تزهر الأحلام وتكبر الآمال في وطن يؤمن بأهمية الفعل الثقافي، وإيمانا بقدرة السينما على الدفاع عن الإنسان وحقوقه ومواصلة لمشوار نضالي فكري سينمائي تتواصل فعاليات المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان «كرامة تونس، شاشة الإنسان» في دورة جديدة وأحلام أخرى وقضايا إنسانية متجددة يدافع عنها المهرجان.
وقد عقدت الهيئة المديرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان ندوة صحفية صبيحة أمس الثلاثاء 1مارس لتقديم ملامح المهرجان في دورته السابعة وشعرها «حقوق المرأة وحقوق الفئات المهمّشة» التي ستكون من 8الى 12مارس 2022 بقاعتي الفن الرابع وقاعة العرض بالمعهد الفرنسي بتونس بالإضافة إلى حفل الافتتاح بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة.
السينما للدفاع عن حقوق النساء
«في ظل الأحداث الاجتماعية والسياسية التي تشهدها القارات الخمس، نتطلع في المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان دورة 2022 إلى مزيد تسليط الضوء على قضايا المرأة ومشاغل الفئات المهمّشة من المجتمع رافعين شعار «حقوق المرأة وحقوق الفئات المهمّشة واخترنا أن يكون الافتتاح في اليوم العالمي للمرأة وهو موعد نتطلع أن يكون تاريخا دائما لانطلاق المهرجان» كما جاء في الكلمة الافتتاحية لتقديم الدورة السابعة.
وأضافت مديرتها ريم بن منصور «سيكون المهرجان في اكثر من فضاء، إيمانا منا بأهمية السينما وقدرتها على التغيير والتأثير سينفتح على الجهات مثل توزر والقصرين وبنزرت وحامّة قابس وحمام سوسة، نريد للمهرجان أن يمسّ أكثر عدد من الجمهور، كما سيوفر فرصة للتكوين في كتابة سيناريو أفلام حقوق الإنسان» وأكدت بن ناصر أن المهرجان ينجز بالشراكة مع الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان «انهار» و مهرجان كرامة الأردني ويريدون تسليط الضوء أكثر على حقوق الفنان وكل الحقوق الأساسية الإنسانية.
كانت ولازالت السينما مطية للدفاع عن الحقوق الكونية، السينما فرصة ليعرف المتفرج الانتهاكات التي تتعرض لها النساء اقتصاديا واجتماعيا وتكون الكاميرا وسيلة للدفاع عنهنّ والنساء وحقوقهنّ هو محور الدورة السابعة للمهرجان، دورة تنتصر للمرأة مخرجة وتقنية وعاملة وحالمة، وفي هذا الإطار «تكون حقوق النساء أولوية، إذ لازال الكثير للتعبير عن السياسات الاجتماعية والاقتصادية، نريد ترسيخ ثقافة الدفاع عن حقوق النساء من خلال السينما وسنطرح مواضيع شائكة وجريئة، مواضيع ستزعج حتما لكنها ضرورة» حسب تعبير أمل يعقوبي.
المهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان منذ دورته الأولى عرف بتوجه الدائم في الدفاع عن الحقوق الكونية، هو فرصة لتقديم أجود الأفلام المناصرة للإنسان وحقه في الحياة والتعبير والدفاع عن حقوق الأقليات وتسعى الدورة الحالية أيضا الى جعل المهرجان العنوان الأوحد والدائم لسينما تخدم حقوق الإنسان وترسخها في أذهان التونسيين، وهو ما يفسر سعينا المتواصل اولا للتعريف بثقافة حقوق الإنسان ومن ثمة العمل على تبسيطها وتسهيل استيعابها من طرف عدد اكبر ممكن من الأفراد داخل مختلف مناطق الجمهورية التونسية وكذلك من خلال إيجاد سبل الشراكة بين العديد من المؤسسات الإقليمية والدولية، فالمهرجان منه انطلقت عام 2014 تجربة عرض الأفلام داخل السجون، ومن المهرجان انطلقت العديد من الحملات المناصرة للمرأة والمدافعة عنها حسب تعبير الناصر السردي.
تنطلق فعاليات الدورة الحالية يوم 8مارس تزامنا مع اليوم العالمي لحقوق للمراة، افتتاح سيكون بعرض فيلم لمخرجة ملتزمة بالمرأة وقضاياها، مخرجة مختلفة لها حضورها المشاكس في المشهد السينمائي المصري والعالمي هي نيفين شلبي وفيلم «النهاردة يوم جميل» مأخوذ عن المجموعة القصصية «هضبة المقطم» لعلاء سليمان وسيناريو الفيلم لنيفين شلبي ودنيا السقا من بطولة باسم سمرة وهنا شيحة ونجلاء بدر واحمد وفيق ومحمود الليثي ومحمد حكيم وايمي اسلام وانتصار والفيلم يتناول اربعة قصص اجتماعية متشابكة فيما يخصّ علاقة الرجل بالمرأة خاصة موضوع الاغتصاب الزوجي، تدور الأحداث في مكان واحد متطرقة لمشاكل اجتماعية من منظور مختلف ويكون العرض في قاعة الاوبرا بمدينة الثقافة.
مسابقات وتكريمات ودفاع عن حقوق النساء
يشارك في فعاليات الدورة الحالية 17دولة 26فيلم متنافسة على جوائز الافلام الروائية والوثائقية وهي الارجنتين والشيلي ولبنان والهند وتركيا وفرنسا وسويسرا وجنوب افريقيا وبريطانيا وسوريا واوغندا وبوركينا فاسو وايران وكوريا الجنوبية والعربية السعودية والبرتغال وتونس البلد المنظم، بالاضافة الى حضور مصر بعرضين خارج المسابقة وهما لنيفين شلبي وهالة جلال وكل الافلام المشاركة تتمحور حول حقوق المراة بكل جزئياتها.
ولان السينما فن للتجديد والانفتاح على فنون مختلفة تشارك فنون أخرى في فعاليات المهرجان، فقبل فيلم الافتتاح سيكون اللقاء مع لغة الجسد عبر عرض كوريغرافي خاص بالمهرجان تقدمه الكوريغراف المميزة ثريا البوغانمي، كما تقدم الكوريغراف والممثلة آمال العويني عرض راقص يتناول موضوعه حقوق الفنان وينفتح الفن السابع على لغة اللون وحكايات الريشة مع معرض تشكيلي للرسامة الفة الدبابي طيلة أيام المهرجان ببهو قاعة الفن الربع.
كما يكرم المهرجان ثلاث نساء سينمائيات هنّ ليليا لخوة مصممة أزياء الأفلام وآمال الهذيلي والممثلة التونسية درة زروق.
يشارك في فعاليات الدورة الحالية 26فيلم في المسابقة: بالنسبة لمسابقة الفيلم الوثائقي الطويل للجمهور موعد مع أفلام: «كنت آلان لمدة سنة» من الأرجنتين و»كلوتاريو» من الشيلي و»الجنة تحت أقدامي» لبنان و»ابي فيم افنيت شبابك» و»الحوض المنجمي» و»جمل لم تكتمل» من تونس.
اما الفيلم الوثائقي القصير، تتنافس افلام: «تساء الفن» من تركيا و»سؤال» من الهند و»الوقت لا يزال قائما» اسبانيا و»في الليل امشي» فرنسا و»جيسكا» سويسرا و»الاحتفال التاريخ» جنوب افريقيا و»الاخيرة» بريطانيا و»مدينة دون سماء» يمثل دولة سوريا ويمثل لجنة تحكيمها كل من ايف كونت وسمية بوعلاق وكريم حمودة.
وفي قسم الافلام الروائية يتنافس 11فيلم منها5افلام روائية طويلة وهي «حصة محجوزة» من الهند و»ليلى» اوغندا و»بذرة» من بوركينا فاسو و»الجيران» سويسرا و»امراة وحيدة» ايران، و6افلام روائية قصيرة هي «دائم» كوريا الجنوبية و»سلوى» و»بسكلات» من تونس و»الطائر الصغير» يمثل المملكة العربية السعودية و»غدا ياتي» فرنسا و»7دقائق» من البرتغال وتتكون لجنة التحكيم من علاء الدين سليم ونيفين شلبي ونادية بوستة.
بالاضافة الى افلام المسابقة تعرض 4افلام في موضوع حقوق المراة وحقوق الانسان خارج المسابقة وهي «هنا القاهرة» لهالة جلال و»النهارة يوم جميل» لنيفين شلبي و»الرجل الذي اصبح متحف لمروان الطرابلسي و»ماكس» فيلم تجريبي من فرنسا، كما يقدم المهرجان ندوة فكرية تناقش موضوع حقوق الفنان يومي 10و11مارس 2012 في اطار دفاع السينما عن كل الحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
الندوة الصحفية للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان: 17 دولة و26 فلما مشاركا في المسابقة
- بقلم مفيدة خليل
- 09:50 02/03/2022
- 885 عدد المشاهدات
• نيفين شلبي في حفل الافتتاح وتكريم لدرة زروق