وذلك في إطار افتتاح فعاليات الدورة الحادية والعشرين للمهرجان الدولي "24 ساعة مسرح دون انقطاع" بالكاف.
ووانطلقت الندوة بطرح عدة تساؤلات على لسان مديرها الدكتور محمد الهادي الفرحاني الذي تمكن من خلال أسئلة إشكالية مسترسلة من أن يبسط المفاهيم ويحدد زوايا المبحث العلمي لمقاربة "المسرح والعتمة"ليتساءل ن كانت هذه الثنائية متقابلة بمعنى أن حضور المسرح يغيّب العتمة وعودة العتمة تغيّب المسرح أم أنها ثنائية جدلية متوترة يكون حضور الواحد فيها واشيا بغياب الآخر باعتبار أن النور يستقي سطوته من العتمة ولا معنى للعتمة دون نور سبقها.
كما تعددت زوايا الطرح حيث قدمت الجامعية والباحثة والناقدة أم الزين بن شيخة مداخلة بعنوان ملاحظات حول المسرح السياسي من خلال مسرحية ثقوب سوداء للمخرج عماد المي، أين اعتبرت أن الركح يوزع الأضواء على الجهة المظلمة في حياتنا من فعل تعقيدات الوجود لتتساءل باستنكار كيف يمكن ادارة شؤون العتمة ؟
وبعيدا عن الانارة والعتمة كتقنية للابراز و الاخفاء اعتبر الدكتور احسن أن المسرح أكثر الفنون إضاءة لحياتنا وذواتنا ووجودنا ورجح أن يكون مسرح اللامعقول أكثر الأنساق المسرحية التي تقترب من الفلسفة في اشتغالها حول مبحث العتمة الوجودية وإضاءتها.
و من جهة أخرى شبه المخرج والمسرحي السعودي فهد ردة الحارثي التداول خلال العرض المسرحي بين الانارة والتعتيم ثم الانارة ثم التعتيم كالتداول في نسق الحياة بين الليل والنهار الأمر الذي اعتبره مراوحة وحركة مستمرة للفكر .