من عشرينات القرن العشرين إلى أواخر 1946. أما الفصل الأخير فبعنوان النشاط النقابي من الإستقلال (1956) إلى سنة 1972..
«حاولت قدر استطاعتي في هذا الكتاب رصد الأصول التاريخية لنقابة « الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية»، ولا بدّ لي أن أوضح في البداية أنّ الحدين الزمنيين الأدنى والأعلى لهذه الدراسة هما 1929 وهو تاريخ تأسيس بعض تجار المواد الغذائية والمنسوجات بتونس العاصمة في ظل الاستعمار الفرنسي «للنادي الإقتصادي» وهو شبه نقابة، و1972 وهو تاريخ انعقاد المؤتمر السابع للإتحاد التونسي للصناعة والتجارة عقب تخلي الدولة التونسية المستقلة وذلك عام 1969 عن سياسة التعاضد وهي سياسة
«دولنة» الإقتصاد والمجتمع والعودة من جديد إلى سياسة اقتصاد السوق التي ستعمق علاقات الإنتاج الرأسمالية في البلاد وتمكن رجال الأعمال التونسيين من التحوّل من مجرد تشكيلة اجتماعية بلا وزن إلى تشكيلة اجتماعية ذات بأس وشأن».
هكذا يبدأ الدكتور الهادي التيمومي في تقديمه لكتابه «نقابة رجال الأعمال التونسيين : صراع طبقات أو صراع حوارات»، ويضيف: لقد حاولت تنزيل بدايات النشاط النقابي للأعراف التونسيين في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات والصناعات الحرفية ضمن حركة الطبقات الإجتماعية في تونس والتغيرات الكبرى التي شهدها المجتمع التونسي في هذه الفترة المعنية بالدراسة. إن التناقض الرئيسي الذي أصبح يتحكم في حركة المجتمع التونسي قبل عقد من سقوط البلاد تحت الاستعمار الفرنسي المباشر (1881) هو التناقض بين
الإمبريالية ( بالمفهوم اللينيني للكلمة) والشعب التونسي.. ولم يكن الاستعمار الفرنسي لتونس امبرياليا فقط وإنما كان كذالك عسكريا وتوطينيا.. اما المرحلة الثانية التي مرّ بها المجتمع التونسي فتبدأ منذ سنوات ما بعد الحرب العالمية الأولى وتقف عند سنة الإستقلال 1956، ففي هذه الحقبة التاريخية، أصبحت البرجوازية الفرنسية التي تضررت كثيرا من الحرب العالمية الأولى، توظف رؤوس اموالها المصدرة نحو تونس في العديد من القطاعات مثل الفلاحة والصناعة الاستخراجية والتجهيزات الأساسية والصناعات التحويلية... أما المرحلة الثالثة التي مر بها المجتمع التونسي فهي المرحلة الواقعية بين 1956 و 1969»..
للتعريف بكتلباتكم راسلونا على العنوان التالي: سيماء المزوغي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.