وتمكن من جلب انتباه المتفرجين واصبح لـ«تعرفني» و «نغير عليك» و «سماك» وليا سنين» متابعيها ومعجبيها.
«يوما» بمعنى الوحدة او الاتحاد تتكون من أربعة تونسيين وهم صابرين جنحاني (في الغناء) ورامي الزغلامي (مجنون القيثارة) وفكرونة عازف قيتارة ورابعهم عازف ايقاع مجموعة عشقت الموسيقى وابدعت في مهرجان الزهراء الدولي فهم يقدمون موسيقى ممتعة وسلسة.
«يوما» تصنع الفرجة في الزهراء
ديسمبر 2015انطلق الحلم وبدات رحلة الغناء انطلقت مسيرة مجموعة «يوما» التي عشقت الموسيقى وارادت تقديم الكلمة التونسية بالحان جميلة وموسيقى غربية منها الريغي والروك لتكسب بذلك جمهورا محترم العد.
بهو مسرح الزهراء استقبل ضيوفه بمعرض للصورة الفوتوغرافية وتعريف بالمدينة وتاريخها، جولة في الصور بالابيض والاسود تقدم ملمح تاريخي عن المدينة كيف كانت وعمارتها التي يمكن ان تكون قبلة للفنانين التشكيليين بامتياز.
الراية الوطنية تزين المدارج وصور الغرافيتي تخرج الحائط من صمته، عدد كبير من الشباب حضروا لمشاهدة عرض «يوما»، مجموعة شبابية اختارت الموسيقى وسيلة للتعبير عما يخالجهم ليصنعوا الحدث في مهرجان الزهراء.
بعد ان صفق لهم جمهور الحمامات الدولي وبعد عرض مميز في برج المهدية كان لـ«يوما» الحضور في الزهراء، ساعة ونصف هي مدة العرض مرت بسرعة البرق وسط هدوء الجمهور حينا وتفاعله مع الموسيقى حينا اخر.
رانية صاحبة الصوت الطفولي الجميل والحضور الهادئ والمميز بسيطة اللباس والماكياج تبدو على الركح كطفلة صغيرة تريد فقط الغناء، وصديقها مجنون القيثارة رامي الذي حقق نجاحا مميزا على ركح الحمامات ابدع في الزهراء أيضا.
في الحفل قدموا اشهر اغانيهم التي طلبها الجمهور «سماك» و «نغير عليك» و اسيا» و «ليا سنين» و «حبيتك» اغان قوامها اللهجة التونسية وهو اختيار المجموعة منذ بداية المشوار فاللهجة التونسية «جميلة ومقنعة» كما قالت صابرين مغنية يوما.
قدموا للجمهور الشاب اغان راقصة واخرى رومنسية ومن اكثر الاغاني التي طلبت أغنية «اسيا» التي يقولون فيها «باب الخير والكف الدافي/ خطوة الحدود والقلب الشافي/ ضحكت ممحون و تراب رداسي/ ملك المديون تاجو فوق راسي،
تضوي نجوم و تبان قدامي الحب غصون و شجرو عالي نورك و كنيني مالي بايع مفتون و دليلي خالي صب الزيت شعلي ناري جمرة لخليل تضوي في فناري».
أغنية تفاعل معها جمهور الزهراء ساعة ونصف مدة العرض امتعت جمهور الزهراء الدولي في نسخته الحالية وكشفت جانبا آخر من قدرة التونسيين على الابداع والتميز متى سنحت لهم الفرصة.
للأطفال نصيبهم من الثقافة
هم الحاضر وهم المستقبل، هم الامل في تونس لهم الحق في الثقافة هم اطفال الزهراء اطفال تونس ومبدعوها، صغار بعضهم حرم من الدراسة وبعضهم لازال ماسكا ومتمسكا بحلمهم لهؤلاء وفرت الهيئة المديرة لمهرجان الزهراء فرصة التمتع بمجموعة من الورشات مسرح وموسيقى ورقص وقيافة ليؤكدوا لهم انهم ليسوا مجرد ارقام في احيائهم بل هم فاعلون ومن حقهم ان يكون جزء من المشهد الثقافي لمدينة الزهراء وأحيائها.
ضحكة صادقة مرسومة على محيا الصغار، تلك ميزة الورشات التي قررت الهيئة المديرة لمهرجان الزهراء الدولي في نسخته الحالية تقديمها لأطفال الاحياء الشعبية والاحياء المجاورة للزهراء، مجموعة من الورشات نهايتها مشروع صغير يقدم في حفل الاختتام مدرسة شارع الجمهورية منذ انطلاق المهرجان وهي حاضنة الحلم والابداع، ورشات ثبت فيها ذكاء الطفل وقدرته على التميز، ذكاء يحاول الاساتذة المشرفون استغلاله ليقدموا مادة فنية جميلة جمال الصغار.
من خلال الورشات اكتشفوا العديد من الطاقات داخل ورشة المسرح ، والرقص ،والموسيقى والاقنعة والملابس وعنها قال المسرحي صامد ميعادي احد الاساتذة المؤطرين : طاقات اثرت فينا فكان وجوبا علينا صقل هذه المواهب واكسابها المهارات العملية ضمن هذه النشاطات المتنوعة ،والتي تهدف الى اعادة الأطفال الى حضن الثقافة ،قصد تدريبه بطريقة سليمة ، من خلال تفاعلهم وتنمية اليات التفكير لديهم التي سوف تنعكس على ادائهم بشكل ايجابي فكان عمل الورشات يحمل مضامين ذات طابع امتزج فيها التعليمي باللعبي والاخلاقي بالتربوي والتثقيفي بالنفسي كله في اطار ترفيهي تفاعل فيه الأطفال واعطتهم حافزا لتنمية ثقتهم وذكائهم وخيالهم فكانت الابتسامة وكان العمل الجدي وكان الهدوء وفي بعض الاحيان بعض الجنون الوقتي الذي ينعش ذاكرتنا ويرجع عقارب الساعة الى الوراء كان عمل الورشات يشتغل على عدة عناصر كالصوت والتعبير الجسماني واللعب الدرامي والموسيقى وتمرين الجسم والرقص والايقاع والأشكال والألوان لكي يحظى بالأخير بخياله وتوازنه وببطولاته ، هم الأطفال رسموا لنا عالما جديدا نستطيع ان نتنفس فيه قليلا يمكن القول اننا ماضون نحو تحقيق جزء أساسي وهام من الأهداف المرسومة في اطار عمل متواصل ويومي طيلة فترة المهرجان الذي سوف يتوج بمشروع صغير قي اختتام المهرجان يقدم فيه اطفالنا عملا متماسكا فهم الفاعلون ونحن مؤطرون وهم الذين سوف يحققون الهدف لا غير».
ورشات وعروض على البحر ينفتح فيها المهرجان على محيطه الخارجي ليصالح ابناء الزهراء و مهرجانهم ويصالح العائلة مع المهرجان، انفتاح على الاحياء في اطار الدفاع عن حق الثقافة للجميع ومحاولة تبسيط مقاربة الفعل الثقافي ليصبح المهرجان مشروعا ثقافيا متكاملا منفتحا على محيطه وجمعيات المجتمع المدني والمنظمات وليس مجرد عروض تقام وبنهايتها ينسى المهرجان.
مهرجان يراهن على الابداع التونسي
في الزهراء لهذا العام ميزة اخرى هي المراهنة على الشباب التونسي المبدع عدة اسماء ربما ظلمت اعلاميا ولكنها اثبتت جدارتها على الركح وراهن المهرجان عليهم ومن نضال اليحياوي وعرض حلفاوين شعبيو مجموعة «يوما» و مجموعة حس للبنى نعمان ومهدي شقرون و«باندا» رهان ربما نجحت فيه الهيئة المديرة بعد الاقبال الجماهيري الكبير لعرض «يوما».
تونسيين تميزوا في المهرجانات وقررت هيئة مهرجان الزهراء ان يكونوا جزءا من رهانهم الثقافي للمواصلة في نسق التعريف بالمبدع التونسي المعروف في الخارج أكثر من وطنه لان عروض برقو098 ونضال اليحياوي يحضرها الآلاف في امريكا وفرنسا وبلجيكيا وتمرر العديد من الروبورتاجات التلفزية عن عملهم في حين هم غير معروفين في تونس وربما انفتاح المهرجان على المحيط الخارجي عامل من عوامل كسب الثقة وجلب الجمهور أيضا.