وتزامنا مع ذكرى اغتياله التاسعة فتحت مدينة جبل الجلود أبوبها وجدرانها للألوان الصاخبة ورموز الحياة احتفاء بفكرة لا تموت ورمز لن ينهزم وان غادر جسده.
مدينة جبل الجلود فتحت ابوابها للفنون من خلال افتتاح ملتقى شكري بلعيد الدولي للفنون، المدينة استقبلت ضيوفها من رسامي الغرافيتي وباعثي الحياة في الجدران المنسية لتتحول الى متحف مفتوح للفن التشكيلي بألوانه ومدارسه وتجلياته المختلفة، فتونس قائمة على الاختلاف، هي بمثابة «مائة وردة بمائة لون» وهو شعار المهرجان والكلمة للراحل شكري بلعيد.
تزينت دار الثقافة جبل الجلود بصوره وكلماته وأشعاره، تزينت الدار بلوحات رسمت له او بورتريهات حملت صورة بلعيد ابدع الرسماين في تشكيلها كل حسب زاوية النظر وطريقة التجسيد، اما مدينته «جبل الجلود» فتزينت هي الاخرى فاتحة ابوابها لرسامي الغرافيتي لاحياء بعض الرسومات التي بهتت الوانها والانطلاق في اعمال اخرى تكرس لثقافة الحياة وتعبر عن حق جميع التونسيين في الثقافة والفعل الإبداعي رسامين من بلدان مختلفة وطرق تعبيرة متباينة وافكار ملونة تماما كالأفكار التي كان ينادي بها بلعيد وأولها الدفاع عن حق الانسان في الحياة.
في جبل الجلود تصبح الرسومات وسيلة للدفاع عن الافكار، رسامي الغرافيتي بمدارسهم المختلفة يخوضون غمار تجربة تشكيلية وحياتية، يبعثون الحياة في الجدران المنسية، يحولونها الى لوحات تغري بالزيارة واكتشاف كل تفاصيلها، الحي الذي سكن فيه شكري بلعيد هو الاخر قبلة للفنانين رغم ان اغلب جدرانه اصبحت بمثابة المتحف في الدورات الفارطة، وجاء في تقديم رسومات الغرافيتي «إيمانا منا بان العمل الثقافي هو بالأساس نابع من المحيط الاجتماعي وبان الجرافيتي هو فن مجاني ومتاحا للجميع يسمح للشعوب بالإبحار في عالم الالوان والفن التشكيلي سيتواصل مشروع STREET DjDj خاصة أن أهالي المنطقة في طلب دائم للرسومات فالملتقى أصبح موعدا رسميا للالوان والحياة، الرسومات التي تسكن الجدران باتت مطلب اغلب متساكني جبل الجلود إضافة إلى أن التظاهرة أصبحت موعدا سنويا يكاد يكون عيدا ينتظره الجميع. كما لا ننسى أن أعمال الجرافيتي في حرب دائمة لظاهرة الوصم بجبل
جلود، حيث نسعى من خلالها دوما في تغيير النظرة السائدة والمعروفة لهذه المنطقة وإبراز الجانب الايجابي والجميل، إبراز الطاقات الشابة، محبي الفن والالوان .. فهم ليس كما يضنون، هم الفنان والموسيقي هم الشاعر والمسرحي هم نبض الحياة ومحبي الحياة.
لرسم الحياة اجتمع فنانين من دول مختلفة، من ساوبالو البرازيل جاء الرسام العالمي Uduardo Kobra يشتهر بلوحاته الجدارية الكبيرة والملونة التي تعرض أحيانا رسائل مناهضة للحرب أو غيرها من القضايا الانسانية رسم عديد مشهورين مثل نيلسون مانديلا ، غاندي ، جون لينون ، ديفيد بوي ، بوب مارلي ، إديث بياف ، سلفادور دالي ، ألبرت أينشتاين ،في كل مكان يرسم فيه KOBRA لوحاته الجدارية الملونة والعمالقة ، يقدم للزائر مشهدا مدهشا.
لتجتمع تجربته مع تجارب لفنانين تونسيين يصنعون «العجب» كلما وقفوا امام الجدران لاستنطاق قصصها وتحويل الافكار الى اعمال مبهرة، من تونس يلتقي ابناء جبل الجلود مع تجربة الثنائي حسين معلول واسكندر تاج اصدقاء الجدران فلهما تجربة جد مختلفة في فن الغرافيتي يتميز الثنائي بأسلوبه المكون من فن
التصوير والخط، بالاضافة لتجربة الثنائي «ST4ياسين والصادق» وتجربة مختار غراب وطارق بن محمود و»بسيكو» وبثينة منصور وهالة كرموس المتحصلة على شهادة في الفيزياء والكيمياء لكنها اختارت حياة مهنية مختلفة ، هي الآن فنانة رقمية وفنانة جرافيتي بدأت عملها كرسامة تصاميم مستوحاة من المانجا على الجدران رسمت على الكثير من الجدران في مدينتها سوسة.
تجارب ملونة كافكار هذا الوطن تلتقي في مدينة جبل الجلود، رسامي غرافيتي بافكار مختلفة وطريقة تجسيد متباينة يجتمعون لاسبوعين ليحولوا جدران جبل الجلود الى مزار لمحبي فن الغرافيتي والباحث»ين عن فرجة بديلة ورسومات اجمل فالالوان ستبعث في الجدران الحياة وتبعث في سكان المنطقة الامل في مستقبل ربما تتحقق فيه شعارات كثيرة دافع عليها الشهيد شكري بلعيد ومنها الحق في الثقافة.