لطائف الإعجاز: محدودية البصر عند الإنسان

يتميز الإنسان عن غيره، ليس بغرائزه، ولا بحاجاته العضوية ولا بقدراته البدنية، ولكن بما فيه من روح وهو هدف دائم للغزو من أصغر الكائنات على الأرض من بكتريا وفيروسات وطفيليات، كما أنه لقمة سائغة للشرس من الوحوش والأسماك.الإنسان جسد ضعيف محدود القدرات والإمكانيات

حواسه مقيدة محدودة، ولكنه مع كل ذلك استطاع أن يصبح بآلاته أقوى المخلوقات وأسرع المخلوقات وأحدها بصراً وأقواها سمعاً وتحملاً وأبعدها انطلاقاً، كل حيوان تقيده إمكانياته البدنية، فهذا يعيش في الصحراء وذاك في الماء وآخر في الهواء، ولكن الإنسان أصبح يوجد في كل مكان من الأرض بما آتاه الله من إمكانيات حين نفخ فيه من روحه {فتبارك الله أحسن الخالقين} آية 14 / سورة المؤمنون.

فالإنسان ذو بصر محدود، إذ لا يمكنه الرؤية إلا في حدود مكونات الضوء الأبيض وهي الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي، وما ينتج عن اختلاطها ببعضها من ألوان متعددة، أما ما تعدى حدود ذلك من موجات ضوئية فلا يستطيع الإنسان أن يميزها، فالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية ( أشعة إكس ) وأشعة «جاما» وغيرها لا تدركها العين البشرية، بينما تستطيع بعض الطيور والحيوانات أن ترى الأشياء عن طريق الأشعة تحت الحمراء مثلاً، مما يمنحها القدرة على الرؤية في الظلام الدامس مما لا يتوفر للإنسان، فالبومة والصقر والحصان مثلاً كل منها تستطيع تمييز الأشياء في الظلام، فترى البومة الحشرات والحيوانات الصغيرة في ظلمة الليل بسهولة ويسر، ويستطيع الحصان أن يسير في ظلمة الليل ملتزماً طريقه، بينما يتمتع الصقر ببصر «تلسكوبي» حاد يمكنه من تمييز هدفه بين الأعشاب على بعد مئات الأمتار، بينما ترى نحلة العسل الأزهار بالضوء فوق البنفسجي مما يجعلها أكثر جمالاً وأزهى ألواناً في نظرها.

والإنسان وإن كان له عينان فقط إلا أن كل عين تستقبل صور الأشياء بواسطة عدد كبير من الخلايا المتخصصة، وهي خلايا مهيأة لاستقبال الضوء في حدود موجات الضوء وفي حدود ضيقة من قوة الإضاءة.
ومقارنة بالحيوانات والحشرات والطيور فإن المعروف أن عدد عيون الحيوانات تتراوح بين عينين إلى عدة آلاف، فالعنكبوت مثلاً له ثمانية عيون، ومع ذلك فبصره ضعيف جداً بالنسبة لغيره.

أما الثعبان: فله عينان قصيرتا النظر تحتوي كل عين منهما على عدسة جامدة تتحرك للأمام أو للخلف لتركيز الصورة على شبكة العين، بينما تتركب عين الحشرة المسماة بالرعاش من خمس وعشرين ألف عدسة، وهكذا تتفاوت حدة النظر وإمكانيات كل حيوان بقدر ما أودع الخالق سبحانه وتعالى في تركيبه من إمكانيات، ويقف الإنسان بينها موقفاً وسطاً فلا هو بأحدها بصراً ولا هو بأضعفها بصراً، ولكن إمكانياته في هذا المجال تتناسب تماماً مع احتياجاته وتلاءم قدراته الأخرى.
ترى البومة الحشرات والحيوانات الصغيرة في ظلمة الليل بسهولة ويسر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115