ولا نروم مناقشة استقالة المدرب رياض الصانع وان كان اختياره خطا ومنطلقه مجاملات لان هذا المدرب يفتقر الى الكثير من الخبرة باليد النسائية بل هو لم يسبق له ان درب اصلا فريقا نسائيا والحالة تلك كان من الطبيعي ان لا يوفر ادنى الحلول.
ولا نود الخوض هنا في مقولة «فاقد الشيء لا يعطيه» فغاية ما في الامر اننا نود ان لا يغرقنا أي مدرب في وهم الاصلاح وهو ما أوقعنا فيه رياض الصانع لما تولى زمام الكبريات والحقيقة واجهناها منذ ان اتى هذه التصريحات التي لم تكن له منطلقات متينة بقدر ما هي لترويج الصورة وان كانت صورة الصانع كبيرة بحكم سجله مع المنتخب... ولو اننا نخشى عليها من التلف لان الصانع وامثاله هم من «التراث» الذي نروم صيانته... ونود ان لا نغرق في الامثلة الشعبية ومنها «لسانك صوانك اذا صنته صانك»... الا ان الصانع لم يصن لسانه لما حشر نفسه في حملة انتخابية لا ناقة له ولا جمل فيها... لان وجود هذا او ذاك على راس الجامعة لن يؤثر على وجوده الشخصي فهو «الوارث» اما الاخرون فهم من «عابري السبيل» حتى لو تعلق الامر بالمدير الفني لان الاخير ليست له إلا «كارت فيزيت» اما الصانع فهو يتمتع ببطاقة هوية تؤكد النسب (وهو كرة اليد).
وخلافا لما اعتبره اهل التحليل فشلا فان ما تحقق في انغولا لم يكن يحلم به اكبر الغارقين في التفاؤل لا نتحدث هنا عن النجاح بل رمنا الحديث عن عدم حصول الكارثة... فلما نرى منتخبا قوامه 10 وسطيات فان الحديث عن المستقبل يصبح جائزا والمستقبل في قبضة أمل الحمروني (المتوجة بلقب هدافة البطولة) وزميلاتها اللاتي حظين باستقبال حار بمطار تونس قرطاج الدولي بعد نجاحهن في التأهل إلى مونديال ألمانيا 2017 على إثر احتلال المركز الثاني في الترتيب العام للبطولة الإفريقية للامم بأنغولا... وهنا التحية للاعبات وبالاخص للمدرب محمد علي الصغير الذي يبقى من جنود الخفاء فكلما طلبوه للنجدة الا وكان في الموعد فهو قد قبل المهمة اياما قليلة قبل السفر الى انغولا يذكر أن منتخب تونس حصد من مشاركته في البطولة الإفريقية إلى جانب تأهله لمونديال ألمانيا 2017، مبلغ 15 ألف يورو.
ومن مكاسب اليد التونسية من هذه البطولة ما تجلى من شراسة لدى لجنتها القانونية التي يجوز الحديث في خصوصها انها هزمت الكنفديرالية الافريقية بالضربة القاضية لما جرت الاتحاد الدولي الى الغاء قرارها القاضي بقبول اهلية لاعبة سينغالية اصبحت فرنسية بحكم القانون... عادة لا تكسر شوكة الاتحاد الافريقي الا ان سعة معارف اهل القانون في جامعة كرة اليد وفي طليعتهم معاذ بن زايد كسرت القاعدة ليكون الامتثال الى النص بنقطه وفواصله... ومن المكاسب التونسية من المشاركة في البطولة الافريقية ارتقاء الدكتورة نهلة بوذينة الى خطة رئيسة لجنة المسابقات بالكنفيدرالية وهي خطة تؤول لاول مرة لكفاءة تونسية – نسائية. هذه الكفاءة لما عادت من انغولا وجدت نفسها محل اعفاء من خطة مستشارة للرياضة النسائية بديوان وزيرة الشباب والرياضة... فهل هذه الوزارة لم تعد في حاجة إلى الكفاءات التي غادرت بالجملة...
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي