اعطاني اسم جميلة على اسم العظيمة جميلة بوحيرد، جزائرية الاصل والمنشإ واحب تونس كثيرا وافتخر انني بنت بورقيبة، ذاك الزعيم الجميل الذي تعلمنا عنه العزة والشموخ.
بهذه الكلمات قدمت جميلة حميتو نفسها لـ«المغرب» التي التقتها بعد عرضها في ليلة الحكايات ضمن المهرجان الدولي لفن الحكاية «ذاكرات بالمنستير» وكان الحوار التالي:
• متى انطلقت تجربة جميلة حميتو مع الحكاية؟
انطلقت تجربتي في الحكاية في الطفولة المبكرة،انا شغوفة منذ النعومة بالحكاية كنت انزل الى السوق مدينة «ثيارت» هي عاصمة الرستميين في الجزائر، لاتتبع الحكايات واتجول بين الحلقات لأصغي الى الحكواتيين والمدادحة وأبقى بالساعات أنصت لما يقولون وكنت انسى الوقت وانسى نفسي وكلما عدت «ناخذ طريحة مليحة» وبعد تكرار التجربة صارحت والدتي أنني اذهب الى السوق لانصت للحكواتيين فتحصلت على إذنها للحضور إلى الحلقات التي تنجز في السوق واصبحت متفرجة وفية.
السبب الثاني هو «الغرفة الحمراء» في المنازل الريفية هناك عادة بيت للرجال يفتح الى الخارج، والبيت الاخر «الدار الحمراء» المخصصة للنساء، فالقرية معروفة بالقطيفة وهي فراش صوفي احمر اللون، تلك الغرفة كانت الاجمل لانها تجمع النسوة للحديث وكل واحدة تبوح بما تخفيه داخلها في تلك الغرفة تعلمت الخيال وصناعة شخصيات واختراع اخرى وكنت اجمع الحكايات قبل ان اعيدها.
السبب الثالث أن امي كانت خياطة وكنت العب تحت الماكينة واصنع دميتي اثناء عملها وهي تنصت للاغاني التونسية وحكايات النساء فزبائنها من الغنيات والفقيرات وحتى بائعات الهوى هنّ ايضا انصت لقصصهن الموجعة، وبدات تتشكل في داخلي الحكواتية.
• ماذا عن ملامح جميلة الحكواتية متى تشكلت؟
تطورت التجربة في الجامعة حين كنا نجتمع في فضاء واحد وانطلقت في استرجاع تلك الحكايات، الى تلك الفترة لم يكن هناك هاجس الحكواتية، ثم شاركت في ورشات تدريبية في الكتابة والمسرح مع النجم كاتب ياسين ثم دخلت في جمعية القارئ الصغير ودخولي للجمعية تزامن مع تنظيم مهرجان حكاية وانطلقت من 2005 لتنظيم اول دورة للحكاية الدولي
وفي الحقيقة اعرف الحكواتيين لكنني لم اكتشف بعد الحكوالتية في داخلي، واثناء مرافقتي للحكواتيين الفرنسيين الى المدارس للترجمة، ثم قررت ان اخوض غمار هذه التجربة وقررت الحكي وفي الدورة السادسة لمهرجان الحكاية طلبت مني صديقتي «كاترين جومبرال» ان أحاكي من على الركح واشارك في ليلة الحكاية التي نقدمها في المعهد الفرنسي والمركز الجهوي لمدينة وهران، في الحقيقة خفت من التجربة لان عائلة زوجي محافظة واقطاعية لكن في النهاية خضت التجربة ونجحت وانطلقت في رحلة الحكي العالمية.
• تقدمين حكاياتك باللهجة ىالمحلية؟ اهو خيار؟
بل ادافع عن اللهجة الجزائرية، هي لهجتي بل لغتي الام، لغة تخرج من الاحشاء كما الجنين، احبها وادافع عنها هي لغة الجدة والذاكرة، تراثنا جميل ولغتنا اجمل فلم احكي بلغة الاخر ولغتي قادرة على ايصال واقعي ومس قلب الجمهور دون حواجز، اتذكر اجمل كلمة قيلت لي من متفرجة «غير انت» بمعنى انك الافضل لان ما اقوله وصل مباشرة فلهجتي هويتي.
• من اين تستمدين مواضيع حكاياتك؟
الحكواتي يستمد من التراث وهو قادر على أن يكون مبدعا ويخلق من التراث، أي موقف يومي يمكن ان يلهم الحكواتي، يتميز بالتلقائية والدقة في السمع، في السوق أو الحمام ام اي مكان مفتوح للحكواتي القدرة على اقتناص الفكرة والكلمة ويحولها الى حكاية يضيفها من روحه وطريقته الخاصة في الحكي.
وانا اقتنصت الكثير من حكايات والدي عن الاستعمار والشهداء ولاننا نحتفل الان بذكرى اندلاع الثورة الجزائرية قدمت الكثير من الحكايات عن مناضلي بلدي.
• كيف وجدت تجربة ذاكرات؟
ذاكرات حضرت في دورتها الاولى، واليوم تعرفت على الإرث التونسي من خلال خالد شنان وابراهيم زروق، فرصة نتبادل التجارب ونتعرف على التراث المشترك أشارك في الدورة الثانية لتكوين الشباب في فن الحكاية من خلال تقنيات الحكي وكيفية الحفاظ على الذاكرة واحيائها، للأسف كان التكوين أولا عبر تقنية «اللايف» بسبب الجائحة، كنا نتواصل يوميا ونتبادل التقنيات وأعلمهم في انتظار المجي إلى تونس فالأزمة تلد الإبداع.
في مهرجانات الحكاية نحاول كسب المزيد من الجمهور لهذا الفن، نريد ان يكون فن الحكاية في كل الفضاءات، نريده أن يمس كل الشرائح والأعمار، فالحكاية موجهة للطفل والكهل.
كل تظاهرة للحكاية هي دفاع عن التراث الشفوي الانساني، دفاع عن الهوية والذاكرة وبحث متواصل في فنون الكلام لإعادة صيانتها والحفاظ على الهوية.
• لك كلمة الختام؟
ارجوان يقع الاعتراف بالحكاية كفن مستقل بذاته، نريد ان يكون فن الحكاية الفن العاشر فهو فن عالمي حيّ وجميل ويضم كل الفنون داخله.