بث مقابلة تونس موريتانيا و المنطق التجاري أو الربحي...

من حق الجامعة التونسية لكرة القدم الدفاع عن مصالحها التي هي في نهاية الامر مصالح الكرة التونسية بجميع مكوناتها و كل خلاف مع اية جهة كانت حول الحقوق نراه امرا مشروعا ولا نخال ايا كان سيقف ضده.

لكن ما يلفت الانتباه ان خلافات الجامعة كادت لا تحسم بالحسنى لتجر الفوضى الى حد فرض مواقفها دون سواها حتى لو تعلق الأمر بحق الجمهور العريض للكرة التونسية الذي يصبح فوق جميع الحقوق. مواكبة مباراة اي منتخب تونسي (لا في كرة القدم فقط) هي حق مشاع لكل تونسي وتونسية مهما كان موقعه في خريطة البلاد ومهما كان وضعه الاجتماعي (ميسورا او مثقوب الجيب) والحالة تلك فان احتكار بث مباراة تونس وموريطانيا وحجبه على التفزة الوطنية الا بعد ضخ 50000 دينار لم يكن قرارا «شعبيا» ولعله سيبقى من العيوب المرتكبة في حق الجمهور التونسي لو لا ما فعلته التلفزة الوطنية وان أخطأت مرتين:

الخطا الأول: لما رضخت للجامعة بقرار من رئاسة الحكومة لتستجيب الى الطلب المالي والمقدر بـ13.5 مليار

الخطا الثاني: لما رفعت في المبلغ من 10 الى 50 الف دينار ففي الأمر رضوخ وليس استجابة لقيمة الفرجة... ولما نعلم ان هذه المؤسسة تتصرف في المال العام فلماذا لا نراها و معها رئاسة الحكومة تفعل نفس الشيء في خصوص بقية الاختصاصات وخاصة تلك التي يلفها الاهمال ومع ذلك فهي تحقق لتونس ما يفوق الخيال على صعيد النتائج ولعلنا لسنا في حاجة للتذكير بميداليات المصارعة والتكواندو والمبارزة وقبلها السباحة والعاب القوى والملاكمة ... فكل هذه الاختصاصات لها حقوق محمولة على التلفزة الوطنية التي لا احد ينفي عنها الشكر لما طوقت امس الخلاف مع جامعة كرة القدم لبث المباراة الودية بين تونس وموريطانيا وهو ما كلفها مبلغ 50 الف دينار للجامعة حتى تعمم الفرجة على التونسيين ولا تقتصر على الموقع الرسمي للجامعة على شبكة الانترنات لأنه كما ورد في بيان مؤسسة التلفزة الوطنية تغطية مباريات المنتخب الوطني حق وطني متاح لا بد ان يخرج عن دائرة الربح التجاري.

وبيان التلفزة الوطنية جاء على غاية من الاتزان لما اعتبر ان نقل المقابلة و البطولة الوطنية خاصة رغم المطالب المالية للجامعة هو «عمل سيادي يتنزل في اطار مهام المرفق العام و تكريس حق كل الجماهير الرياضية في كامل تراب الوطن في مواكبة مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم» والراي لا يختلف فيه عاقلان لكن ما نناقشه لماذا تلجأ الجامعة الى التصعيد كلما جد خلاف مع اية جهة كانت؟...

الرياضة ود بالاساس
والرياضة تواصل بالتاكيد
والرياضة روح رياضية بتأكيد أكبر
أين كل هذه المبادئ في فض الخلافات مهما استعصت ؟

بيان جامعة كرة القدم
يهمّ الجامعة التونسية لكرة القدم أن تقدّم التوضيح التالي بخصوص عدم بثّ مقابلة المنتخب الوطني لكرة القدم ضدّ نظيره الموريتاني تلفزيّا و المقرّر أن تدور يوم الثلاثاء 15 نوفمبر انطلاقا من الساعة الثالثة بملعب قابس:
أعلنت الجامعة عن فتح استشارة بخصوص التفويت في حقوق البثّ التلفزي لمقابلة المنتخب الوطني ضد نظيره الموريتاني بتاريخ 3 نوفمبر 2016، ولكن ومع انتهاء الاجال المحدّدة لم تتوصّل الجامعة بأي مقترح رسمي من قبل مختلف القنوات التلفزيّة لشراء حقوق البثّ.
ورغبة من الجامعة في عدم حرمان الجمهور الرياضي من متابعة المقابلة خاصة وأنّّها تدور لأول مرّة في مدينة قابس التي تعيش على وقع الحدث منذ أيّام، فقد سعت إلى تأمين بثّ مباشر لفعاليّات اللقاء معوّلة على إمكانيّاتها الخاصة وذلك عبر تقنية live streaming وباشرت باتخاذ مختلف الاجراءات التقنية لضمان البثّ.
في المقابل لم تعبّر مؤسسة التلفزة التونسية عن رغبتها في بثّ المقابلة إلا مساء يوم الاثنين عبر مكالمة هاتفيّة من الرئيس المدير العام للمؤسسة السيّد إلياس الغربي جمعته بالسيّد رئيس الجامعة الدكتور وديع الجريء طالبا منه تمكين التلفزة من بثّ المقابلة مجانا.
وفي الأثناء حاولت السلط الجهوية بولاية قابس التدخّل لفائدة مؤسسة التلفزة التونسية متعهدّة بتوفير مبلغ 10 الاف دينار لتأمين البث.
وبقطع النظر على أن هذا المبلغ لا يرتقي إلى قيمة الحدث ورمزيّة المقابلة والمنتخب الوطني أكابر، خاصة وأن مباراة واحدة من مقابلات البطولة الوطنية تفوق تكلفة بثّها مبلغ 50 ألف دينار، فإن الجامعة ولئن تثمّن مبادرة السيد والي قابس وكل السلط الجهوية والمحلية فإنّها ترفض رفضا قطعيا أن تتسلم أموالا من السلط الجهوية لأجل بث المقابلة.
كما حرصت الجامعة على عدم الالتجاء إلى المؤسّسات الاقتصادية بالجهة حتى لا تحرم مختلف الأندية والمؤسسات التلفزية من عائدات الإشهار لبثّ هذه المقابلة أو غيرها من المقابلات.
و لا يفوتنا أيضا التنويه بمجهودات السلط المركزيّة الرسميّة التي حاولت بدورها التدخل لبثّ المباراة.
ونؤكد في هذا السياق أن الجامعة التونسية لكرة القدم مازالت منفتحة على أي اقتراح جدّي يليق بهيبة المنتخب التونسي ويؤمّن الحدّ الأدنى من حقوقه، علما وأن الجامعة ورغم تشبّثها بموقفها الرامي إلى الدفاع عن المنتخب الوطني، فقد أبدت لدى السيد الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسية و لدى كلّ الجهات التي تدخلّت، استعدادها لتقديم تسهيلات في سداد المبلغ والانتظار أشهر أخرى بعنوان ميزانيّة 2017. وختاما نذكّر أن الجامعة ستمكّن الجهور الرياضي من متابعة اللقاء بتقنية الجودة العالية live streaming full hd وعلى نفقتها الخاصة عبر الرابط التالي: http://www.dailymotion.com/video/x51nh0z

بيان مؤسسة التلفزة التونسية
ردا على بيان الجامعة التونسية لكرة القدم بخصوص بث مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم امام نظيره الموريتاني، يؤسف التلفزة التونسية ان تقدم للجمهور الرياضي في كامل تراب الوطن وخاصة جمهور قابس العريق التوضيحات التالية:
1) ان االتلفزة التونسية و منذ بداية مشاركات المنتخب الوطني كانت المساند التاريخي لــه و الراعي لإشعاعه و انها باقتنائها لحقوق بث البطولة الوطنية لكرة القدم بمبلغ 4.5 مليون دينار للسنة الواحدة ولمدة 3 سنوات (13.5 مليون دينار) رغم الشطط البيّن في الكلفة بدليل عدم مشاركة أي قناة تلفزية في طلب العروض ،قد بينت بما لا يدع مجالا للشك انها وسلطة الإشراف تعتبران أن اقتناء حقوق البث للبطولة الوطنية لكرة القدم عمل سيادي يتنزل في اطار مهام المرفق العام و تكريس حق كل الجماهير الرياضية في كامل تراب الوطن في مواكبة مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم.
2) ان التلفزة التونسية تعتبر انه من حيث المبدأ، فان تغطية مباريات المنتخب الوطني حق وطني متاح لا بد ان يخرج عن دائرة الربح التجاري و عن دائرة الخوصصة باعتبار ان تحمل التلفزة التونسية لأعباء حقوق البث للبطولة الوطنية لكرة القدم هو دعم غير مباشر من الدولة بمنشآتها العمومية ومؤسساتها للجمعيات الرياضية و للمرفق الرياضي و على رأسه حامل رايتنا الوطنية منتخبنا الوطني باعتبار أن اقتناء حقوق بث البطولة الوطنية هو و بلغة محاسبية صرفة اقتناء تنتفي فيه أي مردودية اقتصادية للتلفزة التونسية التي و بدعم من سلطة الاشراف ممثلة في رئاسة الحكومة خيرت الاضطلاع بمهام المرفق على حساب موازناتها المالية.
3) ان الظرف الذي تمر به البلاد وخاصة الازمة التي يواجهها اقتصادنا الوطني تفرض تظافر كل الجهود دولة ومؤسسات عمومية و هياكل رياضية للتخفيف من أعباء المرفق العام حفاظا على التوازنات المالية للدولة و نأيا بالاستحقاقات الوطنية والتظاهرات ذات الطبيعة السيادية عن كل توظيف تجاري.
4) ان التلفزة التونسية تعتبر مباريات المنتخب الوطني تظاهرة رياضية سيادية وذات طابع وطني وتكتسي صبغة المرفق العام باعتبار طبيعة التمويل (تمويل الدولة المبــاشر و دعم الجامعة غير المباشر باقتناء حقوق بث البطولة من قبل مؤسسة التلفزة التونسية) و هو ما استقرت عليه تشاريع وقوانين عدة دول مقارنة قضت بإقصاء التظاهرات الرياضية السيادية وذات الأهمية الوطنية القصوى من أي احتكار يمس بجوهر الحق وطبيعته بما يحرم جانبا من الجمهور الوطني من النفاذ المفتوح إلى هذه التظاهرات المرتبة ذات اهمية وطنية وعلى راسها مباريات المنتخب الوطني بما فيها الودية.
5) ان التلفزة التونسية و من منطلق الشراكة مع الجامعة التونسية لكرة القدم تدعو مسيري هذا الهيكل الرياضي العريق الى مواصلة نهج الشراكة والتعاون الذي ميز علاقة المؤسستين لما فيه خير الوطن بما لا يحرم الجماهير الرياضية من حقها في مواكبة مباراة منتخبها الوطني دون المساس بتوازنات المرفق العام و مبادئ الحفاظ على المال العام وبما لا يمس من السعي المشترك لخدمة المرفق العام الرياضي الوطني.
6) ان التلفزة التونسية ومنذ علمها بعزم الجامعة التونسية لكرة القدم التفويت في حقوق بث مباراة المنتخب الوطني امام نظيره الموريتاني، قد قامت مبدئيا بتجنيد كل امكانياتها التقنية و حركت كل وسائلها المتنقلة لمواكبة الحدث المذكور حفاظا على الذاكرة الوطنية و توثيقا لهذا الحدث الوطني و الجهوي، خاصّة وان هذه المباراة تمثل أول تنقل للمنتخب الوطني لقابس العريقة و أول مصافحة لهذا الجمهور الوفي مع منتخبه بعد انتصاره على نظيره الليبي.
7) ان التلفزة التونسية وبعد إعطاء الاذن لمصالحها المختصة بتحريك امكانياتها التقنية قبالة قابس قامت بالتنسيق مع الوزارة المكلفة بالرياضة بالتعبير عن استعدادها اللامشروط لتحمل كلفة انتاج المباراة المذكورة (في حدود 20.000 دينار دون اعتبار خلاص الساعات الإضافية للأعوان ومنح التنقل) كما جرى به العمل في المباريات الودية وان الوزارة المكلفة بالرياضة مشكورة قد تعهدت بعد التنسيق مع السلط الجهوية بالمساهمة في تحمل أعباء المرفق و خلاص الجامعة التونسية لكرة القدم رغم تحفظاتنا المبدئية على الطبيعة التجارية للمطالب.
8) إن التلفزة التونسية تجدد دعوتها للجامعة التونسية لكرة القدم إلى تسهيل مهمة فرقها التقنية والصحفية لإنجاح هذا العرس الكروي الوطني والجهوي كما تجدد دعوتها الأخوية لهذا الهيكل الرياضي الذي تجمعنا به شراكة تاريخية متواصلة إلى النأي بهذا الواجب الوطني عن كل اعتبار تجاري أو ربحي أو توظيف جهوي، خاصّة وانه من المفترض أن نتعاون على الاضطلاع بمهام المرفق العام في فترة صعبة تمر بها بلادنا و خاصة و أن التلفزة التونسية ومن منطلق الواجب الوطني وحفظا للذاكرة الوطنية ماضية في تصوير وتغطية مقابلة المنتخب الوطني وبث المقابلة المذكورة تأمينا لمهام المرفق العام التي تضطلع بها ومن عمق روح الوطنيـة و الشراكة السالف بيانهما.

الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية

إلياس الغربي

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115