و ليس أيضا عبثا أن يسدد عشاق البؤس و الظلام و الدمار سهامهم الجبانة نحو سارة .
فسارة كما جاء في لسان العرب من فعل سر يسره حيّاه بالمسرة و هي أطراف الرياحين و إمرأة سارة وسارّة بفتح السين تفرحك و تسرّ برؤيتك . إذا قتل الأعادي سارة طفلة بن قردان ، إذا قتل الأعداي سارة فتاة تونس ، إذا قتل الأعداي بطلة بلادنا و ظنوا سارة لا يوجد سواها فكلنا سارة، وحين شيع أهلها و كل أهالي معتمدية بن قردان بالحضور و تونس قاطبة بقلبها جثمانها الطاهر إلى مثواها الأمين وقد تطايرت زمر الملائكة حول رمسها عادوا بروحها لتمسي وتصبح بينهم فالتاريخ سيخلد حياتها واسمها وروحها بأحرف من نور مع قافلة شهداء الوطن الذين سقوا تربة تونس بدمائهم الغالية دفاعا عن مناعتها و سيادتها و كرامة أبنائها رافضين حياة الكهوف والديجور .
سارة لداتك ، أترابك بصوت واحد إرتفعت أصواتهن لتبلغ عنان سماء تونس : كلنا سارة كلنا فداها ، كلنا على درب تحرير ربوع الخضراء من سرطان سعى لنخر تونس واهما بإقامة إمارة .
سارة نامي في مرقدك الأخير تحت أسراب النجوم و فوق أرضك التي رويتها بدمك الزكي و أنت تنعمين بسورة الأزل القديم .
سارة لو تعلمين ماذا قال أبوك الذي سيظل يعيد ذكرياتك لا يملّ ولا يميل لفديتيه مرة أخرى كما فديت بلادك بطفولتك العذبة البريئة: «بلادي قبل أولادي و وطني قبل بطني ونروي بلادنا بدمنا باش تخضار أكثر»