الا ان هذا الفخر الذي نالنا لا يمكن ان يضعنا موضع الشماتة في من أخطأ وان تم الترويج الى تلاحق الاخطاء الممنهجة في باب تعاطي المنشطات وأكيد ان العقاب فردي فكل وازرة تتحمل وزرها وعليه فما تم اعلانه من عقاب جماعي لألعاب القوى الروسية غير مقبول بل مردود على اهله وهذا العقاب الذي صدر تحت غطاء رياضي هو في الواقع غارق في السياسة في اطار حملة انطلقت من الفيفا لتصل إلى الاتحاد الدولي لالعاب القوى فحملة مداهمات الفيفا كان زمانها على غاية من الدقة وأغراضها ليست خافية على احد فهي تمثل خطوة اولى نحو نزع حق روسيا في استضافة مونديال 2018 و ان كانت الغاية سياسية بالأساس تندرج في اطار النزاع الابدي بين الوارثين للسوفيات والأمريكان...
ودعنا نتفق ان الحرب الباردة عادت من بوابة الرياضة لتذكرنا بما كان يخيم على الاولمبياد في الستينات الى غاية مطلع السبعينات حيث كانت ولا تزال الرياضة تبرز معالم القوة عند هذا او ذاك وهي محل تنافس ابدي بين المعسكرين.
فالرياضة يمكن ان تكون مجالا لاستعراض القوة كما هي مسرح للصراعات وان تحدثوا عن الهدنة الاولمبية .... فهذا الحديث لا يصدقه الا من خفت عنه احداث العاب «منشن» او محطة «مونريال» وما خيم عليها من صراع سياسي والإدانة لروسيا ادت الى الانذار بمنع الروس من اولمبياد ريو 2016 الذي اثقلت كاهله السياسة قبل ان يبدا فما تم التخطيط له من تحققت نسبة هامة منه وهي تحويل وجهة الراي العام العالمي نحو الرياضة للتغطية عن الاخطاء السياسية التي جعلت الحروب في كل شبر من العالم فيها ما هو على حق وفيها الكثير غايته «صناعة الحروب» اولا واخيرا ...
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي