يتحدثون عن الأخلاق التي يجب أن تكون سائدة.. يتحدثون عن الأخلاق والقيم وينصبون أنفسهم بعلم، أو بجهل- وتلك مصيبة أكبر- أنهم حماة الدين، وحراس الرب، يتحدثون وكأنهم مصلحون اجتماعيون، بل يفهمون وينظرون في علوم السياسة والاقتصاد والثقافة والدين.. مناظرون بـ»أغانيهم» نظام الدولة ويعتبرون أنّهم ضد «السيستام» الذي وضعته «الماسونية» نعم «الماسونية»، وما معنى هذا؟ الله وحده يعلم ومن بعده «مغنّو الراب»..
عندما تستمع إلى العديد والعديد من أغاني الراب التونسية لهذا «الرابور» أو ذاك، وتتابع الإقبال عليه ونسب المشاهدة وتأثيره على الشباب، تدرك حجم الكارثة التي تحاصر ربما جيلا بأكمله..
يتكلمون بلغة ذكورية عنيفة، وباحتقار شديد للمرأة، فالمرأة عند العديد منهم هي التي «تذهب لمن يدفع أكثر» وهي من تسقط شرف أهلها بسهرها في الليل وبحبها للمال.. وهي من يلقبونها بكلمة «واحدة...» هكذا.. لا نستطيع أن نكتب على صفحات «المغرب» اللغة التي يستعملها العديد من الرابورات، غير صورة المرأة مثلا هي في غالب الأحيان صورة سلبية للغاية..
الرابورات الذين يدافعون عن منع تجريم «الحشيش» أو ما يعرف بـ»الزطلة» في تونس، تراهم ينهون عن شرب الخمر، وعن ترك الدين، وإقامة الصلاة والزكاة.. فلا فرق بين خطاب الرابور والواعظ الديني غير اللغة المستعملة، وهنا لا نستنكر دعوة بعضهم إلى التشبث بدينهم بقدر ما نستنكر اللغة المبطنة التي توحي بتكفير «الغافلين».. ولا ننسى حكاية الرابور «أمينو» التونسي الذي بدأ أغانيه بهذه الأفكار وانتهى به المطاف للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي..
لا يسعنا في هذا الحيز الصغير أن نحلل خطابات أغاني الراب، غير أنّ العديد من الباحثين في العالم العربي وفي العالم ككل سلطوا الضوء على الثقافة الهامشية أو ما يعرف بـ la culutre inderground ، ولعل الباحث الجزائري الدكتور ....