ولما نرى مدربا راحلا بعد ان مكن فريقه من فرض الذات ضمن الكبار بل واحيانا رفع التاج بماذا يمكن ان ننعت هذا ؟ ليس هناك الا حديث «المزاج» ولما تكون الحالة كتلك هل يمكن الحلم بتكرار الانجاز اذا حصل ؟
هذا هو حال البطولة التونسية التي وصلت فيها الاقالات في 6 جولات 9 من اصل 16 وهو ما يعني ان نسبة عدم الاستقرار فاقت الاستقرار (56.25 % وهي نسبة قابلة للتطور)
الاندية التونسية تعلم علم اليقين ان كل تغيير له تبعات مالية وحتى فنية لكنها غير مبالية بشروط النجاح وأهمها الاستمرارية وإذا كان النادي الافريقي مضرب الامثال في نهج التواصل فانه قدم في السنوات الاخيرة عينة على مقاربة عكسية ابرز افرازاتها خروج المدرب سان شاز وهو في الطليعة وهو حال قيس اليعقوبي الذي غادر وهو متصدر الترتيب...
ومن غرائب الكرة التونسية ان نسجل تعاقد فرق مع 3 مدربين في 6 جولات وهو ما يعطي معدل مدرب في جولتين والأمر يخص هنا شبيبة القيروان لكن ليس كل اقالة من صنعها...
شبيبة القيروان أقالت البرازيلي أنطونيو دوماس ووجدت نفسها بعد جولة واحدة تبحث عن بديل كان سفيان الحيدوسي الخارج من توه من بنزرت حيث حل محله ماهر الكنزاري الذي لم يحصد في ثلاث جولات إلا نقطة وحيدة ما يعني أنه على صفيح ساخن سفيان الحيدوسي بدوره لم يعمر الا اسبوعا واحدا في القيروان حيث فضل الانسحاب لخوض تجربة مع شبيبة القبائل الجزائري لتستنجد الشبيبة بالمدرب رضا الجدي الذي غادر بعد اسبوعين فقط من التعاقد مع نادي كرة القدم بالحمامات النادي الصفاقسي حاد بدوره عن تقاليده ليعفي استجابة لما تم نعته بضغط الجمهور مدربا نجح معه وهو شهاب الليلي بعد مرور ثلاث جولات فقط من عمر الدوري رغم أن النتائج لم تكن كارثية ومع ذلك فلم نسجل أي تبرير موضوعي لاعفاء الليلي الذي ترصد خروج اليعقوبي نحو الوكرة القطري ليقفز على سدة الاطار الفني في النادي الافريقي...
واذا وفر الافريقي البديل بسرعة فان النادي الصفاقسي لم يستقر له راي على مدرب والسبب اصله مال فالخطايا التي جثمت على الادارة الجديدة تحتاج الى مليارات النادي الصفاقسي تعددت اتصالات مع أكثر من اسم على غرار الرومانيين بلاتشي ولازلو بولوني ومدرب مازيمبي هوبار فيلود وآخرهم السويسري برنار شالوند،الا انه بقي يعيش على نمط «المؤقت» ليكون الاشراف الفني من مشمولات الثنائي أنيس الجربي وفتحي الدرقاع. أولمبيك سيدي بوزيد قبل أن يفقد رئيسه الذي وافته المنية منذ شهر، وجد نفسه مضطرا للبحث عن بديل للمدرب الأسعد معمر الذي فضل الانسحاب من تلقاء نفسه بعد ثلاث هزائم متتالية ليعوضه خالد المولهي الذي نجح في الارتقاء بالفريق إلى المركز السادس للمجموعة الأولى بعد أن كان يتواجد في المرتبة الأخيرة وترجي جرجيس تخلى عن مدربه أحمد الابيض بسبب سوء النتائج واستطاعت إدارة الفريق إيجاد البديل بعد أسبوعين من البحث حيث تم الإجماع على إعادة التجربة مع المدرب منير راشد الذي سبق له أن أشرف على الفريق الموسم الماضي.
نادي حمام الانف ومستقبل المرسى لم يشذا عن القاعدة
الاول اقال مدربه الفرنسي برنار رودريجاز وعوضه بكمال الزواغي.
الثاني اعفى مدربه الفرنسي جيرار بوشار بعد أن مني الفريق معه بأربع هزائم متتالية ليحل محله خالد بن ساسي ليخلف المدرب المساعد عبد الكريم بوقرة
مدرب الأولمبي الباجي لطفي السبتي عرف نفس المصير وطالته الإقالة ليكون البديل الإسباني خواكين لوباز مارتينيز بمؤخر عقد قيمته 150 الف دولار اذا لم يضمن بقاء الفريق وهذا الشرط فرضه لوباز على نفسه رافعا تحديا غير مسبوق....
عناوين الاستمرارية الترجي والنجم الساحلي
الاول لم يرضخ للحملة التي طالت عمار السويح
الثاني لم يأبه بقرار منع فوزي البنزرتي من الجلوس على بنك البدلاء طيلة 24 شهرا.
7 فرق فقط حافظت على جهازها الفني وهي النجم الساحلي الذي يواصل التجربة مع فوزي البنزرتي رغم أن الاتحاد التونسي لكرة القدم سلط عليه عقوبة بعدم الجلوس على مقاعد البدلاء لمدة عامين.
اتحاد بن قردان الذي حقق مع المدرب شكري الخطوي نتائج ايجابية مكنته من احتلال المركز الثالث للمجموعة الأولى ليكون من بين المرشحين للتأهل إلى مجموعة التتويج، كما حافظ اتحاد تطاوين على مدربه أحمد الدريدي رغم سوء النتائج.
الملعب القابسي تحدى بدوره «شوشرة انصاره» وفرض مدربه الأسعد الدريدي.
نجم المتلوي مثل الاستثناء منذ صعوده الى الدرجة الاولى فهو اثار الاستمرارية مواصلا التجربة مع مدربه محمد الكوكي
مستقبل قابس, من الطبيعي ان يتمسك بمدربه اسكندر القصري المتعادل مع فريقه السابق الترجي الرياضي 1 – 1
موجة التغيير للفنيين في الكرة التونسية ستتواصل لا محالة فالمثل الشعبي التونسي يقول «لا تقطع لنا عادة»
و للحديث بقية
مع تحيات الطاهر ساسي