هكذا قال اولاد احمد، هذه القولة رددها الكثير من المثقفين والمبدعين تزامنا مع قرارات رئيس الجمهورية مساء 25جويلية، الاحتفاء بالقرارات اختلف من شخص الى اخر مع اجماع انّ القرارات ولدت من الهبّة الشعبية الرافضة لحكومة المشيشي وقراراتها الاعتباطية وانتشار شبح الموت والخوف في تونس طيلة العشر سنوات الاخيرة، كان القرار بمثابة «ايقاف نزيف ورم خطير «الاخوان» لا يمكن ان تبني معه شيئا، وكل الوسائل لاقتلاع الورم ممكنة المهم ان يحيا الجسد وان تحيا تونس» كما كتبت ألفة يوسف.
ردود الفعل كانت مختلفة و ما فعله قيس سعيد حل ديمقراطي اكثر ديمقراطية من ديمقراطية الدمار طيلة 10 سنوات لقد أسعد الناس وأخرجهم ليلا ليحتفلوا رغم وباء الكورونا القاتل.وهذا تأكيد على أن الوباء السياسي كان أكثر وبائية وقتلا ومن يدّعي اننا ذاهبون للمجهول، فليكن ذلك في كل الاحوال المجهول القادم افضل من لحاضر المعلوم المدمّر كما علّق المسرحي عماد المي.
• نزار السعيدي مسرحي:
القرارات الحاسمة هي تلبية لرغبة الشعب
يؤكد المسرحي نزار السعيدي على ان القرارات حاسمة جاءت تلبية لأصوات اغلبية الشعب أمام تواصل سياسة التفقير والتجويع مقنعة بديمقراطية متعفنة، منظومة العشرية الأخيرة لا يمكن ألا ان تنتج شخصا واحتجاجا انهك التونسيين وكان لا بد من صعقة لاعادة الأمل في هذا الوطن الجميل خاصة الشباب الذي اصبح يبحث عن حلول الهروب منه في حكم عصابة منظمة تعمل فقط لمصالحها الفردية لا للصالح العام، منظومة اسست لهدم القيم الاعتبارية الشعب واشاعت ثقافة الانتهازية، الشعب التونسي لن يعود الى الوراء فهو المؤسسة الشرعية الوحيدة التي تحكم، ما حصل فيه محاذير كثيرة ولا ننسى الماضي البعيد والقريب، لا يمكن اعطاء صك على بياض للرئيس قصر سعيّد بل يجب علينا مطالبته ببرنامج وخارطة طريق واضحة المعالم تهدف الى إخراج تونس من ازمتها خاصة الاقتصادية والصحية. في الجانب الثقافي لن يكون معزولا عن الرؤية العامة لتونس الجديدة التي تبحث عن اعادة القيمة للفكر رموزا ومؤسسات من خلال سياسة ثقافية وطنية منفتحة على محيطها الكوني.
• الأسعد بن حسين كاتب:
نرجو أن لا يكشف الإخوان
عن وجههم الدموي
قرارات قيس سعيد لم تولد من الفراغ هي صوت لرغبة الكثير من التونسيين الذين يصرخون منذ اشهر وينادون بسحب البساط من مجلس النواب والانتباه الى مصلحة الوطن لا الأفراد، وقيس سعيّد استجاب لرغبة الشعب التونسي بنداءاته المتكررة لحل مجلس النواب والحكومة، القرارات شرعية لان الشعب قابلها بالاحتفال والخروج ليلا للتعبير عن فرحته، نحتاج قرارات جريئة لايقاف «مهازل» عديدة يعيشها التونسي منذ وقت ليس بالقصير، ويمكن القول ان المسيرات التي خرجت صبيحة الاحد 25جويلية اعطت الكثير من المشروعية الشعبية لقرارات رئيس الجمهورية، المواطنين خرجوا للتعبير عن رفضهم للمنظومة الحالية وخروجهم بذلك العدد يغني عن كل استفتاء والدستور وجد لخدمة مصلحة الشعب ولا عزاء للاخوان في وطننا.
ويضيف بن حسين كنت اتمنى اتخاذ مثل هذه الاجراءات كما تمنيت ان تكون الاجراءات مرفوقة بقرارات ايقاف النواب المتعلقة بهم قضايا فساد او قضايا عنف اذ يجب ان تتوفر القبضة الحديدية لتعود تونس للتونسيين ويكنس مريدو الاخونة، ويختم بالقول ارجوا ان لا يكشف الاخوان عن وجههم الدموي «ماء الفرق» وتمر القرارات وتطبّق دون السقوط في هوة الصراع، لا نريد ان تعيش تونس دموية وخوف عاشته العديد من الدول العربية بسبب الاخوان.
• الحبيب بلهادي فنان وناشط حقوقي:
القرار مفاجأة لكنه جاء من رغبة أبناء الشعب
«صدمني القرار المفاجئة» بهذه الكلمات عبّر المسرحي والناشط الحقوقي الحبيب بلهادي على موقفه من قرارات الرئيس قيس سعيّد ويضيف بلهادي في البداية كنت ارى قيس سعيد يتقن فقط الحديث، لكنني تفاجأت حقا بقراراته ، قرارات جريئة ولدت من رغبة الشعب الذي طالب لأكثر من مرة بحل البرلمان، ما يحدث في تونس منذ اشهر خطير، جوع و انتشار للفساد و خوف التونسيين كلها عوامل شجعت لاتخاذ مثل هذه القرارات، كما ان نزول المواطنين للشارع يوم 25جويلية اعطى الحاضنة الشعبية والشرعية لقرارات قيس سعيّد.
ويضيف بلهادي ما يحدث ان الاطياف السياسية «كانت هازة البلاد للهاوية» ومن المفترض ان يحدث هذا المنعرج، يجب الوقوف وإعادة النظر في التركيبة السياسية المسيطرة على قوت التونسي باسم الدين ووجود الشباب وخروجه للشوارع يعتبر نقطة ايجابية، نحتاج للشباب لانه سيحرس تونس ويحمي الديمقراطية في وطننا.
ويقول الحبيب بلهادي في الحقيقة اساند القرار الجريء لكن ارفض وبشدة المس من الحريات والمس من حرية الاعلام كما نرفض العنف وندينه، والمرحلة القادمة تتطلب الكثير من الحذر يجب على سعيّد اختيار فريق عمل يمكنه قيادة البلاد ولا يختار فقط موالين له او من انجزوا حملته الانتخابية، نحتاج لأشخاص وطنيين وكفاءات قادرة على القيادة ، نرجو من الاتحاد العام التونسي للشغل ان يساند سعيّد في اختيار من سيقود البلاد وعلى الرئيس عدم السقوط في خانة الصراع بين «نحن» و»الهم» او الدعوة لتقسيم التونسيين ووجب ان تكون العدالة والقضاء هما الفيصل.
• صامد الميعادي أستاذ مسرح و حقوقي:
ما فعله الرئيس انقلاب على الديمقراطية المغشوشة والعصابات والفاسدين
«من كان يعتقد أننا كنا في نظام ديمقراطي فهو واهم، من كان لا يعي بأن النهضة كانت تأسس لدكتاتورية تحت غطاء ديني فهو واهم، من كان يعتبر أن الانتخابات المغشوشة بالمال الفاسد وشراء الذمم ديمقراطية فهو مخطئ، وما فعله رئيس الجمهورية انقلاب على الديمقراطية المغشوشة والعصابات والفاسدين الذين دجنوا القضاء والإعلام واخترقوا الأمن وكل أجهزة الدولة» هكذا وصف الناشط الحقوقي واستاذ المسرح صامد الميعادي قرارات قيس سعيّد، ويضيف الميعادي «ما فعله رئيس الجمهورية هو إيقاف لنزيف الفساد والعبث بالدولة وبمستقبل الشعب ويجب دعمه بكل قوة وبكل الطرق السلمية عتبر ان هذه القرارات الاستثنائية هي نقلة نوعية في اتجاه التغيير الحقيقي ونعبّر عن تجنّدنا للتصدّي الى كل المحاولات الى ارجاع البلاد الى ما كانت عليه».
و دعى الناشط الحقوقي صامد الميعادي الى ضرورة اتخاذ مجموعة من الاجراءات النابعة عن قرار سعيّد ومنها حلّ مجلس البرلمان ومحاسبة من اجرم بحق التونسيين سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وإعادة البناء والتاسيس لنظام جمهوري ديمقراطي تشاركي في اطار دولة مدنية السيادة فيها للشعب وضمان استقلال السلط، بالاضافة الى تكوين حكومة انقاذ وطني بعيدة عن كل التجاذبات السياسية وتقديم برنامج اقتصادي واجتماعي وطني أولي يحقق سيادة الشعب على ثروات البلاد ويضمن التنمية الفعلية لكل الجهات ويقوم على التوزيع العادل للثروات بما يكفل تلبية الحاجات الأساسية المادية والمعنوية للشعب ومنها تطوير صناعة وطنية تستند إلى حاجات البلاد وإلى كفاءاتها وقدراتها وإرساء نظام جبائي عادل وشفاف وإصلاح زراعي لفائدة الفلاحين الفقراء والصغار وضمان الحقوق الأساسية في الشغل الكريم والسكن اللائق والتعليم العمومي المجاني والإجباري والراقي وفي العلاج المجاني وضمان حرية التنظم النقابي والحق في الإضراب مع ضمان حق كلّ مواطن وحق كل الأجيال القادمة في بيئة متوازنة وسليمة مع ضمان حرية الابداع في كل اشكاله الفنية والثقافية والفكرية والعلمية وإرساء ثقافة وطنية منفتحة على الثقافات الأخرى يتساوى في الإنتفاع بها جميع المواطنين دون تفرقة أو تمييز بين الفئات والجهات وضمان الحريات الأكاديمية وتطوير هياكل البحث العلمي وتكريس استقلاليّتها وإرساء منظومة تعليمية ديمقراطية شعبية وموحَّدة.
ويختم الميعادي بالقول نعتبر القرارات استثنائية ولكن فليعلم رئيس الجمهورية ان سيادة الشعب خط أحمر وان الحكم الفردي لا سبيل اليه وان إعادة السلطة للشعب في اقرب الآجال امر حتمي بعد محاسبة الفاسدين محاسبة عادلة وإعادة المسار الديمقراطي إلى الخط الصحيح ، الشعب يقظ وبالمرصاد لآي كان بما في ذلك رئيس الجمهورية ان خان الأمانة».