريق يحتل المركز العاشر في البطولة المحلية رغم أنه كان بطل الموسم الماضي كما أنه لم يقو على توقيع أي انتصار خارج أسوار رادس أو المنزه وهو ما لم يحدث طيلة تاريخه ولم تقف الأرقام السلبية عند هذا الحد بما أن الإفريقي لم ينتصر في مباراتين متتاليتين لتعلن هذه المعطيات جانبا من الصورة القاتمة التي يعيشها النادي الإفريقي في هذا الموسم...
اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د
الأسباب عديدة لما وصل إليه النادي الإفريقي في هذا الموسم والأكيد أن «أهل مكة أدرى بشعابها» كما يقال لهذا بحث «المغرب الرياضي» مع لاعبين قدامى في نادي باب الجديد الأسباب التي أوصلت الفريق إلى الوضعية الحالية ورغم رفض عدد من المسؤولين التصريح مؤكدين أنهم لن يخوضوا في هذا الملف إلا أن عددا من اللاعبين وضعوا اليد على الهانات التي يعرفها النادي في هذه الآوانه.
لطفي الرويسي
« للاعبين نصيب كبير ... »
أكد القائد السابق للنادي الإفريقي لطفي الرويسي أن وضعية الفريق حاليا تتطلب وقفة كبيرة لجميع عائلة الإفريقي بعيدا عن الحسابات الضيقة إلا أن الهيئة الحالية تتحمل النتائج المحققة سواء محليا أو الخروج من المسابقة القارية التي كانت بعنوان إنقاذ الفريق مما يعيشه إلا أن الإخفاق أمام بجاية أعلن ضرورة مراجعة السياسات التي اتبعتها الهيئة الحالية التي لها جانب كبير مما وصل إليه الفريق.
الرويسي أضاف:«في الإفريقي فقط نرى القطع مع السياسات الناجحة ونبحث عن طرق تقطع مع ما تحقق وهو ما حدث في هذا الموسم بما أن رئيس الفريق تولى إقصاء كل عوامل النجاح في الموسم الماضي وبحث عن القطع معها لتكون النتائج كارثية وغير متوقعة زادت في تأكيد القرارات الخاطئة».
وصرح محدثنا أن النتائج المحققة وبعيدا عن الهيئة يتحملها لاعبو النادي الإفريقي الذين لم يكلفوا أنفسهم إسعاد الجماهير التي ساندتهم كثيرا في هذا الموسم رغم عجزهم عن تحقيق النتائج مؤكدا :«من غير المعقول أن لا يتمكن لاعبون يتقاضون المليارات من تسجيل هدف أمام بجاية يعاني عبور الإفريقي ويخرج الفريق من دوامة النتائج السلبية فنسخة الإفريقي الحالية لا تملك الروح الانتصارية فحتى لو لم تكن جاهزا بدنيا وفنيا فلابد عليك أن تقاتل في الملعب ولاعبو الإفريقي لا يقاتلون وتحس أنهم غير معنيين بالنتائج المحققة».
خالد السعيدي
« الحسابات الضيقة أضرت بالفريق»
حمل اللاعب السابق للنادي الإفريقي خالد السعيدي كل ما يحصل في الفريق لرئيسه سليم الرياحي حيث أكد محدثنا:أن «الحسابات الضيقة للرياحي أضرت كثيرا بالنادي الإفريقي الذي يدفع ثمن تعنت المسؤول الأول عليه وعدم استشارته أهل الاختصاص حتى أنه أصبح يقصي الناجحين ويعول على أشخاص يبحثون عن كسب أموال أكثر من التقرب منه حتى وان كان على حساب مصلحة الفريق الذي ذهب ضحية مصالح البعض وجهل رئيسه بعالم كرة القدم...
تهديدات الرياحي بترك الفريق بعد كل هزيمة زادت في تأكيد أنه لا يحسن التعامل فبدل أن يحلل أسباب النتائج المحققة والأزمات التي يعيشها الفريق بات يطوع مسؤوليه للخروج بتهديدات ترك النادي الإفريقي في وقت كان لابد عليه من تحمل المسؤولية سيما أن حساباته الضيقة هي التي أوصلت النادي الإفريقي إلى هذه الوضعية».
و أكد السعيدي أن القرارات التي اتخذت سابقا من إقالة المسؤولين على غرار منتصر الوحيشي والمدرب الفرنسي دانيال سانشيز والتخلص من بعض ركائز الفريق على غرار زهير الذوادي وهشام بلقروي كانت غير موفقة بما أن الهيئة قطعت مع كل عوامل نجاح الموسم الماضي وأسست لمقومات جديدة جعلت الفريق يصل إلى هذه الوضعية الصعبة وذلك بعد أن أكد المقربون من الرئيس أن النجاح الذي تحقق في الموسم الماضي لم ينل منه نصيبا كبيرا رغم ما قدمه للفريق لتكون الضريبة القطع مع كل النجاحات.
شكري الزعلاني
« كل الظروف افرزت الوضعية الحالية»
صرح اللاعب السابق للنادي الإفريقي شكري الزعلاني أن عدم التأهل إلى الدور الثالث من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية كان متوقعا نظرا لعدة عوامل منها نتيجة لقاء الذهاب لكن يبقي أهمها ضعف الرصيد البشري للنادي الإفريقي في مسابقة تتطلب ثراء اللاعبين إلا أن هيئة الفريق بحثت عن إضعاف الرصيد البشري سواء قبل بداية الموسم بالاستغناء عن خدمات لاعبين مثل جابو والذوادي أو في المسابقة القارية...
قائلا:«من غير المعقول أن تعاقب لاعبين مثل التيجاني بلعيد وحسين ناطر وأنت في حاجة لخدمتهما في لقاء يحتاج إلى أكثر اللاعبين خبرة لتزيد الاختيارات الفنية للمدرب الهولندي رود كرول من متاعب الإفريقي حيث لم يستوعب أن قوة مهاجم مثل خليفة تأتي على الأطراف لا في عمق الهجوم وحين لا تستغل نقاط قوتك فأنت تضعف فريقك وهذا ما حدث في لقاء بجاية الذي كان الجميع يطمح أن يصلح حال النادي الإفريقي إلا أن عدم التأهل سيزيد في متاعب الفريق في ظل الاستسلام الذي لاح على المجموعة ككل في وقت لابد عليهم من تحمل المسؤولية وإرجاع الفريق إلى مداره الطبيعي».
وختم محدثنا كلامه بالتأكيد أن الجميع يتحمل مسؤولية ما وصل إليه النادي الإفريقي وخاصة القرارات الإدارية التي لم تتماش وما حققه الفريق في الموسم السابق لتكون النتيجة منطقية في ظل عدم الرغبة الحقيقية في مواصلة النجاحات والتي أكدتها سياسة الإقصاء المعدمة من قبل رئيس النادي الذي يتحمل نسبة كبيرة مما يعيشه الفريق.
اسطوانة العادة والقرار إثر الدربي
التحركات الجماهيرية انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حيث طالب عدد كبير من جماهير الإفريقي الهيئة الحالية بتقديم استقالتها والإسراع في تجهيز جلسة عامة انتخابية ليكون الرد من طرف مجدي الخليفي الكاتب العام الذي أكد أن رئيس النادي الإفريقي سيقدم استقالته في اسطوانة مشروخة وباتت مسألة معهودة بعد كل إخفاق يسجله الفريق إلا أن الثابت إلى حدود كتابة هذه الأسطر فإن القرار النهائي لم يتخذ...
وأكدت مصدرنا أن قرار تنحي سليم الرياحي لن يرى النور في هذا التوقيت أن صدق تصريح الكاتب العام بما أن رئيس نادي باب الجديد لا يزال ينتظر لقاء الدربي حتى يعلن قراره النهائي حيث ستعلن نتيجة لقاء الأجوار ليوم 3 أفريل القادم الجديد في موضوع تنحي الرياحي من عدمه من رئاسة النادي الإفريقي...
«ديقاج» في وجه خليفة
علم «المغرب الرياضي» أن عددا من جماهير النادي الإفريقي تحولوا إلى مطار تونس قرطاج للتعبير عن غضبهم بعد انسحاب الفريق أمام مولودية بجاية حيث أكدت مصادر أن جمهور الإفريقي طالب عددا من المسؤولين على غرار مجدي الخليفي ورشيد الزمرلي ومكرم العبروقي بترك الفريق وتقديم استقالتهم فيما حمل عدد منهم الهزيمة لمهاجم الفريق صابر خليفة وتعالت الأصوات «بديقاج خليفة» وكانت جماهير الفريق التي تحولت إلى مدينة بجاية قد صبت غضبها على مجدي الخليفي الذي تلقى وابلا من الشتم والضرب من طرف عدد من الجماهير ليتدخل أمن مطار بجاية وينقذ الكاتب العام من يد الجماهير الغاضبة.