وكل أمر مستقر وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ، فإذا رأيت طغياناً وظلماً فإياك أيها المؤمن أن تيأس، إياك أن تشعر بالإحباط، إياك أن تستسلم، إياك أن تشعر أن الله تخلى عنك، إياك أن تضعف معنوياتك.وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ نتائج الظلم لا يمكن ضبط حساباتها، ولا تقدير ردود أفعالها، وذلك أن ردود فعل المقهورين، والمظلومين كشظايا القنابل، تطيش في كل اتجاه، وتصيب من غير تصويب.
إن العلاج الأول، والحقيقي، هو نزع فتيل الظلم، الذي يشحن النفوس بالكراهية والمقت، ويعمي البصائر والأبصار عن تدبر عواقب الأمور، وهذه وصيةُ سيدِنا عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه إلى سيدنا سعدِ بن أبي وقَّاص رضي الله عنه: «أمَّا بعدُ، فإني آمرك ومَن معك من الأجناد بتقوى الله عز وجل على كل حالٍ، فإنّ تقوى الله أفضلُ العُدَّة على العدوِّ، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمُرُك ومَن معك أن تكونوا أشدَّ احتراساً مِنَ المعاصي منكم مِنْ عدوِّكم، فإنّ ذنوبَ الجيش أخوفُ عليهم مِن عدوّهم، فإنما يُنصر المسلمون بمعصية عدوهم لله ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوةٌ، إنّ عددَنا ليس كعددهم، ولا عُدَّتنا كعدَّتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضلُ علينا بالقوة.»
هذا هو الإيمان ينبغي أن تدعو إلى الله بإخلاص، وعلامة إخلاصك أن تتبع لا أن تبتدع، علامة إخلاصك أن تتعاون لا أن تتنافس، علامة إخلاصك أن تقبل الآخر، وأن تحترمه، وأن تأخذ ما عنده من إيجابيات، لذلك فإن الدعوة إلى الله أحسن كلمة تقال في الأرض، وتصعد
في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة، ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات....
لذا نذكر كل من هو متاح له أن يظلم أن يتحوط ..فالنهاية أليمة ..