وفية لسبويه وأستاذه الخليل بن أحمد، مؤسس قواعد اللغة العربية ومكتشف علم العروض (أقول مكتشف لا مخترع، لأن الشعر العربي كان يخضع لهذه القواعد بصفة عفوية قبل ان يقننها الخليل) كما قمدمها الكاتب سامي المقدم..
مضيفا الراوي هو رستم الخطاط الذي يقع في غرام جارية فاتنة يعاني كثيرا ليفوز بقلبها. قصته مع زمرد هذه هي قلب الرواية. يحكي لنا كذلك عن سبويه ومعاصريه كالأخفش وغيرهم. يقوم رستم بنسخ كتاب الخليل بن أحمد، أستاذ سبويه، فنعرف قصة هذا الأخير بالتفصيل..
مدهش حقا كيف بعث المؤلف حياة في شخصياته وجعلها قريبة من القارئ، لكن ما أبدع فيه أكثر هو الوصف. فنحن نعيش كل لحظة من ذلك العصر، بأكلها وشربها وشعرها وموسيقاها وتفاصيل الأماكن. نسافر إلى بغداد ونراها رؤى العين. اتخيل كمية البحث المضني الذي قام به المؤلف حتى يجعل بوصفه البديع وسرده الأبدع روايته استثنائية بهذا الشكل.