صديقي الدكتور محمد البدوي مكانتك في قلبي لا تضاهيها مكانة أي صديق آخر ..كم أنت عزيز على القلب.. ذكرياتنا معا سواء في الصين او في سلطنة عمان لن تنسى على مر الزمن ..وخاصة عندما بقينا في العاصمة بيكين (وهم يكتبونها بيجين) ساعة وربع الساعة ونحن نتجول بحثا عن مقهى لنعثر في النهاية على محل صغير جدا لبيع المرطبات ورأفة من صاحبته بنا مدت ألينا فنجاني قهوة من قهوتها التي اعدتها في المنزل ورفضت أن تأخذ منا الثمن قائلة أنها هدية منها الينا .. وبعد ان شكرناها – بالانجليزية طبعا – خرجنا وضحكنا وقلنا «وحدك يا تونس» أضف إلى ذلك إلى ذكريات أخرى في مسقط بسلطنة عمان وفي المغرب..ووقتها كنت رئيس اتحاد الكتاب التونسيين (2008 - 2014) وإجمالا وحتى يعرف الجميع تفاصيل رحلتك في الحياة وجبت الإشارة إلى انك من ابرز والمع الأصوات الأدبية في بلادنا وأنت الأستاذ الجامعي للغة والآداب العربية بكلية الآداب بسوسة والقيروان كما أنك درست طيلة ثلاث سنوات في المغرب وأنت الكاتب والباحث الذي في رصيده أكثر من عشرين كتابا من بينها : أوهام العقاد في العبقرية/الأرض والصدى / طائرالفينيق/المنهجية في البحوث والدراسات وكلها كتب صدرت عن «دار المعارف» كما أنك أصدرت عدة كتب اخرى لما انشات دار نشر وهي «دار البدوي للنشر» – ثم «دار ابن عربي للنشر» ومن الأعمال التي أصدرتها والتي تعد مرجعا مهما على مر الزمن كتابان هما «تراجم المبدعين» في ولاية المنستير (صدر في 2001) و«تراجم المبدعين» في ولاية سوسة (صدر في 2005) ولاشك يا صديقي أن كل الذين كتبت مقدمات لإصداراتهم سيدعون لك بالرحمة وان يسكنك الله فسيح جنانه ..واحد وسبعون عاما قضيتها في ربوع هذه الحياة الدنيا مرت كلمح البصر ..وبالأمس اي يوم الاثنين 12 سبتمبر ثم إيواؤك في مثواك الأخير في مقبرة مدينة طبلبة تلك المدينة التي ولدت فيها 1951..وداعا يا صديقي العزيز ونرجو ان يتغمدك الله بواسع الرحمة والمغفرة فيسكنك الجنة وكل التعازي لأسرتك واهلك وطلابك .
في رحيل محمد البدوي (1951 /2022): شهادة صديق ورفيق
- بقلم الحبيب بن فضيلة
- 10:20 13/09/2022
- 1349 عدد المشاهدات
بعد صراع مع المرض رحل محمد البدوي إلى العالم الأخر مخلفا في نفوس أصدقائه وطلبته ومستمعيه في إذاعة المنستير الحسرة والأسى والألم المر..