السينما في حومتنا في العقبة و برج السدرية ودوار هيشر: كثيرون حول المهرجانات قليلون حول الطفولة

لأنهم تونسيون ولأنّ من حقهم التمتع بالفن و السينما والموسيقى ولانهم اطفال هذا الوطن الصغير ولأنهم عماد الغد و لان الدولة حرمتهم من فضاءات عمومية في احيائهم ومدنهم لممارسة الفن و التمتع بالانشطة الثقافية خير منشطو نادي سينما الطفل بدوار هيشر تحت اشر اف الجامعة التونسية

لنوادي السينما التنقل لصغار الاحياء الشعبية لعرض افلام و نقاشها ومشاركة الصغار الحلم وبعث شحنة من الامل في نفوسهم ضمن فعاليات «السينما في حومتنا».

«السينما في حومتنا» تظاهرة سينمائية هي شكل من اشكال النضال ضد التصحر الثقافي وتعطش الصغار للفنون، «السينما في حومتنا» حلم يحاول ابناء نادي سينما دوار هيشر وتحديدا بشير ماكني وناظم بشيني تحقيقه بعد تظاهرة «السينما جاية» في المدارس الريفية ، «السينما في حومتنا» في الاحياء الشعبية ، تظاهرة تجولت الى حد كتابة هذه الكلمات في ديار بن محمود والعقبة وبرج السدرية واقامة الشهيد الفاضل ساسي بدوار هيشر ثم ببني خلاد من ولاية نابل.

خليني نحلم...بيكم ومعاكم
صغار حملوا كراسيهم وبعضهم حمل معه قارورة الماء وبعض الحلويات، جلسوا واصطفوا امام الشاشة العملاقة وهم يسالون «ما سنشاهد اليوم و يقدمون مقترحاتهم» الساحة كانت فارغة وفجأة اصبحت مكتظة بأطفال ارادوا مشاركة المنشطين الحلم، بعضهم مشاغب وآخر يريد ضرب اترابه وثالثة تريد اخذ المصدح للحديث لكل طفل طريقته في التعبير ولكن هم اجتمعوا لمشاهدة السينما تلك هي صورة الاطفال في العقبة ديار بن محمود وبرج السدرية ودوار هيشر ضمن تظاهرة السينما جاية.
«طفي تلفزتك وجيب كرسيك وايجا اتفرج» هو شعار التظاهرة، تظاهرة تحمل السينما للطفل في «حومته» لن تكلفه عناء التنقل فقط يترك جهاز التلفاز وينزل الى «البطحاء» لمشاهدة الافلام.

ضحكة تزين المحيى، تشوق يسكن العيون، وشغب هنا وتنافس هناك من سيجلس في الصف الامامي، لكل منهم سحره و طريقته المميزة في شد ا نتباه المنشطين، هكذا هم اطفال الاحياء الشعبية يقبلون عليك بالقبل و يسألونك عن كل الجزئيات ويريدون البقاء لآخر السهرة دون تعب او وجل و ان كان الشغب ميزتهم الأولى شغب صغار لا يعرفون السينما واكتفوا بالتلفزة والانترنات ان توفرت.

في «السينما في حومتنا» حلم الصغار، شاركوا «نادر» بطل فيلم «صباط العيد» لانيس الاسود الحلم، الفيلم الذي كلما عرض في الاحياء الشعبية شد ا نتباه الاطفال و تعاطفهم لأنهم يجدون جزءا من نادر داخلهم، صغار يعانون معه حرمانه من حذاء العيد بسبب غلاء سعره، بعضهم سبق وان بكى لبكاء الطفل لأنه عاش الحكاية عينها، صباط العيد الاقرب الى الاطفال خاصة الاحياء الشعبية لانهم يجدون معاناتهم وحرمانهم وتعبهم مجسدا على الشاشة الكبيرة، وهم ايضا يشاركون نادر الحلم يحلمون انهم الاجمل يطيرون مثله «صحيح الاحذية لا تطير ولكن الحلم جميل، خلونا نحلم معكم وبكم» كما قال الطفل مروان في عرض دوار هيشر.

كما حلموا مع نادر فقد ساندوا الطفلة جميلة في فيلم «جميلة والوحش» لهشام بن عمار وحين خرج الجني من الخاتم اختلفت طلبات الصغار كما الفلم، طلبات باختلافها كشفت عن تعطش الصغار للإبداع وتعطشهم لفن يعلمهم ابجديات الحياة.
السينما في حومتنا في الاحياء الشعبية لازالت متواصله علها تضيء بعض قناديل الامل عند الصغار في مناطق لا تعرف من الثقافة غير انشطة ترفيهية تنشيطية نادرة كهلال العيد.

لأننا تونسيون نقوم بواجبنا
«نحاول ان نقدم القليل لأطفال هذا الوطن، من واجبنا ان نقدم لهم السينما، نحن نقاوم التصحر بطريقتنا لان الفن نضال و اخترنا السينما لنقدم اجمل الافلام لاطفال محرومين من الفن، نر يد ان نكون معهم حيث كانوا هم اطفال هذا الوطن هم نحن صغارا وهم جيل الغد و مانقدمه واجبنا تجاه الطفولة» هكذا تحدث بشير ماكني عن نادي سينما دوار هيشر عن تظاهرة السينما في حومتنا الذي أكد أنهم يؤمنون أن الطفل كائن واع له القدرة على التحليل وليس مجرد متقبل «ما يفهم شيء» كما يقول البعض، ولان الطفل محور اهتمامنا نريد ان نقدم مشروعا مجتمعيا حقيقيا هدفه الطفل ووسيلته السينما والفنون، نريد ان نقاوم بالفن وسنقاوم.

السينما في حومتنا فعل مقاومة يقدم باقة من الامل لصغار حرموا من حقهم في الثقافة، لكل حومة خصوصياتها وميزات تختلف عن الاخرى، اطفال ديار بن محمود اكثر هدوءا من العقبة و صغار دوارهيشر يعبرون عن الرفض بالصراخ اما صغار برج السدرية فيرمون «الفوشيك» حين يغضبون، لكل طفل طريقته الخاصة ولكن الرغبة في اكتشاف السينما جمعتهم «هم مشاغبون ولكن لو تكررت العروض سيكونون افضل المتفرجين، لا يمكن ان تقيد الطفل طيلة ساعات وتجبره على الصمت، نريده ان يقول ما يشاء و يعبر عما يخالجه، نريده مواطنا فاعلا منذ النعومة لا مفعولا به فدورنا تشجيعه على التعبير دون خوف» على حد تعبير ناظم بشيني رئيس نادي سينما دوار هيشر.

حرمتهم الدولة من الفضاءات الثقافية فبادرت الجمعيات بالعمل لتعويضها وتوفير بعض الأمل للصغار، السينما في حومتنا شكل من أشكال المقاومة.. مقاومة التصحر الثقافي وتجهيل الصغار فنيا.. هو نضال ليكون الاطفال أفضل ويتمتعوا بحق ضمنه الدستور، السينما في حومتنا عسى ان تكون في كل حومة ليكون للصغار فرصة للحلم، منشطين متطوعين يعملون و شعارهم «باقون هنا، ما بقي الزيتون والزعتر ، باقون هنا مادامت في الوطن طفولة حالمة، باقون هنا نقاوم ونحلم».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115