نعرف بلديتــــي ٠٠

كتاب يتحدى الواقع ويرسم خطى ثابتة متطلعة إلى الحضارات الإنسانية التي نحتت مبادئ ارتقت بالإنسان ليعيش حياة يحكمها قانون

يكفل كرامة العيش ويضمن سلامة البشر ليرتقي المجتمع في الاقتصاد والاجتماع والثقافة فيحقق الازدهار المنشود.
إن كتاب نعرف بلديتي هو المقصود به بلدية أريانة، البلدية العريقة، في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، ويزيدها جمالاً وقوة تموقع المدينة، مدينة أريانة، تلك المدينة التي تتربع في قلوب متساكنيها، والتي شدت اهتمام الكتاب والمؤرخين، وشدت إليها الرحال في مختلف العصور ولاتزال.
وطباعة كتاب نعرف بلديتي باللغات الأجنبية تتنزل في إطار تطبيق ما جاء في فصول الدستور بما يفيد الشباب. ففي الفصل 39 ينص على أن الدولة تدعم « الانفتاح على اللغات الأجنبية والحضارات الإنسانية ونشر ثقافة حقوق الإنسان».
واللغات هي مفتاح لدخول العالم النامي المتطلع، رغم كل العوائق منها الموروث ومنها الثقــــافي والاجتماعي والاقتصادي، إلى عالم يكتسب فيه الإنسان الشعور بأنه إنسان يختلف عن الكائنات الأخرى بمجموعة من المكتسبات وبما يحققه من إبداع يسمو بالعقل، وبالذات ويحقق انجازات تظل عبر قرون من الزمن يتناولها الإنسان بالدرس والإعجاب.
فلإنجاز يجسد صورة حية عن مدى التزام المجلس البلدي بأريانة بمبادئ الدستور والعمل بها إذ كانت أولى اهتماماته منذ انتخابه ، هي آليات الديمقراطية التشاركية تطبيقا لما جاء في الفصل 139 على اعتماد آليات الديمقراطية التشاركية ، ومبادئ الحوكمة المفتوحة ، لضمان إسهام أوسع، فكان تشريك وتكوين الشباب من الأهداف التي رسمها المجلس ، فكان الكتاب هو التعريف بهياكل البلدية وبالخدمات التي تقدمها لمتساكني المنطقة البلدية وإعادة الثقة بين المواطن والبلدية ، وتبسيط المفاهيم الادارية المناطة بالبلدية ليكون المواطن على وعي تام أن البلدية هي التي تسعى إلى النهوض بالمنطقة السكنية اجتماعيا وثقافياً وتنمويا، ليكون المواطن شريكاً حقيقا في ضبط برامج البلدية كما جاء في نفس الفصل المذكور من الدستور»لضمان إسهام أوسع للمواطنين والمجتمع المدني في إعداد برامج التنمية والتهيئة الترابية ومتابعة تنفيذها طبقا لما يضبطه القانون».
إن المجلس البلدي بأريانة يسهر على تنفيذ ما ضبطه الدستور في إنشاء علاقات خارجية بما يعود بالنفع العميم على المنطقة البلدية في تفتحها على خبرات وخدمات البلديات بالبلدان الشقيقة والصديقة. ففي الدستور الفصل 140.
...« كما يمكن للجماعات المحلية ربط علاقات خارجية للشراكة والتعاون اللامركزي».
إن الثقافة تصنع حضارة الشعوب وتنمي مواهب الإنسان وتبعث فيه الشعور بأنه بالإمكان صنع الأعاجيب ، إذا ما استطاع توظيف القدرات إيجابيا فيكون التصميم على الإنجاز والتفوق والتميز هو الأساس اعتقاداً أن هذا الوعي هو الفهم الصحيح إذ هو الذي يفيد الإنسانية لا غير ..وأن الإنسان المتطور فكرا وثقافة يعي أن الإنسان الآخر هو وسيلة للتعاون لا للعداء، وسيلة للمحبة لا للكراهية ، وسيلة للقوة لا للضعف ، وأن تسخير الطاقات في المشاحنات لا يخدم الإنسانية ولا المجتمعات ، ولا يحقق تقدما ولا ازدهارا، وأن الثقافة هي وسيلة مهمة في تقارب الشعوب والتعرف على ثقافات بعضها البعض لتستفيد من التجارب وموروث الحضارات وهذا لا يتم إلا باكتساب المعرفة بلغتها ..لذا كان الإيمان راسخا بأن يطبع كتاب «نعرف بلديتي» باللغتين الإنجليزية والفرنسية وهو عمل ليس بالسهل لكن ليس بالمستحيل إذا توفرت الإرادة الصلبة والعزيمة القوية.
إن العمل البلدي والثقافي محكه الإنجاز المتميز في مختلف ما يفيد المجتمع ثم الإنسانية، فمهما تقدمت المجمعات «إلكتـــرونيا» يبقى دوماً الكتاب العلامة المضيئة لإنجازات البشرية المثقفة تتوارث إنسانيا جيلا بعد جيل.
والانجازات تبقى قوية متواصلة قروناً بالتوثيق، فالتوثيق من أهم العلوم، ومن أهم الشواهد في عمل المؤسسات إذ هو رسم لمخططاتها وإنجازاتها في القوة والضعف يتدارس فيما بعد ليتجاوز الوهن ويحافظ على مواطن القوة لتبقى مؤسسات الدولة شامخة لا يهزها الارتجاع حفاظا على مستقبل الأجيال.
وكيفما تكون الحال تبقى الثقافة المتنورة والمدروسة بفكر وموهبة وبعلم ومعرفة وإبداع منارة الشعوب.
فكان هذا الكتاب بلغته الثلاث ثمرة فريدة من ثمار العمل البلدي.
عادل الدبوسي
رئيس المصلحة الثقافية ببلدية أريانة

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115