أما بالنسبة للمسلم فهو يغسل يديه خمس مرات كل يوم، فالوضوء هو عبادة رائعة يستمر المؤمن بغسل يديه أثناء الوضوء «اليدين والوجه والرجلين .. جميع هذه الأجزاء تستخدم الأيدي في غسلها» لمدة لا تقل عن 20 ثانية، أي بما يتفق مع ما يقرره العلماء، وبالتالي فإن الوضوء يعتبر الطريقة المثالية للنظافة واتقاء شر الفيروسات والبكتيريا التي من الممكن أن تنتقل لدى مصافحة الآخرين.
وبهذا ندرك أن الله تعالى عندما أمرنا بالوضوء بهذه الكيفية ليس عبثاً إنما ليضمن لنا أيدي نظيفة خالية من البكتيريا ... مع العلم أن هناك فوائد أخرى للوضوء تشمل الفم والأنف والعينين والأذنين... ولذلك ربط الله الصلاة بالوضوء... قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} المائدة: 6. ثم قال بعد ذلك: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة: 6. فالطهارة هنا تشمل أيضاً الطهارة من البكتيريا والفيروسات مع أن الناس لم يكن لديهم علم بهذه الكائنات الدقيقة وقتها، ولكن الذي يعلم السرّ وأخفى أمرنا بالطهارة ليضمن لنا الحياة السعيدة.
إن هذه الآية لتشهد على أن القرآن كلام الله وليس كلام النبي، إذ كيف يخطر ببال بشر في ذلك الزمن أن يربط عبادة الصلاة بالطهارة وغسل الأيدي؟ إن هذه الآية تشهد على أن القرآن هو كلام الله تعالى.