مهرجان «حومتنا فنانة»: عرض «العجمي» سطبالي.. مساحة صادقة للفرح

هنا بطحاء فضاء «مسار»، هنا تنبعث الحياة مختلفة ومميزة، في هذه البطحاء يصبح الكل شريكا في صناعة الفرحة والفرجة، هنا «مسار» يحتفي بالفنون ويحتفي بسكان

باب سعدون والأحياء المجاورة ويقدم لهم مادة فنية دسمة تنعش الروح وتثلج القلب وتمتع الجسد بعد ساعات من الرقص والنشوة الفنية الخالصة ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان «حومتنا فنانة».
تتواصل فعاليات المهرجان، يتواصل لقاء الجيران والأصدقاء ومحبي الفرجة الجميلة، ليقدم المهرجان لجمهوره مساء الاثنين4جويلية سهرة السطمبالي «العجمي» مع بلحسن ميهوب، سهرة تونسية بنفس افريقي وإيقاعات عالمية تدفع الجسد للرقص والتماهي مع تلك النغمات الصادحة بقيم التحرر من ربقة الخوف والالم.

«السطمبالي» او موسيقى الزنوج كما يسميها البعض، هي رحلة البحث عن الذات، سفر الروح للبحث عن حقيقتها وهويتها، هي صوت صرخات الافارقة المهجرين الى تونس لبيعهم في سوق النخاسة، ثم غناء التجار وحنينهم الى افريقيا الام، موسيقاهم صرخة ضد الظلم والحيف التقطتها اذن عاشقة لتصنع منها نغمات مميزة وعروضا فرجوية تصل حد «التخميرة» فتغادر الروح لتترك للجسد حريته الكاملة في الرقص والتعبير عما يخالجه من شعور بالألم او الوجع او الحب.

السطمبالي موسيقى تطهير الروح كما يسميها مريدوها، تلك الايقاعات الصاخبة رافقت رحلة السود والاحباش القادمين من جنوب شرق افريقيا وبحيرة التشاد الى اسواق النخاسة، همهماتهم وصرخاتهم المكتومة تحولت الى نغمات موجعة تذكر انسان اليوم بجرائم اجداده البشعة والعبودية المقيتة فيرقص ليتطهر من ذنوب السابقين ويطهر الروح من ادران جرائم السابقين، تلك الموسيقى اصبحت جزءا من الهوية الموسيقية في تونس، للسطمبالي وقعه في الافراح خاصة في مدن الجنوب التونسي، لتلك الايقاعات قواعدها، لها «ينّا» يرثها اب عن جد فيكون بمثابة الملك العارف بأسرار تلك النغمات والكلمات، ولها «العريفة» العارف بمكان الوجع فللسطمبالي وظيفة علاجية وكلما رقص الجسد وتماهى مع الموسيقى وانفصلت الروح تدريجيا فهم «العريفة» مكان الالم ووجد الدواء، فتلك الايقاعات المولودة من قلب الالم، اصبحت املا في الشفاء من امراض الروح.

امام جمهور فضاء «مسار»، اختلفت الايقاعات وازدادت صخبا كلما رقص الجمهور، جمهور مسار المتنوع تنوع الايقاعات المقدمة، على الة «القمبري» يببدع بلحسن ميهوب في دغدغة القلوب العطشى للفرح ورقص تلك السيدة المتفرجة الوفية بسفساريها الابيض الجميل عنوان لتماهيها مع الموسيقى، فالڤمبري هو تاج «الينّا» الذي يرشد السامعين الى بوابات اللحن الافريقي، الى جانبه تصنع الشقاشق مساحتها الخاصة من ايقاعات مسكونة بالغضب والرغبة في الثورة، اما الطبل فسيد الفرح في تونس وأيّا كانت الموسيقى كلما «ضرب الطبال» تكون النتيجة الحتمية، الرقص ومعه الفرح، ليتحول عرض السطمبالي مساحة للفرح، تلك الايقاعات الافريقية المولودة من رحم القهر اصبحت بعد عقود مساحة للحرية، مساحة للفرحة وللرقص دون حواجز، السطمبالي في حومتنا فنانة كان موعد للنشوة الحسية ومساحة حرة ليكتب الجسد لغته الخاصة به.

حومتنا فنانة مساحة صادقة للفرح، مساحة للمتعة وفرصة للقاء في البطحاء، حومتنا فنانة مهرجان جمهوره من اعمار مختلفة وشرائح اجتماعية متباينة، يزوره العامل والباحث، تظاهرة توزع فيها صكوك الفرحة على الجميع دفاعا عن الانسان وحقه في الحياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115