في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكباً من العواطف والصور» فالضاد لغة الشعر والحب، الضاد لغة العشق والسفر في رحاب الزمان والامل، الضاد هوية ايضا وفي هذا الاطار احتفل في أواخر الاسبوع باليوم العالمي للغة العربية في كافة البلدان العربية.
في تونس نظمت مؤسسة «كل العرب» بالشراكة مع اتحاد الكتاب التونسيين احتفالية جمعت بين الشعر والموسيقى في مقر اتحاد الكتاب، احتفال تحت شعار «لغتنا هويتنا»، احتفالية انسجمت فيها الكلمات الشاعرية مع الموسيقى الجميلة..
اللغة هوية
لغتنا هويتنا، والضاد يوحدنا في احتفالية تونس، تحت هذا الشعار حصل الاجتماع للاحتفال بلغة الضاد في مقر اتحاد الكتاب التونسيين، الضاد لغة وهوية، العربية لغة الشعر والجمال، العربية هويتنا بها نرسم آمالنا وبشاعريتها نكتب احلامنا ومن خلالها نعبر عما يخالجنا ويسكننا، سعداء بأن نحتفي بلغتنا في منزلنا «اتحاد الكتاب» بهذه الكلمات تحدثت سناء جاب الله عن الاحتفال بلغة الضاد.
اذ أقامت مؤسّسة كل العرب و اتحاد الصحفيين والكتاب العرب في أوروبا و مركز «ذرا» للدراسات والأبحاث بفرنسا التي يشرف عليها الاستاذ علي المرعبي ، بالتّعاون مع اتّحاد الكتّاب التونسيين امسية شعرية في مقرّ الاتحاد وقد تخللت الامسية مراوحات شعريّة بين الشاعرة الثريا رمضان والشاعرة نعيمة نصيبي، ثم تم تكريم الاستاذين عبد العزيز الحاجي وجلال المخ من طرف السيدة سنا جاء بالله ممثلة مركز «ذرا» للدراسات و البحوث في تونس ونيابة عن المؤسسات سالفة كما تم تكريم رئيس الاتحاد الاستاذ صلاح الدين الحمادي وتسليم درع التّميز لاتّحاد الكتّاب التونسيين .
وقد نظّم هذا النشاط الاحتفالي بالتّوازي مع نشاطات مماثلة في عدد من الدول العربية منها فلسطين والجزائر ومصر والاردن تحت شعار «الضاد يوحدنا»، و الذي يندرج ضمن برنامج مؤسسة كل العرب ومركز ذرا واتحاد الصحفيين والكتاب العرب بفرنسا، هذه الهيئات التي تسخّر كل جهودها من أجل خدمة الثقافة و الفكر العربي الحقيقي لغة وقضية، فارضة بذلك الهوية العربية بكل مقوماتها من خلال برنامج سنوي يحوي ندوات ولقاءات وتظاهرات عربية قلبا وقالبا تنظم بعدد كبير من الدول العربية والأجنبية غايتها ترسيخ كل ما هو عربي أصيل من فنون وثقافات وإبداع كأسلوب حياة، حسب تعبير ممثلة مؤسسة كل العرب بتونس سناء جاب الله.
في رحاب الشعر تكون الرحلة
تصنع من الكلمات ترياقها، تنسج منها قميصا صوفيا يدفئ الروح من برودة الواقع، تكتب كلماتها ومنها ترسم عوالم تهرب اليها لتنسى قبح الواقع وارهاصاته، في عالم الشعر تكون الرحلة، تتجول بين الحروف والمعاني كفراشة في فصل الربيع، هادئة حين تقرأ، بصوت رخيم تنسجم الثريا رمضان مع الشعر قارئة لجمهور اقبل لينصت للشعر والكلمة ويستمتع بالمعاني الموجودة في قصائد المشاركات في الاحتفالية، الثريا رمضان شاعرة واعلامية، منحازة للمراة في كل كتاباتها تصنع من الانثى عالمها، الانثى الارض والسعادة والوطن والحبيبة تقدسها وتكتب إليها قصائد وترنيمات الحياة، امام جمهور متشوق للكلمة قرأت الثريا:
من قوت الأرض
تصنع امرأة جديلتها...
لتراقصها حافية...
التراب رحم طريّ...
يحمل أجنة الدراويش...
يولدون للرقص
والانسياب مع جديلة...
تصنعها امرأة...
لتراقص الأرباب في عليائهم...
الليل يحبّ ارتكاب كلّ الخطايا...
كهطول مطر داخل منزل كبير...
يخفي رعشات تنبض من تحت أجساد تعتّقت...
كأنفاس تتكسّر فوق نبضات مجنونة...
أو كؤوس تُقرعُ وسط قلوب معطوبة...
الليل حمّال أسيّة...
يخبّئ أسرار الساهرين
في الحانات...
يحدّثون النادل عن أوجاعهم...
وحين يغادرون...
ينصتون لمواء قطط وسط أعشاش عصافير مهاجرة...
فينهمرون مطرا...
داخل بيوت معتمة
في رحاب الكلمة يحلو اللقاء، مع سحر اللغة العربية تكون الجولة بين الشعر والموسيقى، في رحابها تحلم الأرواح وتصنع الياذة العشق الازلية، في محراب اللغة الجميلة يصلون ويتعمدون بالصور الشعرية، في هيكل الحب يقدسون الشعر وتفاصيله والى عالم الومضة ترحل نعيمة نصيبي وتمتع الحضور بقصائدها الموجزة، «شاعرة او احاول الكتابة والتطوير في القصيدة» هكذا تقدم نفسها، هادئة الطباع، صوتها منخفض تكاد تشعرك انها في حالى صلاة حقيقية، تبتهل للشعر وبه تصنع عوالمها الجميلة، نعيمة نصيبي تكتب هي الاخرى للمراة وللحرية وللحياة، تكتب للجمال وباسلوبها الجميل قرأت:
حين تمطرُ،
أستعيدُ دهشتَك الآسرَة
في قلبِي،
وأغدُو فراشة راقصة
لا سقفَ لأمنياتهَا!!
الشعر زادهم للحلم، اللغة مطيتهم للتعبير ولصناعة الافضل لهم ولقرائهم، يكتبون بالحب وللحب، يحلمون دون حدود او حواجز فالاحلام قادرة على اجتياز كل الحدود حتى حدود السماء:
نتبَادل الوصَايا
أزهار الغياب الصامتَة،
ونشتاقُ بلا عتبٍ
خفيفَان
كطائري خُطّاف
وقد تواصلت الامسية الشعرية، لتبعث النوتات الموسيقية والصور الشعرية الادوار، يبعثون في النفوس الدفء في يوم شتوي ممطر، لكل طريقته في الاحتفال بلغة الضاد، لكل علاقته الخاصة مع القصيدة والشعر، بين الثريا رمضان ونعيمة نصيبي كانت المتعة الشعرية، في رحاب الكلمة حلمتا وصاحبتا الحضور في جولة بين الشعر العمودي وشعر الومضة والقصيدة النثرية، تلوينات ابداعية مختلفة تشترك في الانتصار للمراة والحب ولغة الضاد الساحرة.