وعن الرؤية الاخراجية كتبت المخرجة :من خلال الترحال اجترح الإنسان "الحال" لترتيب تباينات الأحوال، صنع الحضارة وشيد العمارة.وعبر البداوة اخترع الإنسان البدء والبدايات ورسم من خلالها الحدود ما بين التحضر والبرابرية.
وعبر تجربة التيه قتل الإنسان المتوحش فيه وقارع مخاوفه السّحيقة وحدّد علاقته بالقوى الخفية والماورائيات. الإنسان رَاحِلٌ بطبعه، الإنسان رَحّالة بطبعه، الإنسان مُرَحّل بطبعه.
ثلاث عتبات أو حالات كبرى يجتازها الكائن البشري بحثا عن سكن في الوجود.
لكن رغم ذلك كله لا زال الترحال يعاوده كدوار ويُورّطه في تقاليد القطيع وسنن السّمع والطاعة ويحبسه في زرائب الانصياع ومسالخ الاستسلام، ويقدّمه على مذابح الفداء من أجل طمأنة الجموع عشيرة كانت أو ملّة".