«النجمة» عرض غنائي فرجوي للمسرحي وليد الخضراوي عرض تونسي ينبش الغبار عن تراث جهة القصرين في الاغاني والرقصات ويقدم قصة عاشقين ومنافسات غنائية وشعرية، عرض فرجوي بامتياز اتحدت فيه كل الفنون وتماهت مع لوحات راقصة قدمها راقصون ومسرحيون من جهة القصرين.
في النجمة يتحرر الجسد
نسمة بحرية تهب من كل مكان، وسط البرج الاثري بالحمامات كان اللقاء بين الموسيقى والحضارة، تجمل الفضاء بأحلى حلة تزينت جدرانه بالمنسوجات والمرقوم التونسي، التحفت جذوع الشجر الموجود بلحاف الحرامي والحولي وبعض الازياء التقليدية التي تلبسها النسوة في المحفل، الركح يكاد ينطق حياة وبهاء من كثرة الالوان الموجودة في المرقوم المفروش كامل الركح، الوان زاهية الوان تبعث في النفس البهجة الوان الحب احيت صخر البرج من صمته ليشارك في عرض النجمة او العرس الممسرح.
راقصون لبسوا الجبة والبرنس والشاشية توزعوا في اركان وزوايا مختلفة من الفضاء حملوا بايديهم فوانيس ملتهبة كجذوة لقاء العاشقين، ينطلق العرض برقصة واغنية «استفتحنا بسم الله» وهي اغنية من تراث القصرين، ثم راو يصعد الركح ويقول «يا مرحبا باهلنا يا مرحبا بخلانا حضوركم زين نجمتنا وهذي روايتنا» ثم موسيقى تشويقية بالات الدربوكة قبل ان يصعد للركح طفلان صغيران فتاة وفتى يلعبان وصوت العصافير وخرير المياه يزن المكان، لنفهم مع تقدم العرض وتصاعد الاحداث اننا امام قصة حب جمعت عاشقين منذ الطفولة تربيا على عشق بعضهما وكبرت معهما مشاعر الحب حد العشق الى حين قرار تزويجها و «ابن العم اقرب» كما هو متوارث في العروشات في عدة مناطق من الجمهورية التونسية.
في «النجمة» الموسيقى والرقص هما سيدا العرض فبالموسيقى تكتب لوحات الحب والفراق بالموسيقى يعيش المتفرج وجيعة العاشق وسعادته ومع الموسيقى يرحل الى اجمل قصص الحب ومعها يعود الى الواقع ويشاهد معاناة العاشقين امام نواميس المجتمع.
وبلغة الجسد كتب الراقصون أجمل اللوحات الرافضة للسائد باجسادهم صرخوا في وجه العقليات البالية والعادات القديمة، كثيرة هي اللوحات في عرض النجمة ولكل لوحة حكاية، لوحة اولى رقصة الطفلين الصغيرين وكانها «فلاش باك» يعود فيها المخرج بذاكرة الراوي الى سنوات الطفولة، ثم لوحة العاشقين يرقصان على وتر القلب ويغننيان للحلم والجمال فرقصة الخوف ثم رقصة المحفل حين تزوج الفتاة لابن عمها ثم «الفزعة» تلك التي يجمع فيها العاشق كل رجالات العرش ليساندوه في حبه ويفتكوا العروس لتكون لحبيبها لا قريبها.
الجسد تاريخ وذاكرة ابدية
النجمة عرض تونسي راقص قوامه لغة الجسد والغنّي بالتراث الخاص بجهة القصرين عرض لوليد الخضراوي قال عنه إنه «رغبة جماعية لنقدم تاريخ القصرين من خلال الاغاني الشعبية غير الموثقة وفي العرض قدمنا الفرصة لفرقة الفنون الشعبية بالقصرين لتعود من جديد ويعود القها وبريقها بعد ان كاد يافل نجمها» وخلال ساعة ونيف....