• أريد أن أهنئك في البداية بجائزة Charles Carrère شارل كرار لسنة 2016 التي منحها لك المنتدى الأوروبي الفرنكوفوني والتي تسلمتها يوم 11 جوان 2016 في حفل بهيج بمقر الشعراء الفرنسيين بباريس ... لو تعطينا فكرة عن هذه الجائزة وعن المنتدى ؟
المنتدى الأوروبي الفرنكوفوني هو فضاء يعنى باللغة الفرنسية والتعريف بالفرنكوفونيين في مجال الشعر والآداب والفنون وإعطائهم المكانة التي يستحقونها أينما وجدوا في العالم، تميّزه الصداقة والأخوّة...
وقد تكوّن المنتدى الأوروربي الفرنكوفوني للشعر والفنون والآداب سنة 2000 بالسفارة الرومانية في باريس (حيث كان Paul Valery بول فاليري أمين المكتبة) من قبل مجموعة من الشخصيات من عالم الأدب والفن والشعر، من بينهم جاك فرانسوا دوسوتيه ( الرئيس المؤسس) وشارل كرّار، وهو شخصية بارزة في الأدب الإفريقي الفرنكوفوني.
ويسند المنتدى خمسة عشر جائزة كل سنة في مجال الشعر والآداب والفنون وتعتبر جائزة شارل كرار أهم جائزة وهي تسند لشاعر من افريقا. مع العلم وأنه تم ترشيحي من طرف الأستاذ والشاعر الايطالي جيوفاني دوتولي Giovanni Dotoli أستاذ الحضارة الفرنسية بجامعة باري والذي قام بتقديمي يوم تسليم الجائزة، وقد منحت لي الجائزة بإجماع أعضاء اللجنة المتكونة من تسع أعضاء من فرنسا وايطاليا وألمانيا ورومانيا واسبانيا و الولايات المتحدة الأمريكية لذالك فأنا فخورة بهذا التقدير.
• يمكن القول إذا بأن هذه الجائزة هي تتويج لجميع أعمالك وكتاباتك لو تذكرينا بهذه الأعمال وأهم المحطات في مسيرتك الشعرية ؟
بدأت كتابة الشعر باللغة الفرنسية وشاركت في المهرجانات العالمية للشعر فساهم ذلك في التعريف بأعمالي ومكّنني من ربط علاقات ثرية مع العديد من الشعراء في العالم فتمّ تعييني سفيرة عالمية للسلام ضمن الحلقة العالمية لسفراء السلام.
لي 6 مجموعات باللغة الفرنسية ومجموعة باللغة العربية... ترجمت أعمالي إلى الانكليزية والإسبانية والرومانية ونشرت في المجلات الأدبية وفي الحلقة العالمية لسفراء السلام... وقمت بترجمة أعمال شعرية من العربية إلى الفرنسية للعديد من الشعراء من تونس ومن الدول العربية صدرت منها مجموعة للشاعر الفلسطيني عصام السعدي نشرت بفرنسا.
• كيف يمكن لشاعر أن يترجم لشاعر آخر فالشعر هو قبل كل شيء شعور وإحساس وخلق وإبداع؟
صحيح أن الشعر هو خلق قبل أن يتحول إلى صناعة وربما لاحظت أنني ترجمت لأصدقاء أحببت أشعارهم وعرفتهم عن قرب فاستبطنت أحاسيسهم فكانت الترجمة كأنها مولودي أنا وإن اختلفت اللغة.
• لو تحدثيننا عن منية بوليلة الإنسانة والمواطنة؟
الحقيقة لا يمكن الفصل بين الشاعر وانتمائه إلى عائلة ووطن وبالتالي الفصل بين الشاعر والإنسان. فالتفاعل مع المحيط حتميّة مطلقة فكيف لي أن لا أتأثر بما يحصل بين أهلي وفي بلدي وفي عديد الأماكن أين تنتهك أقدس القيم الإنسانية وتطغى الأنانية ويغيب التسامح مثل ما يحصل في فلسطين الجريحة وفي شعوبنا العربية بدعوى إرساء الديمقراطية والدفاع عن الحريات والحُرم الدينية. و هنا أريد العودة لمسألة اللغة (والتي كثيرا ما أسأل عنها وأعاتب عليها) فعندما أكتب بالفرنسية تبقى خلفيتي الثقافية خلفية تونسية أولا وبالتالي عربية اسلامية افريقية ومتوسطية فيمكن لي المساهمة في نشر مواقف هذه الثقافات من كل ما يجري في مجتمعاتنا وفي العالم اجمالا. هذا مع العلم وأنه عندما تتولد عندي رغبة الكتابة فإني لا أقرر مسبقا بأي لغة سأكتب العربية أم الفرنسية بل يكون ذلك بعفوية مطلقة غير مرتبط بموضوع بقدر ما هو مرتبط بالإحساس المولد للشعر.