فحكاية الألف ملعب على سبيل المثال أصبحت «تلوك» من كل مسؤول جديد والحال ان الاممر يتعلق بخطة وطنية تعود الى سنة 1965 لم تقدر البلاد على انجازها بسبب ما اعوزها من مال وهوما وفر البدائل التشريعية من خلال الزام كل باعث عقاري بتخصيص مساحات بيضاء الحي حتى يروحوا عن النفس.
واذا كان الالتزام في مطلع الستينات مما وفر ملاذا للمواهب لتتفتق وجعل المدربين ينتقون «المشاتل» ولعل أفضل من تعامل مع هذه المساحات وتحديدا «البطاحي» هو مدرب النادي الإفريقي جيجي فابيو... وقد سلك نهجه خليفته في النادي الإفريقي أندري ناجي... الذي كنا نشاهده يوميا بين المرجانية والقلالين وباب العسل... وهذه الفضاءات توفر فيها «الشهد» للكرة التونسية... عتوقة وما أدراك تم اكتشافه في «راس الدرب».
وهذه المقاربة في اكتشاف وانتقاء المواهب سلكها الحاج علي في الترجي وعم خليفة باللطيف في الشباب المطوي «أيام زمان» وعم جعفر في الاتحاد التونسي...
ولما انتفت المساحات البيضاء بسبب عدم الامتثال للقانون جاءت المركبات التي اصبحت محل تدافع العائلات لتوفير حق الانتماء إلى الألوان المفضلة للأبناء.
والمركبات بمفهوم التشييد أدى إلى مركبات بمفهوم التعقيد في صلة بما هو نفساني حيث ما انفكت الأحداث تبين انه لا مجال «للزوالي» في الاختبارات فمنطق الاكتاف غزا الملاعب الرياضية... وهذا واقع.
وحتى لما عمت الأكاديميات اصبح الانتماء اليها لمن توفرت في جيوب والديه «الحنينات»... وهذا واقع يحتاج إلى الدرس والتمحيص والمسارعة بهذا لن تستفيد منه الرياضة وحدها بل جميع اسباب تنمية الموارد البشرية... والمقاربة الاجتماعية ليست في معزل.
أما المقاربة الامنية فهي مؤكدة.
فكلما زاد التأطير لهؤلاء الشبان كلما وفرنا الوقاية للأجيال من «الدعدشة».
وهذا الحديث جرني اليه الملف الذي فتحته الاذاعة الوطنية في خصوص التجهيزات الرياضية .
وقد تمت تعرية العديد من الحقائق واخرها ان المؤسسة الوطنية المشرفة على البعث العقاري الرياضي فوجئت في القصرين بغياب من يتولى تسلم المركب الجديد خشية من تبعات التصرف التي لها نفقات باهظة واصبحت البلديات التي تسمى حاليا بالنيابات الخصوصية وان كانت لا تتوفر الا على خصوصية التصريف اليومي بعيدا عن ادنى ذرة تخطيط ...
وتم في الملف الذي اعده «لبي» تعداد معضلات التجهيزات الرياضية بالبلاد واهمها عدم توفر من يحرسها وكأن الحراسة تتطلب تكوينا خصوصيا ...
لما نشتكي من هذه النقيصة تجدنا نضحك على الذقون في ظل ما استشرى من بطالة ... مع توفير الضمانات المالية للحارس من آلية وطنية تسمى بـ«الحضائر». نرضى بتلف التجهيزات ولا نستثمر ما يتوفر لنا من آليات. أليس هذا اهمالا حتى لا تجدنا إزاء نعت آخر؟
ولما يصلنا حديث السرقة في المركب الرياضي بجرجيس قبل إفتتاحه بماذا ننعت ما حصل ؟
طبعا الاهمال وراء ما حصل فلو توفرت الحراسة لهذا المنشا كان من الممكن ان نتفادى السرقة وتبعاتها من تهشيم وتخريب.
هذا غيض من فيض في خصوص الاهمال الذي يجعلنا نخشى على ملعب النمنزه من الضياع بين وزارتي الشباب والرياضة والتجهيز بحكم عدم الاتفاق النهائي حول الجهة التي يلزمها القانون التكفل بالصيانة في ملعب كاد يمثل الدرر الا انه اصبح لا يستجيب للمواصفات التي تبيح احتضان المباريات القارية والدولية فحتى الوطنية منها اصبح منعها وشيكا لما يمثله الملعب من خطر على رواده
وللحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي