أمين برك الله الحكم الدولي المساعد سابقا: "التحكيم التونسي يعاني ازمة ثقة وغياب استقلالية وإصلاح منظومة التكوين ضروري"

تواصلت الاحتجاجات على التحكيم بمناسبة مباريات الدفعة الثانية من الجولة العشرين من الرابطة المحترفة الأولى

التي جرت أمس الأربعاء 19 فيفري 2025 ،لا سيما في قمة الجولة بين الملعب التونسي والنجم الساحلي بإدارة تحكيم صربي قاده نوفاك سيموفيتش لقاء الترجي الرياضي الرياضي والترجي الجرجيسي بإدارة نعيم حسني.

وحظيت مباراة الكلاسيكو اليوم الخميس بين النادي الصفاقسي والنادي الإفريقي ضمن الجولة نفسها بنصيبها من الاحتجاجات على اختيار لجنة التحكيم أسامة بن إسحاق لإدارتها، بما أن هيئة فريق عاصمة الجنوب أعربت عن رفضها للحكم المذكور بحجة انتمائه لرابطة تونس وطالبت بتحكيم أجنبي وهو ما لم تستجب له الإدارة الوطنية للتحكيم.

ولا يخفى على أحد أن التحكيم التونسي يعاني من أزمة ثقة عميقة تدعمت في السنوات الأخيرة، بارتفاع وتيرة الاحتجاجات والضغوط على أصحاب الصفارة حتى قبل المباريات مما جعلهم الحلقة الأضعف في سلسلة الأطراف المتداخلة في اللعبة وفقدوا مكانتهم قاريا ودوليا حتى صار من المألوف غياب التحكيم التونسي في المنافسات الإفريقية والعالمية.وفي هذا السياق أكد الحكم الدولي المساعد السابق أمين برك الله والذي عمل في الادارة الوطنية للتحكيم في فترة رئاسة ناجي الجويني في تصريح ل'المغرب'أن التحكيم التونسي يعاني من أزمة ثقة حقيقية نابعة من مخلفات وتراكمات سابقة قائلا:"في السنوات الأخيرة رأينا توظيفا لقطاع التحكيم و تعيينات على قارعة الطريق لخدمة أطراف معينة والإضرار بمصالح أطراف أخرى ."

خطوة نحو الإصلاح ولكن ...

قرر المكتب الجامعي السابق برئاسة واصف جليل والذي أشرف على تسيير الكرة التونسية بعد سجن الرئيس السابق وديع الجريء الاستعانة بخدمات الحكم السابق ناجي الجويني ليترأس الإدارة الوطنية للتحكيم في فترة عرفت بعض الاستقرار والرضاء على القطاع لا سيما أنه كشف في تلك الفترة عن محاولة ارشاء حكم واحالة الملف على أنظار القضاء لكن بينما بدأت تشق خطاها نحو الاصلاح انطلقت معاول الهدم والتشكيك لتهدم احلام النهوض بواقع التحكيم التونسي من عنق الزجاجة ليقرر الجويني الاستقالة بعدما صرّح أن ادارة التحكيم تفتقر الى ابسط ظروف العمل فضلا عن عدم تمكين الحكام والمساعدين من مستحقاتهم .

ويقول محدثنا في هذا الشأن:"كانت هناك بارقة أمل وخطوة نحو الإصلاح عندما عين المكتب الجامعي السابق بقيادة واصف جليل ناجي الجويني على رأس الإدارة الوطنية للتحكيم وهي شخصية تتمتع باحترام الجميع لكفاءتها ونزاهتها وكان لي شرف العمل معه لكن هناك بعض الأطراف سعت إلى عرقلتنا حتى يتسنى لها إحكام قبضتها على القطاع.ومع تعيين الهيئة التسييرية استقال الجويني وتم الاستنجاد بالحرس القديم ونعني مراد الدعمي وهشام قيراط."

ويرى أمين برك الله أنه مع انتخاب المكتب الجامعي الجديد بقيادة معز الناصري ونائبه حسين جنيّح فإن متاعب التحكيم قد تواصلت إذ وفق تعبيره:" في مخيال الشارع الرياضي ،فترة الرئيس السابق وديع الجريء قد عادت للأذهان بما أن الناصري الرئيس الحالي كان سابقا رئيسا للجنة الاستئناف في حين أن جنيّح كان من ضمن أعضاء المكتب الجامعي في فترة الجريء و تزامن صعود الجامعة الجديدة مع أخطاء تحكيمية كبيرة دعمت الفرضية المذكورة."

سياسة اتصالية في حاجة للمراجعة

لم يخف محدثنا أن السياسة الاتصالية للمشرف على التحكيم ،الجزائري جمال الحيمودي ألقت بتأثيرها هي الأخرى على القطاع لتعمق معاناته معتبرا أن الرجل تعنّت وأكد أنه لن يستنجد بتحكيم أجنبي وسيتم فقط الاعتماد على الحكام التونسيين"في حين ان الاوضاع والظروف لا تسمح بذلك في ظل غياب التكوين اللازم وعدم إمكانية الزجّ بالحكام الشبان في فوهة الضغوط...ومن سوء حظه أنه مع بداية إشرافه على القطاع تزايد حجم الأخطاء التحكيمية ووجد نفسه يرضخ لضغوط الأندية في الاستعانة بتحكيم أجنبي في نهائي كأس السوبر بين الترجي والملعب التونسي وفي لقاء الجولة 20 من البطولة بين النجم الساحلي والملعب التونسي."

عودة الثقة مسألة وقت والاستقلالية أساس النجاح

يعتبر أمين برك الله أن الوضع في الموسم الحالي يتطلب الاستعانة بتحكيم أجنبي في المباريات المثيرة للجدل مع ضرورة إصلاح ودعم منظومة التكوين حتى يتسنى بدء صفحة جديدة في الموسم القادم أساسها التعويل على الحكام التونسيين الشبان مع الاستعانة بتقنية الفيديو.

كما يؤكد محدثنا على "ضرورة استقلالية الإدارة الوطنية للتحكيم بعيدا عن محاولات توظيفها ...

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115