وقد فرض الله على المسلمين صوم شهر رمضان، وسجل فريضته في القرآن ليبقى خالداً خلود القرآن، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" البقرة: 183، وجعل الله تعالى أجر الصيام مختصاً به سبحانه وتعالى فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" متفق عليه.
ما معنى الصوم لغة واصطلاحا؟
الصوم لغة: مطلق الإمساك، قال الله تعالى: "إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا" مريم: 26 أي إمساكاً وسكوتاً عن الكلام.
واصطلاحاً: إمساك المسلم البالغ العاقل عن جميع المفطرات من طلوع الفجر الصادق " الفجر الثاني" إلى غروب الشمس، مقروناً بالنية من الليل، بشرط الخلو من الموانع الشرعية كالحيض والنفاس ونحوه.
ما حكم الصوم ؟
صوم رمضان فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مطيقاً للصوم، وقد يكون الصوم مستحباً كصوم النافلة المطلقة كصيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، ويوم عرفة لغير الحاج، وعاشوراء، وقد يكون محرماً كصيام العيدين ويوم الشك، ومنه ما يكون مكروهاً كإفراد يوم الجمعة ويوم السبت بالصيام، وصوم يوم عرفة للحاج.
ما هي حكمة مشروعية الصيام؟
الصوم مدرسة ربانية يتعلم المؤمن منها الكثير ويتدرب على خصال الخير التي قد يحتاجها في حياته منها الصبر، فهو شهر الصبر "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" الزمر: 10، كما أن الصوم يعلم الأمانة ومراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، إذ لا رقيب على الصائم في امتناعه عن الطيبات إلا الله وحده.
والصوم يقوي الإرادة ويشحذ العزيمة وينمي الرحمة والتراحم بين عباد الله، فهو جهاد للنفس وكبح للشهوة وصفاء للروح وتنمية للخير لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل حسنة يعملها ابن آدم بعشرة أمثالها إلى سبعمئة حسنة أو إلى سبعمئة ضعف، يقول الله عز وجل الصوم لي وأنا أجزي به، يذر الصائم الطعام والشراب وشهوته من أجلي، والصوم لي وأن أجزي به، والصوم جنة وللصائم فرحتان فرحة حين يريد أن يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك" رواه البزار.