فقالوا: على هذا الذي يزعم أنه نبي،
فأتاه فقال: «يا محمد ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك فلولا أن تسميني العرب عجولاً لقتلتك وسررت الناس بقتلك أجمعين»،
ثم أقبل الأعرابي على رسول الله فقال: «واللات والعزّى لا آمنت بك حتى يؤمن هذا الضب» وأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله
وقال: «إنْ امن بك ءامنت بك»
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ضب»
فكلّمه بلسان طلق فصيح عربي مبين صريح يفهمه القوم جميعًا: «لبيك وسعديك يا رسول الله رب العالمين»،
فقال صلى الله عليه وسلم: «من تعبد»
قال: «الله الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه»
فقال صلى الله عليه وسلم: «فمن أنا يا ضب؟»
قال: «أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين قد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك».
فقال الأعرابي: «أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله حقًا والله لقد أتيتك وما على وجه الأرض أحد هو أبغض إلي منك، والله لأنت الساعة أحب إلي من نفسي ومن ولدي فقد امن بك شعري وبشري وداخلي وخارجي وسري وعلانيتي»،
فقال له رسول الله: «الحمد لله الذي هداك الى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى عليه».