للفعل المسرحي الجهوي ضمن فعاليات الدورة الثانية لايام المسرح بتطاوين.
وتناول المحاضرون في هذه الندوة الفكرية تفكيك المشهد المسرحي التونسي ووضعه تحت مجهر السؤال؟.
• الدكتور محمد عبازة:
توفر الارادة السياسية ساعد على نجاح تجربة فرقة الكاف
عاد الدكتور محمد عبازة في مداخلته الى تاريخ نشأة فرقة الكاف مشيرا الى «السويسي وجد الارضية الثقافية التي تشجع على تكوين فرقة مسرحية، فاهل الكاف يقبلون بطبعهم على الغناء وفنون الفرجة، ونادرا ما توجد عائلة لا يوجد بها من يتقن الغناء في ربوع الكاف» بالإضافة الى وجود مندوب جهوي يؤمن بالفعل الثقافي ويشجع عليه هو الطاهر بوسملة، فتوفر الارضية الخصبة مع التشجيع من المسؤولين كان محفزا لبعث فرقة الكاف.
ويضيف محمد عبازة « في البدايات لم يجد السويسي عناصر متدربة على المسرح فقام بتكوين نواة تدربت لثلاثة اشهر وهي النواة الاولى لفرقة الكاف وكانت الانطلاقة بمسرحية من مسرحيات موليير في نسخة تونسية سماها السويسي الهاني بودربالة، فالسويسي درس العقلية والمجتمع لتكون المسرحية تشبه الواقع انذاك وليست مسقطة وقد رفضت من لجنة الرقابة لثلاث مرات لكنها حين عرضت حققت نجاحا جماهيريا كبير».
تجربة المنصف السويسي في الفرقة الجهوية بالكاف تجربة مسرحية رائدة، فالسويسي اراد ان يشرك المكون الاساسي من مكونات المجتمع التونسي واراد ادخال الثقافة الزنجية داخل الثقافة العربية من خلال «ديوان الزنج» ليصبح للفرقة رواجها وتجاربها واستقطبت ابناء الكاف المقيمين بالعاصمة، ويمكن الجزم ان تجربة العمل الجماعي كانت سبب نجاح فرقة الكاف، فالعمل يجمع منصف السويسي وعز الدين المدني وزبير التركي ورجاء فرحات ونجاح فرقة الكاف فتح الابواب لممارسة المسرح في العديد من الجهات.
• الدكتور محمد الهادي فرحاني:
الصراع بين المقدس-المدنس لازال قائما في القيروان
«تعددت التجارب المسرحية في القيروان دون ان تترك بصمة، القيروان لها خصوصيات ثقافية وحضارية لم يشتغل عليها أبناء المسرح، والقيروان مدينة تختلف عن الكاف مثلا، فالثانية تنفتح كثيرا على الفنون عكس الأولى والقيروان تعيش توتر بين ثنائيات عدة، أولها ثنائية المدينة-الريف فالمدينة لا تنفتح إلا تعسفا، وهناك ثنائية لهجة أبناء الحاضرة داخل الاسوار «الق» ولهجة من يقطنون خارج الأسوار «الق» (ثلاث نقاط على القاف) كما عبر الدكتور محمد الهادي فرحاني في مداخلة عن المقدس والمدنس في القيروان.
مضيفا هذه الترسبات تعود لهجوم بني هلال على المدينة وظل الهجوم راسخا في الثقافة اللاواعية فمن يقطنون داخل السور هم الأشراف (يعود نسبهم الى الصحابة) أما الخارج فبقايا نسب بني هلال.
ويشير الفرحاني يرى أبناء المدينة ان لسكان الأرياف سردية خاصة بهم وثقافة تحمل ترسباتها من المدنس (البرابرة) بينما في الداخل يوجد المقدس ويحافظون عليه.
ورغم تطور العصر والحركة المسرحية لا يزال هذا الصراع الخفي بين المقدس والمدنس قائما في مدينة القيروان، ويشير الدكتور الفرحاني إلى حد اليوم لا يمكن الانفتاح على الشارع بمفهومه المسرحي والجغرافي في القيروان فذاك الفضاء العمومي المنفتح على الآخر غير موجود اذ توجد أكثر ثقافة «الملّة» (الحوم) والتي تقسم عادة حسب الجانب الديني أو القبلي (حومة الجامع، حومة الانصار) ولكل ملّة طريقة تميزها في المنطوق واللباس وطريقة التعامل أيضا وهذا الفضاء المقدس لا يمكن للغريب ان يدخله بسهولة لانّ الفضاء المقدّس ثابت.
ويشير الفرحاني»مسرح الشارع موضة وستنتهي، هي محاولة لغزو الفضاء الجماعي واقتحامه مسرحيا لكنه أمر صعب في مدينة يحكمها الفضاء الديني» مضيفا حتى التجربة المسرحية في بداياتها انطلقت من المعطى الديني ففي العقد الثاني من القرن العشرين عرفت القيروان تجربة مسرحية قدمها الهواة أمثال محمد مخلوف والطاهر طقطق ومحمد النخلي، وظهرت عام 1920 جمعية الأغالبة (تسمية ذات مرجعية دينية) وأنجزوا مسرحيتي «عبد الرحمان الناصر» و»القائد المعز» وما نلاحظه هو غياب العنصر النسائي وكانوا يستعينون بنساء من سوسة وتونس مثل فضيلة ختمي وفتحية خيري وشافية رشدي لكن لا يمكن القول انها تجارب مسرحية حقيقية لأنها كانت محاولات، في إطار المقدس-المدنس أيضا فضاءات العروض خارج الأسوار لا داخلها مثل الكازينو او الفنادق او الساحات وينعتها ابناء داخل السور بالفضاءات المدنسة ويذهب اليها فقط المارقين عن السلوك الجمعي.
وفي إطار السيرورة التاريخية وبعد تأسيس فرقة الكاف ونقلة والي الكاف آنذاك إلى القيروان تم بعث الفرقة الجهوية بالقيروان واشتغلت على تجربة بعض النصوص والاقتباسات، إلى أن ظهر مركز الفنون الركحية والدرامية بالقيروان ويمكن القول أنه يحارب فكرة المقدس فالمركز يقدم أعمال جريئة وبدأ يعيد تشكيل الوعي الفني الجماعي من خلال «الصابرات» او «جويف»، تجارب جمالية تشاكس السائد وتزعزع ثنائية المقدس والمدنس السائدة في القيروان.
• الممثل والكاتب كمال العلاوي:
«في مديح الكاف» فرقة انطلقت من المحلي الى الانساني
أحب الكاف فأحبّته أكثر، أحب المسرح فقابله بالكثير من النجاح ومحبة الجمهور، الممثل كمال العلاوي تحدث عن تجربته الخاصة في الفرق الجهوي ومنها فرقة الكاف في مداخلة عنونها بـ «في مديح الكاف»، هو ممثل وقادر على ترتيب الكلمات ونظمها بطريقة شعرية، بلغة الشعر يفتتح الحديث عن تجربته «يا من ذهبت ستعود، يا من تمضي سوف تعود» ويعود بالذاكرة الى العام 1972حين «كنت ادرس في معهد الفن المسرحي وكان علي بن عياد قدوتي وملهمي، كنت اعرف أيضا ان منصف السويسي تقمص شخصية هاملت التي أحبها كثيرا وكلاهما حفّزاني بطريقة غير مباشرة على مزيد حب هذا الفن».
ويشير كمال العلاوي أن بيان الأحد عشر كان عبارة عن فرصة جديدة لولادة فعل مسرحي آخر، منوها بانطلاق تجربة الفرق الجهوية من صفاقس مع جميل الجودي الذي أنجز نصوص عالمية زمن عبد اللطيف بن جدو، ثم كانت ولادة الفرقة الجهوية الثانية «فرقة الكاف» فمؤسسها المنصف السويسي كان من الموقعين على بيان الأحد عشرة وكان هدفه الأول تحقيق اللامركزية ويمكن القول ان السويسي احدث نقلة نوعية في مجال الابتكار فهو الذي جعل «ارلوكان» بوسعدية في مسرحية هاني بودربالة، وقد وجد السويسي جمعية «السنابل» التي التحق ابناؤها بالفرقة ليصبحوا من فاعليها المسرحيين.
تجربة الكاف كانت تجربة مميزة ومختلفة، فالكاف جمعت وقدمت ثلة من امهر الممثلين، في فرقة الكاف أبدعت سعاد محاسن وتميزت خديجة السويسي وتالق الهادي الزغلامي واحمد السنوسي وعمار بوثلجة وسطع نجم عيسى حراث، تجربة الكاف كانت مميزة لأنها انفتحت على المحيط إذ كنا نقدم العروض في القرى والارياف والمعامل الصناعية، أينما وجد تجمع سكاني نذهب اليه ونقدم مسرحنا وتمكنت الفرقة من توظيف الموروث الشعبي في المسرح ومنه الانطلاق إلى الكوني لذلك فرقة الكاف قبس من الجمال في تجربة الفرق الجهوية في الجمهورية التونسية.
• منير العرقي: مدير ادارة المسرح:
ثلاثون عام والوزارة لم تؤسس فعليا لقانون مراكز الفنون الركحية
منير العرقي مدير ادارة المسرح وسبق وان خبر مدينة الكاف وعمل بها لاعوام طويلة «المسرح فضاء للسؤال واللقاء والحوار، هو فضاء للتغيير ودليل على الممارسة الفعلية لحق المواطنة، المسرح فعل مدبّر له، كل حركة تمت برمجتها مسبقا تماما كحركة الممثل» هكذا ينطلق العرقي في مداخلته التي نعتها بالمنهجية. ويضيف مدير ادارة المسرح ان العرض المسرحي مبنيّ اذ لا يمكن تقديم حركات ومادة لم يشتغل عليها سابقا، كذلك تأسيس الفعل المسرحي مع فرقة الكاف، هي تجربة اشتغل عليها السويسي لمدة قبل الإعلان عن ولادتها ويشير العرقي «خروج المسرح من العاصمة الى الكاف عام 1967 لم يكن ممكنا لولا توفر ارادة سياسية انذاك تمثلت في الوالي، ثم توفير مادة مسرحية تنطلق من الواقع وتقترب من افكار الناس انذاك واكد ان اغلب الفرق الجهوية قدمت مادة مسرحية تعبر عن هواجس المواطن لذلك حققت النجاح.
دامت تجربة الفرق لجهوية 25عام اذ حلت الفرق عام 1993تاريخ تاسيس مراكز الفنون الركحية والدرامية وأسس المسرح التونسي لتجربة جديدة لكن ما يثير الدهشة ان وزارة الثقافة منذ 1993 الى اليوم لم تتمكن من إحداث قانوني للمراكز، تسعة وعشرون عاما ونحن عاجزون عن إيجاد هيكل وصبغة قانونية لهذه المراكز التي عممت في 24ولاية، ويضيف العرقي أن نرجو ان تكون الصيغة IPNA لتكون مؤسسات غير إدارية لتسهيل التسيير والعملية الإبداعية ، منوها انه رغم العجز عن إحداث صيغة قانونية فقد تم تعميم فكرة المراكز على اغلب الولايات ونعتها بالأزمة (صعوبة التسيير والدعم)، وأشار انهم تقدموا بطلب لضمّ المراكز إلى المسرح الوطني وكل مركز يقدم خطة عمله لثلاثة أعوام للتسهيل الإداري والمالي.
ويختم العرقي مداخلته بالتساؤل: أليس من واجب المجالس الجهوية الإشراف على هذه المراكز؟ الا يفترض تقديم الابنية المتروكة وتسخيرها لتكون فضاءات عمل لهذه المراكز بدل الاكتفاء بمكتب يتيم وانتظار دار الثقافة أو المركب لانجاز تدريباتهم؟
• الدكتور محمد الكشو:
المسرح في تونس ارتبط بالسياسة
قدم الدكتور محمد الكشو في مداخلته التسلسل التاريخي لنشأة المسرح التونسي، مؤكدا أن المسرح نشئ في احواز العاصمة السياسية فالمدينة الفرنسية كانت ممنوعة على العرب دخولها لكنّ المسرح كان وسيلة لدخول هذه الأحياء الاوروبية لان التدريبات كانت تنجز في المدينة العربي وتقدم العروض في الحي الأوروبي فللمسرح منذ بداياته علاقة وثيقة بالسياسة، استقلت تونس فاستقل المسرح.
بعد الاستقلال انطلق المسرح من المركز، دولة وليدة تسعى لتوطين فعل مسرحي مع فرقة بلدية تونس حسب المنوال التونسي (لرئيس بورقيبة يرى في النموذج الغربي هو الناجح وهو دافع الإصلاح فتوجه المسرحيين إلى هذا النموذج) القائم على الإرث الجمالي الأوروبي والتأسيس كان مع علي بن عياد.
جاءت تجربة التعاضد فولدت حركة أخرى في المسرح وتأسست الفرق الجهوية وخرج الفعل المسرحي من المركز إلى الجهات وولدت فرق صفاقس والكاف وقفصة والقيروان والمهدية وجندوبة وسوسة وكانت طبيعة المواضيع المطروحة تهم الدواخل التونسية وبسقوط تجربة التعاضد حلّت هذه الفرق.
جاءت الثورة ونظرا لما تبعها من تغيرات واحتجاجات واختلافات جاء المجلس التأسيسي وبعده انبثقت فكرة تعميم مراكز الفنون الركحية في كامل تراب الجمهورية وهنا نلاحظ الارتباط الوثيق بين السياسي والمسرحي.
ويضيف الكشو «لم نر القدرة الحقيقية على التأسيس هناك ضبابية في التأسيس، ويمكن الجزم أن لا وجود لإرادة سياسية في التأسيس فلو توفرت الإرادة السياسية لكانت مراكز الفنون الركحية مهيكلة وقانونية.
• سامي النصري مدير المركز الوطني للفنون الركحية والدرامية:
نحتاج مراكز فنون ركحية في الجهات للدفاع عن قيم المواطنة
«لا يمكن طرح مسالة المسرج الجهوي خارج علاقتنا بالثقافة، ويجب الدفاع عن فكرة الجهوي واللامركز لنضمن تعدد وتنوع الفعل الإبداعي» بهذه الجملة افتتح الدكتور سامي النصري مداخلته، وعاد فيها إلى انفتاح المسرح منذ القديم على الفضاءات الخارجية والساحات العامة، مؤكدا أن ممارسة المسرح منذ القديم هي ممارسة للحرية»الفنون جعلت من الفضاء العام مجال للحرية» حسب ارسطو.
ويضيف النصري ان المسرح في تونس وجد ليعلم الناس المواطنة والحرية والقيم الكونية انطلاقا من خطاب 1966، ويدافع النصري على ضرورة انشاء المسارح في كل المدن فكلما بني مسرح تزعزت الظلامية ونقص الجهل وانتشرت ثقافة الحياة، ودعا إلى ضرورة التأسيس للفعل المسرحي في المدن والساحات ليكون حقيقيا.
وأشار النصري ان تونس لازالت تعاني في تأسيسها للقوانين والحركة الإبداعية من عائقين اثنين، الأول المركزية ويعاني منها كل ابناء الثقافة، والثاني هو الديمقراطية (ديمقراطية الفكر) اي هل نقبل لمختلف عنّا؟.
ويختم النصري مداخلته بالإشارة الى حاجة المسرحيين الى تعميم مراكز للفنون الركحية وضرورة هيكلتها لأنها الحاضنة الحقيقة للإبداع في الجهات وستدافع عن حق الدواخل في الفنون لان هذه الفضاءات تدافع عن اللامركزية وتطبقها وختم بالقول «نحتاج ثقافة، نحتاج الى ثقافة البناء والخلق، نحتاج الإرادة لننجح».
• منير هلال رئيس جمعية مدى:
تطاوين تحاول ترسيخ فعل مسرحي متواصل
«لتطاوين تاريخ مسرحي حافل، في هذه الربوع الصحراوية كان هناك مسرح وممثلين وجمهور يحترم المسرح وجاء مركز الفنون الركحية عام 2018 ليتوّج المسار المسرحي الذي انطلق منذ ثلاثينات القرن الماضي» حسب تعبير منير هلال رئيس جمعية مدى للمسرح بتطاوين، ويضيف هلال ان التجربة المسرحية انطلقت مع طلبة جامع الزيتونة والهواة وقد حاولوا انجاز بعض الاعمال وكانت عنوان البداية وهي «سقوط قريش» و»ظهور الاسلام» ثم اختفت التجربة وعادت الى الظهور عام 1989 بتاسيس القناع المسرحي ثم مهرجان عمر خلفة واحتضان الجهة للمهرجان كان قادحا لتطوير تجربة العمل المسرحي في تطاوين وكان اغلب اعضاء المجموعات التاسيسية من موظفي الجهة والاداريين وكان محمد بوراوي مندوب الثقافة تلك الفترة من الاشخاص المؤسسين للتظاهرات المسرحية وتوجت المجموعة باستقطاب نصوص شكسبيرية الى هذا الفضاء الصحراوي بغاية التعليم كما قال اتذاك حمادي دخيل ثم عمل ثاني لنبيل بدران «انتبهوا يا سادة».
تواصلت التجربة ونضجت مع جمعية «القناع» والمميز فيها العنصر النسائي في تلك الفترة كان هناك امراة قوية وشامخة هي عواطف الهروسي وكانت ضمن الهيئة التسييرية للجمعية واول امراة تصعد على الركح في تطاوين وكانت من يحفّز الرجال للتمثيل، امراة بتلك القوة لا تنسى وكانت نبراسا حقيقيا للجهة في شخصية «ليلة الملوك» وساهمت في التاسيس لجيل كامل يؤمن بالمسرح ثم تحملت مسؤولية رئاسة الجمعية.
ويضيف منير هلال ان تجربة لزهر بوطبة في جمعية القناع كانت من التجارب الرائدة اذ توجه الى المحلي والخصوصية الشعبية في الاعمال «منصور الهوش» المسرحية الحدث كانت بمثابة رسم توجيهات نحو الخصوصية والارتباط بالفضاء الثقافي والمعماري المحلي والتأكيد على خصوصية اللهجة والعمل عليها.
بعد جمعية القناع كانت تجربة «القصور لبلدية تطاوين» وتأسست ارتباط بالبلدية وكان اغلب العناصر من ابناء الجهة الذين تتلمذوا سابقا وكان اول عمل من إخراج انور الشعافي «خسف التوت» عام 1995 وكانت تجربة مميزة.
بعد الشعافي كان هناك تجربة مسرحية يتيمة وقاسية خاض غمارها الفنان علي اليحياوي بمسرحية «كاريكاتور» وعرض مرة واحدة لكن العمل حفزنا على الحلم والاصرار اكثر لانجاز المسرح، بعدها وجدت جمعية «نجمة الجنوب» وانتجت مسرحية «ماطوس».
تواصل الفعل المسرحي متناثرا الى ان وجدت جمعية مدى وهي اخر الجمعيات المسرحية المحافظة على بقائها وكانت عام 2011 ولازالت الجمعية تواصل عملها، وأسست كجمعية مختلفة تبحث عن الاستمرار، انتجت عملين هما «وسم» اخراج عبد الحكيم صويد و»برزخ» اخراج حافظ خليفة، لكن الجمعية تتجه اكثر نحو التكوين ايمانا منا بضرورة تكوين ممثلين وتقنيين ومواطنين يدافعون عن ضرورة وجود المسرح في تطاوين.
كريم خرشوفي صاحب فضاء «المسرح الصغير»:
نحن نعمل ما نحب ونحب مانعمل
تجربة مسرحية جهوية مختلفة، لسيت وليدة الماضي بل هي راسخة في الحاضر تعبر عنه ومن التعطش للفعل الثقافي ولدت، هي تجربة المسرح الصغير بمدينة مدنين الفضاء الثقافي الخاص للمسرحي كريم خرشوفي، المسرح الصغير الذي بلغ عمره خمسة أعوام هو شمعة أمل في حي شعبي بمدينة مدنين.
وفي مداخلته اشار صاحبه كريم الخرشوفي ان حلم انجاز فضاء ثقفي سكنه منذ اول مرة شاهد فيها عرض مسرحي بالمركب الثقافي مدنين، واشار ان الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لابناء حيه جعلته يبادر بتاسيس فضاء يستقطب الشباب قبل استقطابهم الى التطرف «الحيّ ازرق واسود» اي يقطنه الكثير من المتديين الرافضين لفعل الفن، والكثير من المصنفين خطر من قبل السلطة ليصبح الفضاء فعل مقاومة حقيقية.
ويختم الخرشوفي مداخلته بالقول «في حي شعبي يوجد المسرح الصغير هو دفاع حقيقي عن لامركزية الثقافة ودفاع مستمر عن حقّ ابناء الداخل في الثقافة، نحن نفكر ونحلم وننجز ربما هناك الكثير من الصعوبات لكن ارادة الفعل اقوى، نعمل بشعار:نعمل ما نحب، ونحب مانعمل».