فتارة فقر ، وتارة غنى ، وتارة عز ، وتارة ذل ، وتارة يفرح الموالي ، وتارة يشمت الأعادي . فالسيد من لازم أصلا واحدا على كل حال ، وهو تقوى الله عز وجل ، فإنه إن استغنى زانته ، وإن افتقر فتحت له أبواب الصبر ، وإن عوفي تمت النعمة عليه ، وإن ابتلي جملته ، ولا يضره إن نزل به الزمان أو صعد ، أو أعراه أو أشبعه أو أجاعه
لأن جميع تلك الأشياء تزول وتتغير والتقوى أصل السلامة ، حارس لا ينام، يأخذ باليد عن العثرة ويوافق على الحدود
والمنكر من غرّته لذة حصلت مع عدم التقوى فإنها ستحول وتخلّيه خاسرا
ولازم التقوى في كل حال فإنك لا ترى في الضيق إلا السعة ، وفي المرض إلا العافية..
وبهذا فلنعتبر لا تغرنا الحياة و لا المراكز ولا المناصب ولا النفوذ ..كل ذلك الى زوال والتاريخ لا يرحم ..