أن السبب الأبرز لتصاعد وتيرة العنف في الفضاءات الرياضية في تونس هو＇التجييش＇الحاصل في البرامج الرياضية من قبل بعض المحللين الذين لا يخفون انتماءاتهم مما يساهم في التأثير على الجمهور.
وأضاف القادري :"للأسف بعض المحللين أصبحوا＇يرتدون قبعات الأندية＇ويدافعون عنها مستعملين ألفاظا تساهم في＇تجييش＇الجمهور على غرار قولهم إن هذا الفريق قد سُرق وذُبح وفي ظل انتشار ثقافة ＇البوز＇فيتم تداول تصريحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لتجد صداها بين جمهور يتقبلها بتعصب واستعداد لرد الفعل في الملاعب."وأشار محدثنا أنه بسبب ضغط الجمهور بات جل اللاعبين عن تقديم الإضافة المطلوبة منهم تخوفا من ردة فعل الأحباء واعتدائهم عليهم ...
ويرى مدرب شبيبة العمران أن الدور الأهم الذي يجب أن يضطلع به المحلل هو :"الحديث عن الفنيات والخطط والمساهمة في إلمام الجمهور الرياضي بنقائص فرقه بعيدا عن التعصب ." كما يعتبر محدثنا أن المسؤولين في الفرق يتحملون جانبا من المسؤولية من خلال تصريحاتهم النارية وفي هذا الإطار ،أفاد القادري أن فريقه وقع هضم حقوقه في أكثر من مباراة خلال 19 مباراة في البطولة ورغم ذلك خير أهل القرار في الفريق التزام الصمت .
وفيما يتعلق بالقرارات الأخيرة التي انبثقت عن وزارة الرياضة بعد أحداث العنف الأخيرة ،قال محدثنا أن وسائل الإعلام والمسؤولين عن مختلف الهياكل الرياضية والنوادي يضطلعون بدور مهم في الحد من ظاهرة العنف ذلك أن المطلوب التعقل في التصريحات وتجنب تأليب و＇تجييش＇الأحباء.
ويعتبر لطفي القادري إن الردع ضروري من الناحية الأمنية من خلال معاقبة مرتكبي العنف حتى يكونوا عبرة لغيرهم،وأضاف محدثنا:" في تونس نفتقد لثقافة قبول الهزيمة ،إذ أتمنى أن أرى فريقا منهزما يحيي أنصاره لاعبيه على مردودهم ويصفق للمنافس لكن في بطولتنا وكأننا بكل الفرق تراهن على اللقب وترفع شعار الفوز أو الكارثة والحال إن الفرق وجب أن تحدد منذ البداية أهدافها قبل بداية كل موسم..."
وانعقدت مساء أمس الإثنين 17 فيفري 2025، جلسة عمل بإشراف الصادق المورالي، وزير الشباب والرياضة، بحضور المكلفة بتسيير الديوان نرجس باللطيفة ورئيس الجامعة التونسية لكرة القدم معزّ الناصري وعدد من القيادات السامية بوزارة الداخلية ورئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة بوصيري بوجلال والمدير العام للحي الوطني الرياضي السيد قيس بوزيان وعدد من الإطارات العليا بالوزارة، تم خلالها التباحث حول أسباب العنف التي ألقت بظلالها في نهاية الأسبوع الماضي.
وتصاعد منسوب العنف في الملاعب التونسية في نهاية الأسبوع الماضي بعد المواجهات التي شهدها ملعب حمادي العقربي برادس بين الترجي الرياضي والملعب التونسي يوم الأحد 16 فيفري 2025 بمناسبة نهائي كأس السوبر وكذلك صور الخروج عن النص في قاعة محمد الفطناسي ببنزرت في مباراة أصاغر إسمنت بنزرت والنادي الإفريقي في كرة السلة بعدما تعرض شبان فريق باب الجديد إلى اعتداءات كبيرة تسببت في إصابات لعدد من اللاعبين .
وانبثقت عن هذه الجلسة جملة من القرارات أهمها:
- إقرار عقوبات تكميلية بالتنسيق مع وزارة العدل بمنع ذوي الشبهة أو كلّ من ثبتت إدانته في ارتكاب أحداث عنف من الدخول إلى الملاعب.
- دعوة الرابطة الوطنية لكرة القدم المحترفة إلى تطبيق القانون عند حصول أي تجاوزات وفرض عقوبات، قد تصلُ إلى تسليط عقوبة اللعب دون حضور الجمهور "الويكلو"، بالنسبة للجمعيات التي تتسبب جماهيرها في أحداث العنف والشغب.
- دعوة وسائل الإعلام لأن تكون شريكا في الحفاظ على السلم الاجتماعي وتوعية الجماهير، خلال البرامج الرياضية، وتجنّب بثّ التصريحات النارية أو كل ما من شأنه أن يؤجّج الوضع العام.
- دعوة المسؤولين في كلّ الهياكل الرياضية بمختلف اختصاصاتها من رؤساء جامعات وجمعيات ومسيرين، إضافة إلى الفنّيين واللاعبين، إلى التحلّي بروح المسؤولية وتجنّب الإدلاء بأي تصريحات من شأنها إثارة النّعرات الجهوية والمساس بالأمن العام.
ووفق إحصائيات وزارة الداخلية الخاصة بموسم 2023-2024 فقد بلغ عدد المباريات التي شهدت تبادل عنف بين الجمهور 13 مباراة مقابل 62 لقاء تم فيه القاء المقذوفات بأنواعها أما المباريات التي تم فيها الأضرار بالمنشآت الرياضية فبلغت 9 مقابل 11 مباراة تم الإضرار فيها بالأملاك الخاصة اما تلك التي شهدت احتجاجات واعتداءات على الحكام فناهزت العشرين مواجهة...