«فني رغما عني» شاركت بعرض «جهنة» وهو عرض مسرحي محوره الشهادة والتضحية لأجل الوطن، وقدم بلال الجلاصي ورشة في تقنيات مسرح الشارع كما قدمت جزءا من مشروع «نحن هنا» عبر تزيين حيطان مدينة رام الله القديمة اعمال انجزها الشاب بلال روايحي.
بالفن نقاوم
اختتمت فعاليات مهرجان رام الله الصيفي بدولة فلسطين منذ أيام وفيها تركت المجموعة التونسية «فني رغما عني» الاثر الطيب بما قدموه من اعمال مسرحية وغرافيتي وموسيقى ايضا.
وعن التجربة التونسية في رام الله التقت «المغرب» سيف الدين الجلاصي رئيس جمعية «فني رغما عني» الذي أشار انّ البداية كانت العام الفارط حين شاركتُ في مهرجان «وين رام الله» قدمت ورشة الدراما لليافعين واليافعات، قدمت الورشة انذاك ولقيت اعجاب الضيوف والمشاركين وهذه السنة طلبتنا بلدية رام الله لنشارك كامل المجموعة ونقدم عرض مسرح الشارع في فعاليات مهرجان صيف رام الله.
شاركنا بعرض جهنة، كما اتفقنا مع هيئة المهرجان على تقديم ورشات في فنون وتقنيات مسرح الشارع و مداخلة على تاريخية فنون الشارع وفنون المقاومة وأهميتها.
بالفن نقاوم، ومسرح الشارع منذ انبعاثه كان اداة للتعبير عن الرفض ودعوة للإصلاح، الشارع بات موطنا للفن ومنبعا للإبداع ولان الفنون لا تعترف بالحدود فقد تماهت المجموعة التونسية والمصرية وخيروا تقديم عرض موحد وهي تجربة قال عنها سيف الدين الجلاصي « من مصر حضرت مجموعة «المدينة» وقدموا عرض كرنفال الشارع والمميز اننا اتفقنا مع المصرين لنقدم عرضا مندمجا، بما معناه جهنّة العرض التونسي يشارك فيه مصريون وفلسطينيون المشاركين في الورشة ونحن نشارك مع المصريين عرضهم كرنفال الشارع ففي العرض الواحد يكون هناك مشاركين من مصر وفلسطين وتونس في اطار وحدة الثقافة ودعوتنا الى توحيد الصفوف لأجل الفن.
وخيرت الجمعيتان «فني رغما عني» و«المدينة» انجاز ورشة موحدة في تقنيات الورشات ايضا انجزنا ورشة موحدة قدمها مؤطران بلال الجلاصي وممثل عن الجمعية المصرية و تحدثنا فيهما عن فنون الشارع.
ومن مميزات الورشة والعروض هذه المرة ان الموسيقى المصاحبة للعرض مباشرة اذ اصطحبنا العازف عمر الورتاني صحبة المزود والطبلة وتم عزف موسيقى العروض في المباشر.
تجربة المجموعة التونسية كانت مميزة في مهرجان رام الله كما جاء في تقارير التلفزيون الفلسطيني اذ تحدثت قناة الوطن عن مشاركة المجموعة التونسية وقدرتها على جلب الجماهير تجربة قال عنها رئيس جمعية «فني رغما عني» «كان حلم للمجموعة زيارة فلسطين، جمهورنا كان من نابلس والخليل ورام الله، تجربة اثبتنا فيها اننا عشاق حياة ونناضل بفننا، اكتسحنا الشوارع بالمسرح».
«جهنّة» صرخة الشهيد هدية إلى الاسرى
«جهنّة» هو العرض التونسي الذي شاركت به جمعية «فني رغما عني» في مهرجان رام الله الصيفي، «جهنّة» كلمة تقوم على مزج كلمتي الجنة وجهنم، في جهنة كل الممثلين يضعون اقنعة على الوجوه، يلبسون الأبيض جميعهم على الارض ثم ينهضون، الاقنعة دون ملامح، يتحركون في الفضاء وكأنهم يتحسسونه ويحاولون معرفته.
«جهنّة» كما قال سيف الدين الجلاصي عمل يتحدث عن الشهداء أولئك الذين ضحوا بدمائهم لنعيش، عمل عن التضحية والمقاومة، وفي فلسطين كل المجموعة حملت غصن الزيتون هدية لأرض البرتقال والزيتون الذي لا يهادن، لأرض درويش القائل:
إنا نحب الورد،
لكنا نحب القمح أكثرْ
ونحب عطر الورد،
لكن السنابل منه أطهرْ
بالصدر المسمر
هاتوا السياج من الصدور..
من الصدور ؛ فكيف يكسرْ؟؟
اقبض على عنق السنابلِ
مثلما عانقت خنجرْ!
الأرض ، والفلاح ، والإصرار،
قال لي كيف تقهر..
هذي الأقاليم الثلاثة،
كيف تقهر؟
«جهنّة» واسئلة الشهداء عن الوطن، بياض الاكفان يصبح احمر قان وسط العرض، الحركات البطيئة تتسارع لتصبح كما ضربات الرصاص، في رام الله عرض العمل لمرتين عرض اول امام خيمة مساندة الاسرى المعتقلين في سجون الاحتلال، وعرض ثان وسط المدينة.
«جهنّة» صرخة الشهيد الى ابناء موطنه ان يواصلوا كفاحهم، صرخة من سرق الرصاص الغادر روحه الى اترابه ان يحملوا مشعل الوطن ولا يصالحوا العدو الغادر عملا بمقولة الشاعر أمل دنقل:
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام...
لا تصالح
«جهنة» في رام الله لقي اهتمام الجماهير، عرض تونسي الانجاز وعالمي الرسالة هو دعوة لمواصلة الكفاح بكل أساليب النضال.
نحن هنا.. نرسم الحيطان ونحيي صمت الحجارة
الشارع موطننا والكلمة كلمتنا، «فني رغما عني» باقية وتتمدد هكذا هو شعار جمعية فني رغما عني، وفي رام الله سعى المبدعون التونسيون لترك بصمتهم هناك في كل شوارع المدينة وانجزوا جزء من مشروع اخر بخلاف العروض والورشات اذ قام الفنان بلال روايحي بتزيين حيطان مدينة رام الله القديمة ضمن مشروع «نحن هنا» المشروع الذي انطلق في مارس 2016 في دوار هيشر وقوامه انجاز قاعات للعروض المسرحية والسينمائية في المدارس، في رام الله كان التوجه مختلفا وزين بلال روايحي حيطان المدينة القديمة بصور ورسومات جميعها عن الثورة والمطالبة بالوطن والحقوق بوجهة نظر فنان تونسي.
رسومات عن الحرية والمقاومة»، رسومات حضرت فيها «الكوفية الفلسطينية» و «غصن الزيتون» و«الرشاش» وكل ادوات المقاومة الفلسطينية.
«اعتبر أن هذه التجربة مميزة فقد لقيت نجاحها وفي الحقيقة هي رهان كسبناه لنقول أننا هنا أينما ذهبنا نترك بصمتنا ورسومات بلال روايحي جميعها عنوان للحياة والجمال « على حد تعبير الفنان سيف الدين الجلاصي.
تجربة فني رغما عني في رام الله قدمت فكرة عن مسرح الشارع في تونس، وعن الفنون المقاومة تجربة رسالتها كما قال سيف الدين الجلاصي «نحن هنا، باقون هنا ما بقي الزيتون والزعتر».