الأكاديميات الرياضية .. صناعة النجوم أم الأوهام؟

حديث العمل القاعدي في الرياضة او غيرها من الاختصاصات يحتاج إلى قواعد... فهل تستجيب لها ما اصبح يتناثر من «اكاديميات» يمكن ان تعثر عليها بين الحي والحي... فيما لا اثر لها في الكثير من الجمعيات وهي المطالبة في واقع الامر بتمتين القاعدة الرياضية لكن هل لهذه الاكاديميات

قواعد تمتثل إليها ؟ وهل لها منطلقات علمية في التعاطي مع المواهب التي تنشد المستقبل الاجتماعي من خلال الرياضي ام ان المسالة مجرد بيع للاوهام ؟

تحويل وجهة الشبان نحو الاكاديميات الحرة على غرار ما هو معمول به في المجال الدراسي بجميع اصنافه من الابتدائي الى العالي هل هو ضرب من ضروب التفاخر ام هو انعدام ثقة في ما هو عمومي؟

إحصائيات وزارة الرياضة تفيد ان الأكاديميات قد بلغ عددها 94 أكاديمية، من بينها 86 متخصصة في كرة القدم و8 في اختصاصات أخرى, تضم لاعبين تتراوح أعمارهم من 4 إلى 18 عاما وهو ما يعني ان هذه الشريحة العمرية يحتاج مؤطروها زادا معرفيا يرتقي الى درجة الشروط... فهل هذا متوفر لدى قدماء اللاعبين الذين نجدهم يمثلون العنصر الاهم في التأطير حتى تكون هذه الأكاديميات في منأى عن الغايات التجارية التي تطغى على الجانب التكويني في غياب المناهج العلمية

فيمكن أن تبلغ رسوم التسجيل 1200 دينار سنويا ولو انه هناك أكاديميات «الزواولة» وان لا تقل فيها الرسوم عن 30 دينار شهريا. و يبقى الانتماء الى الأكاديميات لمن استطاع اليه سبيلا... لكن هل التحاق الإنتاج بالأندية المدنية يسير؟
وهل فعلا تلعب الأكاديميات دورا في صناعة النجوم؟ أم أن الأمر يبقى مجرّد سدّ فراغ بعيدا عن مقتضيات صناعة النجوم بشكل يستجيب للمواصفات التي تتطلع إليها الأندية؟

ولم يعد خافيا ما تستقطبه الأكاديميات من أطفال إلى حد حول الأمر إلى ظاهرة تستحق التأطير ...والدافع لذلك ظاهره رياضي لكن باطنه اقتصادي واجتماعي بشكل ليس خافيا على احد في ظل الامل الذي يدغدغ الطفل وقبله الولي إلى وضع أقدامهم على طريق الشهرة والمال... ولعل هذا الأمل الذي وفر للأكاديميات ذريعة لتتحول إلى «محلات لتجارة الكرة» و مشاريع استثمارية لا تتكامل احيانا مع هو دراسي وهو ما يهم الطفل بالأساس الذين تصبح الخشية من فشله في المجالين الرياضي والدراسي معا بسبب لهثه وراء السراب.
وحتى اكاديميات الاندية تبقى في حاجة الى التاطير حتى نراها مغذية لمواردها البشرية بشكل يكفل الاستمرارية. وتبقى اكاديمية النجم مثالا وهو ما سبق ان كانت عليه اكاديمية النادي الصفاقسي ومعهما الترجي الرياضي التي يعود بعثها الى عشرية من السنين او ما يزيد

وهي بصدد تاطير حوالي 400 طفل بين 6 أعوام و16 عاما... يشرف عليهم 17 مدربا سمير السليمي سبق ان ادلى بدلوه في الموضوع لما اعتبر «العملية تجارية بالأساس، بحيث يمكن الحصول على رخصة لإنشاء أكاديمية بأسهل الطرق، إلى جانب غياب الرقابة... التجربة في تونس فاشلة، ولم تنجح في تخريج مجموعة متميزة من اللاعبين... والجامعة التونسية لكرة القدم ووزارة الرياضة مسؤولان عن هذا الفشل، لأنهما لم يقوما بدورهما الرقابي على الوجه المطلوب». وهو اتهام يرد عليه كمال القلصي المدير الفني للجامعة انذاك، إن «الجامعة طلبت من وزارة الرياضة، منذ ثلاث سنوات، أن تكون طرفا في الرقابة على الأكاديميات الخاصة، إلا أنها لم تتلق ردا». ولو انه لوزارة الرياضة راي مخالف من خلال تاكيدها على مراقبة الأكاديميات عن طريق مندوبيها.

أبرز أكاديميات كرة القدم في العالم العربي

تكثر اليوم أكاديميات كرة القدم التي تهتم بالمواهب الناشئة وتصنع من الشبان الواعدين نجوماً، ومن أشهرها على صعيد العالم، أكاديمية لاماسيا La Masia التابعة لنادي برشلونة Barcelona الإسباني، ودي توكومست De Toekomst التابعة لنادي أياكس أمستردام Ajax Amsterdam الهولندي، وأكاديمية مانشستر يونايتد Manchester United الإنجليزية.

أكاديمية نادي العين مثال
80 % من فريق العين، صاحب الرقم القياسي في عدد المرات التي فاز فيها ببطولة الدوري الإماراتي تاريخياً (11 مرة)، مؤلف من لاعبين تلقوا أسس كرة القدم في أكاديمية النادي.

الطاهر ساسي
وبلحسن بالزين

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115